انهارت «إيمان» باكية قائلة: «أيوه قتلت ابنة زوجى الخائن (ملك)، التى تبلغ من العمر 9 سنوات لكى أنتقم منه وأحرق قلبه مثلما فعل معى طوال 27 عاماً عشت معه وأنا قلبى يحترق بسبب خيانته لى، ولو كانت شاءت لى الظروف كنت قتلته هو أيضاً، ولكن للأسف فشلت جميع السبل، لم تنجح أى وسيلة معه للتخلص منه. أنا لم أتوقع أبداً أن تكون هذه نهايتى، متهمة فى قضية قتل ويحكم على بالإعدام ولكن زوجى هو الذى دفعنى لذلك، أنا ندمانة فقط على ضياع مستقبل أولادى لأنهم ليس لهم أى ذنب فيما حدث، وهم بالفعل لم يقصدوا قتلها بل كانوا ينفذون أوامرى بتعذيبها خوفاً على زعلى لأنهم عاشوا معى سنين وأنا أتعذب لخيانة زوجى وتعذيبه لى وكنت مضطرة أتحمل من أجل أطفالى لأننى ليس لى أى دخل ولا مكان أعيش فيه». بكت القاتلة.. «كل الأزواج يحدث بينهم مشاجرات واختلافات ولكن ليس هذا سبب أن يذهب ويخون زوجته لقهرها لمجرد أنها تشاجرت معه على مصاريف المنزل، أنا تزوجته وعمرى 20 عاما كانت ظروفه المادية صعبة تحملت معه ولم أشعره بعجزه، ولكن مصاريف المنزل كثيرة وكانت فى ازدياد خاصة بعد أن رزقنا الله ب3 أولاد كانت احتياجاتهم لا تنتهى، تزايدت مشاكلنا.. كان دائماً يهددنى بالطلاق ويطردنى أنا وأطفالى فى الشارع. تحملت معه مصاعب الحياة إلى أن بدأت الأحوال المادية تتحسن، وبدلاً من أن يعوضنى عن سنوات الحرمان قام بخيانتى مع أخرى، كان ينفق عليها أمواله، وفى أحد الأيام سافر كالمعتاد وفى هذه المرة عاد إلىّ بطفلة رضيعة وقال لى خذى هذه الطفلة وربيها لأنها بنتى، صعقت من الكلام ولم أصدق أذنى، كررت الكلام عليه تقصد أنك وجدتها لقيطة، صرخ فى وجهى: لا هذه ابنتى أنا أبوها، جلس زوجى وهو ينظر إلىّ، أنتِ السبب، كثرة مشاكلك ونكدك دفعونى للبحث عن أخرى، وفى إحدى السفريات تحولت النزوة إلى خطيئة وتزوجتها لكى أصلح غلطتى بعد أن علمت أنها حامل منى، وحدثت بيننا مشاكل وهربت وتركت لى الطفلة. كان زوجى يروى لى خيانته وأنا أبكى وهو لم يتحرك أو يعتذر لى بل حملنى أنا سبب خطيئته وبعد إنهاء كلامه، طلب منى تربية الطفلة وهددنى فى حالة حدوث أى مكروه لها سوف يطردنى أنا وأطفالى، كان هو السبب فى كراهيتى للطفلة، أعلم تماماً أنها ليس لها ذنب فيما حدث ولكن زوجى هو السبب، طريقة معاملته وتهديده لى وتفضيله الطفلة علىّ أنا وأطفالى من أسباب كراهيتى لها، بالفعل ربيتها ولكن كان قلبى يمتلئ كراهية لها لم يدق أبداً بالحنان ناحيتها، كنت أنظر إليها وأتناسى تماماً أنها طفلة وأنها هى الفتاة التى استولت على زوجى وخاننى معها، تحول حبى لزوجى إلى انتقام لكرامتى بالفعل كنت بداخلى أصرخ وأقول كفاية وكثيراً كنت أمسك السكين بيدى لطعنه وهو نائم ولكنى كنت أخاف منه، ظل الحال إلى أن شاء القدر ومات زوجى، ولكن النار التى بداخلى لم تنطفئ، كنت أستمتع بتعذيب الطفلة، وأجبر أولادى أن يرفضوها كشقيقة، ويعاملوها كخادمة». ابتسمت «إيمان» قائلة: الطفلة هى التى أعطتنى الفكرة والوسيلة لتعذيبها حتى تخلصت منها لأنها من كثرة خوفها أصيبت بمرض التبول اللاإرادى، وكان سبباً كافياً أن أعذبها بالضرب، ولم أكتف بذلك كنت أقوم بكيها بالنار وأمنع عنها الطعام، أوهم الجيران بأننى أربيها، وفى يوم الحادث استيقظت من نومها وكانت ملابسها والسرير ممتلئة بالمياه مما أثار غضى، قمت بإحضار خشبة والتعدى عليها بالضرب وضربت رأسها فى الحائط كما قام أولادى بالتعدى عليها بالضرب وركلها بأقدامهم مما تسبب فى سقوطها من أعلى سلم العقار، كانت تنزف، على الفور قمت بحملها وإدخالها الشقة خوفاً من افتضاح أمرنا وتركتها تموت بل رحمة، كنت سعيدة بعذابها وكثرة الألم الذى كانت تشعر به ورفضت قيام أولادى بإنقاذها، فات الوقت وجاءت لحظة الانتقام وبعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة توجهت إلى قسم الشرطة لإبعاد الشبهة عنى أنا وأولادى وأبلغت بأنها كانت تلهو وسقطت من السلم وفارقت الحياة. وكان أهالى منطقة الدخيلة قد استيقظوا على صراخ الطفلة «ملك»، ولكن معاينة جثة الطفلة وآثار التعذيب التى على جسدها فضحت رواية القاتلة، وأمام أسئلة ومحاصرة رجال الشرطة لها اعترفت بجريمتها البشعة وروت الحكاية وهى مبتسمة، وكأنها حققت رغبتها فى الانتقام من زوجها الخائن، وكأن تعذيب «ملك» حتى الموت قد أطفأ النيران المتقدة فى صدرها لمدة 27 عاماً.. ماتت «ملك» ولكن عذاب القاتلة ما زال مشتعلاً بداخلها.