بعد 268 يومًا من مقتل رئيس دير أبو مقار الأنبا أبيفانيوس، أسدلت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات دمنهور، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود الابتدائية، اليوم، الستار على أولى درجات التقاضي الواقعة، وقضت بالإعدام شنقًا، على الراهبين "أشعياء المقاري" وفلتاؤوس المقاري، لاتهامهما بقتل الأنبا إبيفانيوس بوادي النطرون، بعد أخذ الرأي الشرعي لمفتي الديار المصرية. وأكدت هيئة المحكمة، في حيثيات الحكم، أن المتهمين ارتكبا كبيرة من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم التي نهت الديانات السماوية عنها، ولم يمنعهما عن جرمهما كونهما راهبين، سلكا طريق الرهبنة طوعًا ورغبة منهما وصولا لحياة ثرية مع الله، ولم يردعهما مكان ارتكاب الواقعة، ولم يراعيا كبر سن المجني عليه، الذي بلغ من السن عتيا، كما لم يراعيا مكانته الدينية، وأنها اطمأنت لأدلة الثبوت في الدعوى، وتطابق الأدلة القولية مع الأدلة الفنية، فقررت بإجماع أعضائها القصاص من المتهمين. وتستعرض "الوطن" في التقرير التالي أبرز المحطات في رحلة محاكمة القتلة منذ اكتشاف الواقعة في 29 يوليو 2019 حتى صدور أول حكم على الجناة. - المحطة الأولى: اكتشاف الجريمة 29 يوليو 2018 أعلنت الكنيسة وفاة الأنبا أبيفانيوس، ووصفه المتحدث باسم الكنيسة بأنه رحيل مفاجئ، قبل أن يتكشف في اليوم نفسه أن القضية جنائية، وأن الوفاة سببها القتل، بعد العثور على جثة الأسقف داخل أسوار الدير وسط بركة من الدماء. - المحطة الثانية: تشريح الجثمان واكتشاف أداة الجريمة 30 يوليو 2018 جرى تشريح جثمان أسقف الدير؛ لتكشف التحريات الأولية استخدام مرتكب الجريمة أداة حادة لقتل المجني عليه، في أثناء خروجه من القلاية، وكان البابا رفض التستر على الجريمة بحجة الحفاظ على مكانة الكنيسة، وأمر بإجراء تحقيقات مدنية في الحادث والاتصال بالجهات الأمنية. - المحطة الثالثة: مطلب إنهاء الخلاف الفكري 31 يوليو 2018 ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلوات التجنيز على الأسقف الراحل، وكشف وقتها أن الأنبا إبيفانيوس كان مستشاره، وطالب رهبان الدير بالوحدة، بعد أن ظهروا في جنازة الأنبا إبيفانيوس، بزيين مختلفين يعكسان استمرار الانقسام، وكان البابا سبق أن طالب الأسقف الراحل قبل رسامته فى 2013، ب"لم شمل الدير"، بعد الخلافات الفكرية بين متى المسكين، الأب الروحي للدير، والبابا الراحل شنودة الثالث. - المحطة الرابعة: الاستماع لأقوال راهبي الدير 60 محققا من أرفع الأجهزة الأمنية تولوا التحقيق في الجريمة بعد إغلاق أبواب الدير، وبدأوا الاستماع إلى أقوال 145 راهبا، وكل عمال الدير، واستبعاد العمل الإرهابي، وحصر الاشتباه في عدد من الرهبان لا يتجاوز أصابع اليدين، وكان "أشعياء المقاري"، الذي يعيش في المزارع خارج الدير على رأس المشتبه فيهم، لسابق خلافاته مع رئيس الدير الراحل، وسعيه لتكوين جبهة مضادة داخل "أبومقار"، وأنه مهدد بالطرد من الرهبنة، حققوا معه، فكانت أقواله متناقضة، إلا أنهم لم يجدوا أداة الجريمة، فلم توجه له التهمة، لكن وُضع تحت أعين الأمن. - المحطة الخامسة: وقف الرهبية 1 أغسطس 2018 عقد البابا تواضروس اجتماعًا للجنة شؤون الرهبنة بحضور 19 من المطارنة والأساقفة لمناقشة انضباط الحياة الرهبانية والديرية، وأصدر 11 قرارًا أبرزها وقف رهبنة أو قبول رهبان جدد لمدة عام، وعدم ظهور الرهبان إعلاميًا وعدم دخولهم في أي معاملات مالية. - المحطة السادسة: تجريد أشعياء من لقبه 5 أغسطس 2018 تجريد أشعياء رسميًا في قرار بخط يد البابا تواضروس شخصيا. - المحطة السابعة: فلتاؤوس المقاري يحاول الانتحار 6 أغسطس 2018 حاول الراهب "فلتاؤس المقاري"، الانتحار بقطع شريان يده، وإلقاء نفسه من أعلى مبنى مرتفع بالدير، قبل أن يجرى إنقاذه ونقله إلى مستشفى بالقاهرة لتلقى العلاج. - المحطة الثامنة: نيابة وادي النطرون تتحفظ على الراهب المجرد 8 أغسطس 2018 الإعلان عن قرار نيابة وادي النطرون بالتحفظ على الراهب المجرد، على ذمة التحقيقات، وأحال المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، في 10 أغسطس القضية لنيابة استئناف الإسكندرية لاستكمال التحقيقات فيها. - المحطة التاسعة: حبس الراهب المجرد 11 أغسطس 2018، قررت النيابة حبس الراهب المجرد أشعياء المقاري، على ذمة التحقيقات ووجهت له تهمة القتل بعد اعتراف المتهم بجريمته والارشاد عن أداة الجريمة وهو قضيب حديدي تم العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، بمساعد الراهب فلتاؤس المقاري، خوفا من انفضاح مخالفاتهم المالية والإدارية والأخلاقية. - المحطة العاشرة: نقل 6 رهبان من "أبو مقار" إلى 6 أديرة أخرى 25 أغسطس 2018، أصدرت لجنة شؤون الأديرة والرهبنة بالمجمع المقدس، قرارا بنقل 6 رهبان من دير أبو مقار إلى 6 أديرة أخرى، بعدما قام ممثلين على اللجنة، تحت إشراف قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بإجراء تحقيقات خلال الفترة الماضية مع عدد من الرهبان، بهدف إعادة ضبط الحياة الرهبانية بعد مقتل الأنبا ابيفانيوس، رئيس الدير. - المحطة الحادية عشر: قداس ذكرى الأربعين للأنبا إبيفانيوس 8 سبتمبر 2018، ترأس البابا قداس ذكرى الأربعين لمقتل الأنبا إبيفانيوس، داخل الدير، بحضور عدد كبير من أساقفة الكنيسة، واعتبر مقتل أبيفانيوس بأنها هزة ضربت الكنيسة ولكنه كان جرس إنذار للجميع، مطالبا الجميع بالطاعة لأن الأديرة واحات محبة، مجددا الثقة في أمين الدير، ومعلنا أنه سيكون رئيس الدير لفترة لحين عودة الهدوء والانضباط له وبعد ذلك يتم رسم رئيس جديد له.
- المحطة الثانية عشرة: أولى جلسات محاكمة "أشعياء" و"فلتاؤس" 23 سبتمبر 2018، عقدت أولى جلسات محاكمة "أشعياء" و"فلتاؤس" في قتل "إبيفانيوس" أمام محكمة الجنايات، برئاسة المستشار جمال طوسون. - المحطة الثالثة عشر: إعلان وفاة أب اعتراف الراهبين المتورطين في القتل 26 سبتمبر، أعلن وفاة الراهب زينون المقاري، وهو أب اعتراف الراهبين المتورطين في القتل والذي نقلته الكنيسة من دير أبومقار إلى دير المحرق في أسيوط، وجرى فيما اكتشاف أن الوفاة سببها تناول مواد سامة على سبيل الانتحار. - المحطة الرابعة عشر: حجز المحكمة القضية للحكم 23 فبراير 2019 حجزت المحكمة القضية للحكم، بعد نظرها في العديد من الجلسات التي استمعت خلالها لشهادات شهود الإثبات والنفي، ومواجهة المتهمين بتحريات الأمن وتحقيقات النيابة، والاستماع لمرافعة النيابة والدفاع. - المحطة الخامسة عشر: ‘حالة أوراق المتهمين للمفتي 23 فبراير 2019، أحالت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات دمنهور، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود الابتدائية، أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وتحديد جلسة 24 أبريل المقبل للنطق بالحكم. - المحطة الأخيرة: إعدام الراهبين أشعياء المقاري وفلتاؤوس المقاري 24 أبريل 2019، أسدلت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات دمنهور، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود الابتدائية، الستار على أولى درجات التقاضي الواقعة، وقضت بالإعدام شنقًا، على الراهبين أشعياء المقاري وفلتاؤوس المقاري، بعدما اطمأنت لأدلة الثبوت في الدعوى، وتطابق الأدلة القولية مع الأدلة الفنية، فقررت بإجماع أعضائها القصاص من المتهمين.
