أحلم بمقابلة الرئيس وأشكره علي دعم المرأة المصرية اعتقد الكثيرون ان طريق الحرام هو الاسهل والاسرع لتحقيق المال والوصول الى الهدف، لكن بالرغم من انتشار النفوس الضعيفة التي تسقط بسهولة في هوى الحرام، أختارت "أم عبدالله" طريق الحلال بما فيه من مضايقات .. كل ذلك من أجل لقمة العيش وتربية أبنائها الخمسة لتضرب لنا مثلاً ونموذجا يحتذى به وصفعة على وجه كل كسول يجلس على المقهى في انتظار فرصة عمل مريحة . في السطور التالية سنطرح عليكم قصة كفاح "أم عبدالله" أول سيدة تقود "ميني باص" بشوارع القاهرة . "ام عبدالله" لم تكن السيدة الوحيدة في مصر التي تعمل بمهنة سائق .. لم ننسى "نحمده" أو الشهيرة ب "أم محمود" الذي توقف لها الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء مرور موكبة أثناء زيارة للعاصمة الإدارية، وأيضاً "مروة" فتاة التروسيكل" فهناك الكثير من السيدأت يعملن بتلك المهنة، لكن الاختلاف الوحيد فقط في حجم السيارة ونوعية العمل الذي تعمل به ، فهنا "أم عبدالله" يمكن أن تكون مشهورة أو رآها أحد من قبل بشوارع العاصمة ، ومن الممكن أن تظهر في يوم مع الرئيس لكي يكرمها على شجاعتها كما تحلم، فهي سيدة تحدت العادات والتقاليد الصعيدية التي تعارض دائما عمل المرأة . تقابلت "أخبار الحوادث" مع "أم عبدالله" فهي تعتبر من السيدات القليلات ويمكن تكون الوحيدة التي عملت كسائقة على "ميني باص" بشوارع العاصمة فهي تقود "ميني باص" يسير بشوارع العاصمة ما بين القاهرة والجيزة لتسرد لنا قصة كفاحها بالشوارع . تبدأ حديثها قائلة : أنا "أم عبدالله" في منتصف العقد الرابع، فأنا أسكن في شقة بالإيجار .. تزوجت من حوالي واحد وعشرين سنة وبعد حوالي تسعه أشهر أنجبت فأنا لدي 4 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة فعندي "فرحه"، و"عبدلله" في المرحلة الثانوية، و"فارس" و"طارق" في المرحلة الابتدائية، كان زوجي رجل حنين وطيب للغاية، الى أن توفي من حوالي سنتين، فوجدت نفسي وحيدة أمام 4 أبناء مطلوب مني مصاريف وأكل وشرب وتعليم، قررت وقتها ألا أكون مكتوفة الأيدي فجلست أفكر حتى قررت أن أتعلم السواقة لأني أحبها، بالفعل بدأت أبحث عن مدراس لتعليم القيادة، حتى بدأت يوم تلو الآخر أتمكن منها، وبعد فترة وجيزة تعلمت وقررت أن اذهب لأستخرج رخصة مهنية، بعدما قررت أن أعمل على "ميني باص"، لأن راتبه الى حد ما كويس وأنا أحتاج أموال كثيرة لتربية أبنائي فأنا أعول أسرتي بمفردي، لم أكذب أنها كانت تجربة صعبة لكن جمد قلبي، وفي يوم استيقظت مبكراً وأخذت الأوراق المطلوبة وذهبت لأستخراج الرخصة وبمجرد وصولي الى وحدة التراخيص رحب الجميع بشجاعتي، ووجدت الجميع يقف بجانبي باختبار السواقة حتى استلمت الرخصة، بجانب أنني الآن أستطيع أن اقود اتوبيس الهيئة الكبير، مش هأقدر أوصف مدى سعادتي وقتها لكني اسرعت الى إحدى الشركات لأستلم عملي كسائقة على "ميني باص"، بالفعل بدأت عملي فأنا أستيقظ كل صباح لأعد الافطار لأبنائي ثم أقوم باصطحابهما الى مدراسهم وأذهب إلى عملي وفي منتصف اليوم أنهي عملي وأعود الى المنزل لمباشرة أولادي حتى أكون بجانبهم . في كل صباح أذهب لاستلم "الميني باص" الخاص بي واقوم بمباشرة العجل وفحص الزيت والمياه ثم أصعد لتحميل الركاب، لا انكر وقتها أن الزبائن كانوا يخافون أن سيدة تسوق بهم لكن بعدما شاهدوني باستمرار اطمأن قلبهم بل ظلوا يشجعوني ويرددون أني "سيدة بمليون راجل"، في المقابل بدأ رجال المرور كلما يشاهدوني يشجعوني ووجدت نفسي في حماس أكثر، في المقابل لم أستطع أن أنكر أن يحدث لي بعض المضايقات من باقي السواقين بسبب الصراع على الزبائن بس باتصدى لهم عشان أكل عيشي وعشان أربي عيالي بلقمة عيش حلال، وأتذكر أن في معظم الأحيان يقوم أحد بخبط "الميني باص" وعندما ينزل للتشاجر ويجدني سيدة يعتذر لي .. الحقيقة الشعب المصري دا حنين أوي، والصراحة الشغل مش عيب فأنا سيدة أحب عملي جداً، وكل اللي بتمناه هو "سيارة صغيرة تكون ملكي أعمل عليها في أي وقت يتاح لي، كما أريد مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لانه هو الوحيد من يشجع بالفعل عمل المرأة .