"جريمة قتل بشعة تقشعر لها الأبدان شهدتها مدينة المحلة الكبري الأسبوع الماضي عندما دفع شاب 23 عاماً، حياته ثمناً لشهامته ومروءته وتصديه لشاب آخر مدمن للمخدرات حاول معاكسة فتاة فكانت نهايته المأساوية. منذ صغره وهو يعرف طريقه نحو التمرد والانحراف فقد تربي محمد ن م، 18 عاماً، وسط أسرة فقيرة وبيئة بائسة للغاية ووالده يعمل باليومية وقوت يومهم يكفيهم بالكاد فبدأ يتعرف علي أصدقاء السوء والمنحرفون وأهمل دراسته حتي تركها قبل الحصول علي الشهادة المتوسطة، والده كثيراً ما كان يحاول إصلاحه وإبعاده عن أصدقاء السوء بضربه وتعنيفه أحياناً وبإقناعه ومحايلته أحياناً أخرى حتي يستقر ويحصل علي شهادته لكن دون جدوي فاستمر في طريقه وبدأ ينجرف نحو طريق إدمان المخدرات ويعود في أوقات متأخرة من الليل وقام أبوه بطرده ذات مرة عندما عاد ورائحة الحشيش تفوح من فمه فاضطر للمبيت عند أحد أصدقائه وظل علي هذا الحال حتى قاطعه والده ومعظم أقاربه بسبب سلوكه السيئ وتكرار علو صوته عليهم وتشاجره معهم فأصبح منعزلاً وسط أسرته يخرج ويدخل المنزل كما لو كان وحيداً. اتفق محمد مع بعض أصدقائه علي أن يتقابلوا لقضاء بعض الوقت وشراء مواد مخدرة، فخرج من المنزل بمنطقة محطة الدلتا بحي أول المحلة والتقى بهم وتوجهوا لأحد المقاهي للجلوس بها وتناول بعض المشروبات ثم أخرج سيجارة محشوة بالحشيش كانت بحوزته وأشعلها وبدأ يأخذ نفس وراء الآخر حتي بدأ يغيب عن الوعي وظل تأثير المخدر ملازماً له حتى وهو يسير في الشارع القريب من بيته فوقف بعض الوقت وهو في حالة عدم اتزان وقام بمعاكسة فتاة كانت تسير أمامه محاولاً استيقافها لكنها استغاثت بالمارة وذهبت في خطوات مسرعة لتخوفها الشديد منه. تصادف في تلك الأثناء مرور الشاب مصطفي عمرو ادريس، 23 سنة، حداد مسلح بصحبة زوجته وطفله الصغير فهو يعرف المتهم جيداً ويدرك انه غير واع لما يفعله نتيجة تأثره بالمخدرات فحاول منعه من معاكسة الفتاة وعاتبه قائلاً له "عيب يا ابنى كده .. دي زي اختك " فلم يمتثل محمد لنصيحته واستهزأ به قائلاً له: " خليك في حالك " فرد عليه مصطفي قائلاً " كلامي مع والدك .. هو اللي يوقفك عند حدك" وانصرف متوجهاً لمنزله لتوصيل زوجته وابنهما الصغير وجلس بعض الوقت لتناول الغذاء ثم خرج من المنزل بعد ان ودع زوجته وقام بتقبيل ابنه كما لو كان يشعر بدنو أجله وطلبت منه زوجته نسيان الموضوع وعدم الذهاب لوالد محمد حتي لا يتصاعد الأمر فتظاهر بتأييد كلامها، كانت الزوجة تشعر بخوف وقلق شديد فحاولت تعطيله بأي طريقة لكن مصطفي لم يستجب لنصيحة زوجته وخرج من المنزل متوجهاً لمنزل الحاج نصر والد محمد وطرق الباب واستقبله بترحاب فأخبره بما حدث واعتذر له والده بشدة عما حدث وأكد له انه سيعاقبه عقاب شديد , كان الابن في ذلك الوقت خارج المنزل وعلم بوجود الشاب فاستشاط غيظاً وقرر تأديبه علي تجرؤه وذهابه لوالده ليشتكيه فانتظره علي بعد خطوات من المنزل حتى نزل وأثناء سيره باغته بطعنة في فخذه من الخلف أسقطته علي الأرض مغشياً عليه ثم انهال عليه بعدة طعنات أردته قتيلاً ثم فر هارباً . لحظات قليلة تجمع خلالها أهالي المنطقة حول المجني عليه محاولين إسعافه لكنه كان قد لفظ انفاسه الاخيرة ووصل الخبر لزوجته التي صرخت ولم تصدق ما حدث وكأنها في كابوس مرددة " حسبي الله ونعم الوكيل " فيما انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة للمعاينة وتم استدعاء سيارة الإسعاف لنقل الجثة لمشرحة مستشفى المنشاوي بطنطا والتحفظ عليها لحين تشريحها لمعرفة سبب الوفاة . بدأ رجال المباحث في تكثيف البحث والتحري حول ظروف وملابسات الواقعة بتوجيهات من اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية وتحت اشراف اللواء السعيد شكري مدير ادارة البحث الجنائي وبرئاسة العقيد وليد الجندي رئيس فرع البحث الجنائي بمدينتي المحلة الكبرى وسمنود والرائد هيثم الشامي رئيس مباحث أول المحلة وتبين أن وراء الواقعة المدعو محمد ن م 18 سنة عاطل بعد حدوث مشادة بينه وبين المجني عليه مصطفي عمرو ادريس 24 سنة حداد مسلح لمعاتبته علي معاكسة فتاة كانت تسير بالشارع وقيام المجني عليه بإبلاغ والد المتهم الامر الذي دفعه للانتقام منه لتأديبه وفي كمين تم اعداده للمتهم تم ضبطه وإحالته لنيابة قسم أول المحلة والتي قررت حبسه علي ذمة التحقيق .