خناقة موقف الأتوبيس فى «الخصوص » تحولت لجريمة

الطالب تدخل للصلح بين صديقين فمزقه «كشرى» وضبطته المباحث
راح ضحية شهامته، لم يكن يعلم أنها سوف تكون السبب فى مقتله حيث اخترقت الطعنات النافذة ملابسه ليتركه الجناة غارقًا وسط بركة من الدماء تأديبًا له على تدخله لفض مشاجرة بينهم.
المجنى عليه «أحمد. س» والذى خرج فى صباح ذلك اليوم سليمًا معافى ليعود غارقًا فى دمه مليئًا بالطعنات وسط حزن وغضب من الأهالى.
هنا فى منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية لا حديث للناس سوى عن حادث «الشاب الشهم» أو هكذا أطلقوا عليه.. لم يسبب هذا الحادث الذى دفعه إلى التدخل للفصل بين صديقين يتشاجران والذى نتج عنه إصابته ب«مطواة» أودت بحياته بعد أن عاد أحد الصديقين بأصدقائه لينتقم من «الشاب الشهم» الذى تدخل للفض بين الطرفين.
هذه واحدة من تلك الجرائم التى باتت تحدث لأتفه الأسباب تثير عجب شهود عيانها والسامعين بها والتى يتحدث فيها السلاح الأبيض قائلًا كلمته إما بجروح تؤدى إلى تشوه أو بجروح نافذة تؤدى للموت لتنقلب الخلافات إلى جرائم ثم قضايا ثم سجن وضياع للطرفين لأسباب عنف غير مبرر.

مشهد الجريمة
خرج «أحمد» من منزله، كعادته كان يلقى التحية على كل من يقابله من أهل منطقته، والبسمة ترتسم على وجهه، وأثناء السير شاهد تجمعًا من الأهالى يقف متفرجًا على شابين يتشاجران، مما دفعه إلى التدخل لفض المشاجرة، وهو الأمر الذى أغضب المتهم «كشرى» وتوعده بالانتقام منه، وما هى إلا لحظات حتى عاد المتهم وسدد له طعنات ليسقط قتيلًا وسط ذهول الأهالى.
كان قسم شرطة الخصوص التابع لمديرية أمن القليوبية، تلقى إشارة من مستشفى المطرية، بوصول «أحمد. م»، طالب، جثة هامدة إثر إصابته بجرح وخذى بالفخذ الأيسر، وجرى حينها التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
أخطر اللواء رضا طبلية، مدير أمن القليوبية، والذى أمر بسرعة كشف غموض البلاغ، فانتقل على الفور اللواء هشام سليم مدير المباحث والعميد يحيى راضى رئيس مباحث المديرية، والمقدم، محمود عادل، رئيس مباحث الخصوص، لمكان الواقعة للتعرف على أسبابها والتوصل إلى الجناة.
وتوصلت تحريات المقدم محمود عادل، رئيس المباحث، إلى أنه حال تواجد المجنى عليه برفقة زملائه كل من «م.ح. ي»، طالب، و«ف. ح. ج»، طالب، بجوار موقف الأتوبيس، حدثت بينهما مشادة كلامية تطورت لمشاجرة، ولدى تدخل المجنى عليه لفض المشاجرة، طعن على إثرها بسلاح أبيض كان بحوزة «كشرى» محدثًا إصابته التى أودت بحياته وفروا جميعًا هاربين.
ومن خلال الأكمنة، تمكن ضباط المباحث من القبض على المتهمين، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.