فوزي ولمياء .. اسبوع عسل انتهي في المشرحة تاجر الملابس ذبح عروسه لأنها عايرته بضعفه الجنسي جريمة قتل بشعة اهتزت لها محافظة المنوفية، حيث تجرد تاجر ملابس من كل مشاعر الإنسانية وأقدم على قتل زوجته بعد عشرة أيام فقط من زواجهما. جريمة غامضة بكل ما تحمله الكلمة من معان، الغموض ليس في تحديد مرتكب الواقعة، فالفاعل معلوم ومعترف من أول دقيقة ولكن الدوافع مازالت مجهولة لا أحد يعلمها. تفاصيل تلك القصة التي بدأت بالزغاريد وانتهت في المشرحة ترويها السطور التالية. داخل قرية عرب أبو ذكري التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، كان يعيش فوزي ذلك الرجل الذي يبلغ من العمر 48عامًا، مع زوجته وأبنائه الخمسة في بيت بسيط، ولكن شاء القدر أن تتوفى زوجته منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، فقرر أن يكتفي بتربية أولاده، وفي يوم وأثناء ذهابه لحضور عزاء أحد أقاربه بمركز ميت غمر، تعرف على لمياء تلك الفتاة التي تبلغ من العمر 28عامًا، والتي سبق لها الزواج من قبل ولكن طلقها زوجها بعدما أنجبت منه طفلة، فتقدم فوزي للزواج منها، وتمت الموافقة سريعًا على الزواج، وتم زفافهما في حفل صغير وسط عائلة كل منهما، وجاءت لمياء لتسكن مع زوجها الجديد بمحافظة المنوفية مع ثلاثة من أولاده. عشرة أيام مرت علي زواجهما دون أن يراها أحد من الجيران، ولكن تصرفات الزوج اختلفت تمامًا، وفجأة ودون سابق إنذار استيقظ أهالي قرية عرب أبو ذكري على خبر ذبح فوزي لزوجته، ليستقبل الجميع الخبر وسط ذهول كبير وحيرة من سبب ارتكابه للجريمة. انتقلت "أخبار الحوادث" إلى تلك القرية وكنا نعتقد أن الزوجة من نفس القرية، ولكن شاء القدر أن نلتقي بأهل المتهم وجيرانه لنعرف منهم تفاصيل ما حدث. تقول "نادية" جارة المتهم: "نحن جيران فوزي منذ ما يقرب من 30سنة، لم نر خلالها منه أي شر أو قسوة، فهو دائمًا ما يحافظ على صلاته داخل المسجد، يحب الخير ومساعدة الآخرين، منذ أن تزوج منذ ما يقرب من 10أيام تبدل حاله وكأنه أصبح شخصًا آخر غير الذي نعرفه منذ سنوات، أصبحنا نسمعه يسب ويختلق المشاكل على أتفه الأسباب، ولا نعرف السبب، أما بالنسبة لزوجته لم نرها من قبل ولم نتعامل معها، وعندما كنا نسأله عن تغير حاله يقول: "اللى ميعرفش يقول عدس". أما بالنسبة لتفاصيل يوم الجريمة، قالت: "في تمام الساعة الثانية عشرة ونصف ظهرًا وجدت "علاء" نجل المتهم يتصل بي ليخبرني أن والده قتل زوجته الجديدة، ويطلب مني أن أذهب لبيتهم لأعرف ماذا حدث؟، ذهبت مسرعة لهناك وظللت أنادي عليهم في البيت ولكن لم يرد أحد على، إلى أن وجدته يأتي من بعيد ومعه حلوى يأكلها، فأخبرته بما يقوله ابنه، فأنكر وأبلغني أنه ذبح جملًا، وقتها شعرت بالخوف الشديد منه، وتركته إلى أن مرت عدة دقائق ووجدت رجال المباحث يأتون للقبض عليه، وحتى الآن لم نصدق أنه يستطيع أن يذبح دجاجة ". بينما قال سليمان صديق المتهم: "أنا أول من اكتشفت الجريمة، فلم يكن هناك أحد في بيته سوى هو وزوجته فقط، فابنته الصغرى كانت في الدرس، بينما نجليه كانا معي في دفنة أحد أبناء القرية، عندما عدت من الدفنة وجدته في حالة غريبة فسألته ماذا به، فأبلغني أنه ذبح جملًا وسوف يعزمنا جميعًا على أكله، فسألته أين هو؟، وعندما دخلت للغرفة وجدت زوجته مقتولة، فأبلغته أني سوف أبلغ الشرطة فهي زوجته وليس جملًا كما يقول، فضحك وقال لي: "خليهم ييجوا يأكلوا معنا"، إلى أن جاءت الشرطة وهو مازال جالسًا غير مدرك لما فعله، وهذا ما سوف أقوله أمام النيابة". كانت تلك الرواية من أهل المتهم وجيرانه الذين اتفقوا على حسن خلقه، وأنه لم يكن في وعيه أثناء ارتكاب الجريمة، كان علينا من دافع المهنية أن نسمع رواية أهل الضحية الذين تواصلنا معهم هاتفيًا، ورد علينا شقيقها والذي يدعى "أحمد"، الذى أبلغنا أنه لا يعرف أية تفاصيل عما حدث ورفض أن يتحدث معنا نظرًا لحالتهم النفسية السيئة معقبًا أنه ينتظر التحقيقات والقصاص العادل حتى يعود حق شقيقته. وتوثيقًا لمعلوماتنا ومعرفة الدافع وراء ارتكاب المتهم لجريمته، تواصلنا هاتفيًا مع اللواء سيد سلطان مدير مباحث المنوفية والذي كلف رئيس المباحث بعمل التحريات اللازمة عن الموضوع وأخبرنا بأن المتهم اعترف تفصيليًا بارتكابه الواقعة حيث كان يعاني من الضعف الجنسي الأمر الذي جعل زوجته تعايره بذلك فلم يتمالك أعصابه ولم يشعر بنفسه سوى بعد قتلها". تحرر عن ذلك المحضر اللازم وأمرت النيابة بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.