سبعة شهور كاملة كانت مدة محاكمة كل من الراهبين أشعياء المقاري وفلتاؤوس المقاري استمعت فيها لاقوالهما وشهادة الشهود واطلعت على أدلة الثبوت وأداة الجريمة على مرآى ومسمع من جميع الأطراف وانتهت محكمة جنايات دمنهور المنعقدة بمحكمة إيتاى البارود برئاسة المستشار جمال طوسون وعضوية المستشارين شريف عبد الوارث فارس ومحمد المر وسكرتارية حسنى محمد عبد الحليم، إلى الحكم على الراهبين في اتهامهما بقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف دير أبو مقار بوادى النطرون بالإعدام شنقا بعد إجماع الأراء محاكمة الراهبين مرت بعدة محطات أخبار الحوادث رصدت أبرزها على مدار سبعة أشهر نرصدها في السطور التالية. المحكمة في الجلسة الأخيرة قالت كلمتها بإعدام فلتاؤوس وأشعياء المقارى مؤكدة ان أن المتهمين ارتكبا كبيرة من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم التى نهت الديانات السماوية عنها، وأن المتهمين لم يمنعهم عن جرمهم كونهما راهبين، سلكا طريق الرهبنة طوعا ورغبة منهما وصولا لحياة ثرية مع الله، ولم يردعهما مكان ارتكاب الواقعة، ولم يراع كبر سن المجنى عليه الذى بلغ من السن عتيا ولم يراع مكانته. وأضافت أنه بعد أن أطمئنت هيئة المحكمة، لادلة الثبوت فى هذه الدعوى وتطابق الأدلة القولية مع الأدلة الفنية، لا تدع لهما سبيل من الرحمة، مؤكدة أنه وبإجماع آرائها على القصاص لذلك. تلك القضية الهامة والتى شغلت الرأي العام مرت بالعديد من المحطات الهامة والتى انتهت بها الى الحكم السابق من مرض وإنكار للإتهامات واعترافات؟ مرض وإعترافات ففي أولى جلسات محاكمة الراهبين حضر المتهم الأول فى القضية وائل سعد تواضروس، بينما تغيب المتهم الثانى فلتاؤس المقارى، بسبب مرضه، وخلال الجلسة أنكر المتهم الأول وائل سعد تواضروس "أشعيا المقارى"، الاتهامات الموجهة إليه بقتل رئيس الدير بالمشاركة مع "فلتاؤوس المقارى"، بقوله قائلًا: "كنت تعبان نفسيًّا فى الفترة دى". ثم انهار أشعيا المقارى، وإجهش بالبكاء ثم قال انا لم اعترف بشئ وأكد أنه قال لضباط المباحث: "أنا بتاع ستات لكن مقتلتش حد"، لتقرر المحكمة التأجيل بعد أن استمعت لطلبات الدفاع. ندم وفي إحدى الجلسات أبدى الراهب فلتاؤس المقارى ندمه الشديد لقطع شرايينه داخل الدير محاولا الانتحار، مبررا ذلك لتعرضه لضغوط نفسية بعد علمه بمقتل الأنبا إبيفانيوس، كما نفى إلقائه بنفسه من أعلى مبنى العيادة الطبية بدير أبو مقار. أدلة ثبوت استمعت إلى شهادة الدكتور ياسر بركات رئيس مصلحة الطب الشرعى بالبحيرة الذى قام بتشريح جثة المجنى عليه الأنبا إبيفانيوس والذي أكد إن أداة الجريمة يمكن أن تحدث الإصابات المذكورة فى المجنى عليه وأن الجزء المدبب منها يمكن أن يُحدث الجروح القطعية. مفاجأة وفي مفاجأة من العيار الثقيل أكد اللواء خالد عبد الحميد، وكيل مباحث وزارة الداخلية أثناء المحاكمة أن الراهب أشعياء المقارى قام بالبحث على الانترنت قبل ارتكابه الجريمة عن كيفية مسح البصمات من أداة الجريمة مما يعتبر دليل واضح على الاحتشاد وعقد العزم على ارتكاب جريمة القتل لرئيس الدير. إنكار وأمام شهادة وكيل مباحث وزارة الداخلية نفى "المقارى" المتهم الأول فى القضية علاقته بأداة الجريمة، واتهم ضباط المباحث بدسها عليه بغير علمه! فيما ناقشت المحكمة 3 رهبان من شهود النفى فى القضية وهم جبرائيل المقارى وشيشوى المقارى وتادرس المقارى واللذين أكدوا عدم وجود خلافات حادة بين المتهمين والمجنى عليه خاصة المتهم الثانى الراهب فلتاؤس المقارى.