اغرب شيء يمكن ان يجده عامل نظافة داخل صندوق القمامة .. وجد طفلين حديثي الولادة داخل برطمانين زجاجيين وقد فارقا الحياة.. ومن هنا بدأت التفاصيل المثيرة والاسئلة الحائرة .. هل كان الطفلان احياء وتم قتلهما أم أنهما ولدا امواتا.. وما الذي جاء بهما إلي هذا المكان؟! هذه الاسئلة وغيرها نبحث عنها في السطور التالية تفاصيل مثيرة أكدها كلا من صبري شوقي محمد خلف الله مواليد 1985 عامل بشركة أم العرب للنظافة ويقيم بالعياط بالجيزة ومحمد علي محمد عزوز مواليد 1977 ويعمل بذات الشركة ومقيم هو أيضا بالعياط عندما حضرا إلي قسم شرطة الأزبكية يبلغان عن وجود برطمانين بهما طفلين حديثي الولادة متواجدين داخل صندوق القمامة وأنهما عثرا عليهما أثناء تواجدهما بمنطقة عملهما .. جريمة إنسانية ..! في الثامنة صباحا وأمام صندوق القمامة حضر أحد الأشخاص ممسكا بكيس أبيض اللون وكان ينظر هنا وهناك وتبدو عليه علامات الريبة والقلق بدأ ينظر حوله في خوف شديد حتي اطمأن أن الشارع خالي من المارة ولا يوجد غيره فأمسك بالكيس وهو ينظر إليه في تعجب شديد ماذا يمكنه أن يفعل به فقام علي الفور بإلقائه في سرعة شديدة داخل صندوق القمامة وأخذ يجري مسرعا مبتعدا عن هذا المكان حتي لا يتعرف عليه أحد واختفي تماما عن الأنظار ولم يبق غير هذا الكيس المريب فماذا يوجد بداخله ؟! .. في العاشرة صباحا بتقاطع شارع عماد الدين مع شارع نجيب الريحاني أمام سينما « ليدو « المغلقة حضرا عاملا النظافة لكي يقوما بعملهما .. اقتربا من صندوق القمامة .. بدأ الاثنان عملهما كما يفعلان كل يوم في هدوء شديد لكن أثناء قيامهما بتفريغ القمامة فوجئا بوجود « كيس « أبيض اللون ثقيل إلي حد ما فحاولا إبعاده بشتي الطرق من هنا كانت المفاجأة فقد كان هذا الكيس مفتوحا لم يتم إحكام إغلاقه وظهر منه برطمانان الأول كان مفتوحا فظهر منه طفل ذكر حديث الولادة مكتمل النمو لكنه جثة هامدة والبرطمان الآخر به أيضا طفل مكتمل النمو حديث الولادة وهناك مادة الفورمالين الخاصة بتثبيت الموتي .. ظهر علي العاملين علامات الريبة والقلق لماذا تقوم الأم بإلقاء فلذة كبدها هكذا وهل يمكنها أن تتجرد من مشاعر الأمومة والإنسانية وتلقي بطفليها داخل صندوق القمامة ؟! أم أن هناك مافيا تجارة أعضاء البشر يقومون بالاستفادة من هؤلاء الأطفال ولماذا تم إلقاؤهما ؟! أسئلة كثيرة خطرت علي عقول العاملين إلا أنهما قررا الذهاب إلي قسم شرطة الأزبكية لتحرير محضر بالواقعة .. انتقل علي الفور المقدم أحمد الأعصر رئيس المباحث وبالفعل تمت معاينة المكان والعثور علي الطفلين فقد كانا داخل البرطمانين مادة الفورمالين الخاصة بتثبيت الجثث وهناك واحد منهما مكسور حيث تبين أن أحد الطفلين ذكر مكتمل النمو ولم يتم فتح البرطمان الآخر الممتلئ بمادة الفورمالين الصفراء .. تم تحرير المحضر اللازم لهذه الواقعة رقم 4763 / 2012 إداري الأزبكية ومن ثم عرض المحضر علي النيابة العامة .. أمام النيابة ..! الساعة الواحدة ظهرا وأمام محمد حتة رئيس نيابة الأزبكية حضر العاملان ليرويا تفاصيل الواقعة بمصاحبة أحد أفراد الشرطة والذي كان معه البرطمانين وبالفعل تم فتح الكيس وتبين أن الطفلين جثتين هامدتين ومكتملي النمو فقد أمرت النيابة بتحويل الطفلين إلي الطب الشرعي لمعرفة ما إذا كانت هذه المادة المتواجدة داخل البرطمانين هي مادة الفورمالين أم مادة أخري ؟! .. وهل هي عبارة عن مافيا لتجارة الأعضاء من خلال معرفة ما إذا كان الطفلان كاملان أم أن هناك أحد الأعضاء غير متواجدة ؟! .. طب شرعي ..! أكد الدكتور فخري صالح كبير الأطباء الشرعيين سابقا ورئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق أنه بما أن الطفلين تم وضع مادة الفورمالين عليهما فبالتأكيد جميع الأجهزة المتواجدة لديهما قد تلفت أي لا يمكن في أي حال من الأحوال ان يتم التجارة بأعضائهما البشرية بعد وضع مادة الفورمالين عليهما إلا بعد ساعات قليلة من الوفاة ولكن في بعض الحالات الأخري يمكن أخذ الأعضاء قبل وضع الفورمالين لكننا هنا أمام طفلين مكتملي النمو فيجب أن نتأكد من طول الجثة وإن كان الحبل السري تم قطعه بواسطة جراحة أم أن الأم هي التي تخلصت من الطفل وهل هذه الجثث تم التخلص منهما بسبب تشوهات خلقية بهما ام أنهما طفلان طبيعيان .. ولكن في هذه الحالة يمكن أن الطفلين تم وضعهما في مادة الفورمالين حتي يكونا للعرض مثلا داخل أحد المتاحف أو داخل عيادة طبيب أو داخل قسم التشريح بأحد المستشفيات أو لكي يتم الدراسة عليهما لذلك فالنيابة تقوم بتحويلهما إلي الطب الشرعي حتي يتم التعرف عليهما إن كانا حديثي الولادة وتم ولادتهما أحياء ولكن تم التخلص منهما فنحن يمكننا داخل الطب الشرعي معرفة إن كان هذا الطفل قد تم أشهره الكاملة أم لا وإن كان تنفس تنفسا كاملا ام انه تم خنقه للتخلص منه او العبث بجثته والتمثيل بها لذلك يتم الكشف عليه من الناحية الجنائية إن كانا تم ولادتهما أحياء وتم التخلص منهما هنا يكون هناك متهما لكن إن كانا تمت ولادتهما أموات فلا يمكن الاشتباه فيهما جنائيا .. ولكن في النهاية بالتاكيد يجب أن نصر ونؤكد أنه لا يمكن التجارة في أعضائهما بعد وضع مادة الفورمالين عليهما إلا بعد ساعات قليلة فقط وهنا في هذه الحالة لا يوجد نوع من التجارة فالطفلين مكتملي النمو وهناك أشياء عديدة نتحدث عنها عند الكشف عليهما ويجب أن نعرف إن كان هناك نواحي جنائية ام لا ؟! ..