سنوات مرت كنا فيها جنباً الي جنب مع الثوره، و في كفاح لتحقيق أهدافها، جمعتنا مئات المسيرات وقضينا عشرات الليالي ساهرين في الميدان وأمضينا ألوف الساعات سوياً نفكر كيف نستطيع حشد المزيد من الناس في صفوف الثوره لحمايتها، ووصولها للسلطه حتى تستطيع تنفيذ هذه الأهداف، اختلفنا كثيراً و لكن كان دائماً ما ينهى اى خلاف هو الانصياع للشعب و مطالبه ايماناً منا ان الثوره هى ثوره الشعب و ليست ثوره أفراد.. اخطأنا كثيراً يا صديقى و لكن كنا دوماً نعتمد على رصيدنا لدى الناس، هؤلاء البسطاء الذين كانوا دوماً مايغفرون لنا أخطائنا الثوريه فقط لإحساسهم بإننا نناضل من اجلهم و نتحدث بلسان الاغلبيه منهم الطامحة فى مستقبل افضل، هؤلاء الذين أعطونا كل الدعم و المساندة عندما كان شعار الثوره الأساسى هو عيش حريه عداله اجتماعيه. اخطأنا يا صديقى حين تصورنا ان سبيل الخلاص من النظام السابق و تحقيق أهداف الثوره هو فى التحالف مع شيطان الإخوان واخطأنا حين أقنعنا الحشود المؤيدة للثوره بالتكاتف خلفهم فى انتخابات الرئاسه لينفردوا بالحكم ويظهر وجههم القبيح آخذين البلاد نحو الهاوية.. اخطأنا حين بدأنا فى الاستعلاء على الشعب عندما انتفض ضد عصابه الاخوان فى 30 يونيو وصنفنا الملايين لثوار أصليين و ثوار جدد وحزب كنبه ثورى وحزب كنبه فلول.. اخطأنا عندما انعزلنا فى جزيره المثاليه الثوريه وجعلنا ماضينا المؤلم مع قيادات المجلس العسكرى يعمى أعيننا عن حقيقه ان طريق الخلاص الوحيد من الكابوس الإسلامى هو عن طريق جيشنا الوطنى، ابتعدنا عن الشارع فى وقت كان يتلهف لمن ينقذه وعندما استغاث لم يجد الا الجيش وقائده العام يلبى النداء. اخطأت وحدك يا صديقى حين لم تنتبه ان المعركة أصبحت معركه بقاء بين ملايين الخائفين على مستقبلهم وأمنهم فى الشارع يقودهم الجيش وبين جماعه ارهابيه حملت السلاح ضد المدنيين فقتلتهم تحت منازلهم فى بين السرايات والمنيل والجيزه وعذبتهم فى اعتصامات رابعه والنهضه و فجرتهم فى المنصورة و الشرقية و ذبحت و قتلت جنودنا فى سيناء و خططت و نفذت عشرات التفجيرات وسط مدننا الآمنه.. اخطأت حين أقحمت نفسك طرفاً فى هذه المعركه متجاهلاً الرغبه الشعبيه الكاسحة فى الخلاص من خطر الاخوان حتى لو كان البديل عسكرياً لأنك لم تقدم البديل، اخطأت و فقدت كل مصداقيتك عندما دعوت للمصالحة مع الاخوان متناسياً انك كنت الداعى لإعدام رموز نظام مبارك بمحاكم ثوريه، اخطأت عندما ساندت الإخوان وتظاهرتهم المسلحة او حتى السلمية متوهماً انك تساندهم ضد السلطه والجيش فى حين كان الشعب يرى انك تساندهم ضد الوطن و إراده الشعب فى الخلاص.. اخطأت حين استسلمت للتطرف الثورى ووصمت من كانوا يوماً رفقاء ثوره بالخيانة لمجرد انحيازهم لإراده الاغلبيه.. اخطأت عندما استسلمت للفاشيه الثوريه ووصفت 20 مليون إنسان من نزلوا و قالوا رأيهم فى استفتاء نزيه بالجهله والعبيد لمجرد ان النتيجة لم تكن فى صالح ما تعتقده، زايدت على الجميع حتى اهالى الشهداء الذين تطالب بحقهم حين قرروا النظر للمستقبل ودعم خريطه الطريق استجاباً لرغبه الشعب فنقلتهم فوراً الى خانه أعداء الثوره العبيد، رغم انهم قدموا للثوره ما لن تستطيع يوماً ما ان تقدمه، صنفت الثوره على انها إله لا يجوز انتقاد عيوبه، انتفضت و صرخت ضد مهاجمه اى رموز ثوريه مهما كانت حقارتها التى تعرفها جيدا واختزلت الثوره فى أفراد وليس فكره فكسبت عداء الجميع. اخطأت حينما بررت الإرهاب تحت دعوى القمع فأصبحت فى نظر الجميع شريك فيه. اخطأت حينما دعمت أعداء بلدك من القوى الخارجيه بسبب كرهك او اختلافك مع النظام فأصبحت دون ان تدرى فى معسكر العملاء الخائنين لأوطانهم. اخطأت حينما شككت و حاولت بكل قوه التقليل من حجم النهضه الحضارية التى تشهدها مصر فى كل المجالات على يد الرئيس السيسى و الحرب التى يشنها على الفساد وانت من كنت يوما ما تهتف بسقوط نظام سابق بدعوى انه فاشل فى النهوض بالدوله يرعى الفساد استعليت على الناس يا صديقى فخسرتهم، ورجعت وحيداً منعزلاً لا تملك الا سطور تكتبها فى عالم الانترنت الافتراضى تحارب بها طواحين الهواء. اكتب إليك يا صديقى عالماً بإنك لن تهتم و لن تقتنع الأن و لكن الطريق لازال طويلاً و انا على ثقه انه سيأتى يوما ما و ستعرف كل أخطائك فى حق نفسك و فى حق وطنك. صديقى العزيز ربنا يسامحك.