طنط الجزيرة، قرية صغيرة تتبع مركز طوخ، القليوبية، هنا تكسو الوجوه الحيرة والدهشة والنظرات البائسة التي طالت اسرة ملائكة الرحمة ادم ورحمة، الام حائرة لا يعرف النوم طعما لعينيها حالة من التيه تعيشها فى كل لحظة تفكر وكأن روحها تصعد الى السماء لتبحث عن طفليها اللذان احترقا داخل شقتهما تاركين والديهما يعيشان مأساة حقيقية وجرحا غائرا كلمات الاهل والجيران ربنا يصبركم، ربما تهون للحظات على قلب الاسرة، لكن لن تعود بحياة طفليها مرة اخرى، كلمات اطلقتها الام المكلومة بصوت يملؤه الحزن، التفاصيل الكاملة للحادث نعرضها فى السطور التالية هنا داخل القرية بطوخ توقفت الحياة للحظات، وكأن الاحلام تحولت الى كابوس مزعج عاشته اسرة الطفلين رحمة وادم اللذان لقى مصرعهما داخل شقتهما التى احترقت فى غياب الوالدين مأساة لا يتصورها احد داخل الاحياء الشعبية بقرية طنط الجزيرة، كانت العيون تحدق وتتسع كلما تعالت صرخات الام التى فقدت الوعي منذ اللحظة الاولى التى شاهدت فيها شقتها تحترق واصبح حديث اهالى القرية والوجوه تكسوها الحيرة كلما تفوهت الشفاه وتساءلت كيف تركت الام طفليها بين اربعة جدران؟، اسئلة حائرة لكن فى النهاية يطلق الجيران اجابة واحدة انها لقمة العيش، الاب خرج للعمل وترك طفليه بين احضان زوجته، وفى ليلة الحادث ومع نسمات الصباح الباكر انطلق الاب مسرعا الى عمله، واستعدت الأم كما تروي لنا، "انها خرجت للتسوق وتركت نيران البوتاجاز مشتعلة على الطعام لتجهيز الغذاء لزوجها، وفى مشهد مأساوى تتمنى فيه لو تعود عجلة الزمان الى الوراء، ولا تذهب الى اى مكان وتنتظر بجوار طفليها، دموع واحزان لا تتوقف حزنا على فراق طفليها وعلى احتراق عفش البيت، دقائق وعادت الام لتجد النيران قد التهمت الشقة بالكامل فى الطابق الثانى، ليتها كانت الشقة لهان الامر لكن ما اصابها بالصدمة هو موت طفليها، المأساة تحولت الى مشهد ابكى الجميع عندما حاول الجيران انقاذ آدم ورحمة، لكن فشلوا فى الدخول قبل ان يحاول شقيقها انقاذهم، لكن بعد فوات الاوان، وانطفأت النيران، وانطفات معها البسمة والفرحة وفى حالة من الذهول كانت على الوجوه عقب اخراج الطفلين من غرفة النوم ومحاولة انقاذهما بمستشفى بنها الجامعى، الا ان الاطباء اكدوا ان روحهما صعدت الى السماء واضافت ان طفليها رحمة 4 سنوات وادم 6 سنوات، كانا يغطان فى نوم عميق قبل خروجها، وانها لم تقصد ان تترك طفليها ليواجها مصيرهما وبصوت هادئ هذه المرة يملؤه الحسرة على مشهد لن تنساه من ذاكرتها وتتمنى عودتها فى كل لحظة لتطفئ النيران التى اشعلتها لتجهيز الطعام خوفا على طفليها لم تكن تتصور ان تتسبب النيران فى وفاة طفليها، وتابع محمد جار الضحايا ان القرية باتت ليلة حزينة بعد مصرع الطفلين وفشل الجيران فى انقاذ الضحايا، وتمكنت قوات الحماية المدنية السيطرة على النيران واضاف محمد "مايبقاش موت وخراب ديار" الام خرجت للتسوق فى ليلة الحادث وتركت اطفالها بعد ان اشعلت نيران المطبخ لتجهيز الطعام لزوجها ولم تقصد ان تتسبب فى وفاة طفليها وفى النهاية تولت النيابة التحقيق فى اسباب اشتعال الحريق وندب المعمل الجنائى لمعرفة السبب، وسؤال الام والاب عن ظروف ترك طفليهما داخل الشقة دون رعاية فى ظل غيابهما.