قم للمعلم وفِّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا..ربما لو كان أمير الشعراء أحمد شوقي علي قيد الحياة في وقتنا هذا لما قالها، وربما لو شاهد مجزرة "أبنوب أسيوط" التي ارتكبها معلم في حق أطفاله، لما فكر فيها. ثلاثة ملائكة صغار، لم يقترفوا ذنباً، استيقظوا من النوم، جلسوا جنباً إلي جنب، ينتظرون وجبة الافطار التي تُعدها والدتهم، لكن فوجئوا بوابل من الأعيرة النارية تقتلهم واحد تلو الآخر.. والجاني "والدهم". البداية كانت بلاغاً تلقاه اللواء أبو القاسم أبو ضيف، مدير أمن أسيوط، بقيام مدرس بإطلاق أعيرة نارية علي أطفاله وبعدها علي نفسه، مما نتج عنه مصرعهم واصابته . وعلي الفور، أمر مدير الأمن، مباحث أبنوب بالتوجه إلي موقع الحادث، حيث تبين أن مرتكب الواقعة يُدعي (صابر.ط.م) 27سنة مدرس إداري بمدرسة الشهابية بقرية بني محمديات بأبنوب، يُقيم في شقة سكنية بمنزل الأسرة، ويُعالج من مرض نفسي ويصاب بحالة هياج في أوقات متغيرة . وأضافت التحريات أن "الأب" قام بإخراج سلاحه الذي كان بحوزته داخل غرفة النوم، وأثناء قيام زوجته بتجهيز وجبة الافطار للأطفال، انتابته حالة هياج ؛ أطلق علي إثرها عدة أعيرة نارية مما نتج عنه مصرع أبنائه ال3 وهم ) طاهر 5سنوات والذي توفي بطلق ناري في الرأس من الخلف ، وبلال سنتين) بطلق ناري من الظهر خرج من البطن ، وشروق 3سنوات بطلق في الصدر. وبعدها قام المدرس بإطلاق النار علي نفسه فأصيب بطلقة في الصدر، وأخري في الفخذ ، وتمكنت قوات الأمن من ضبط السلاح المستخدم وهي بندقية آلية . وأوضحت التحريات أنه يعاني من مرض نفسي ويُعالج عند أحد الأطباء النفسيين. تم نقل المتوفين إلي مشرحة مستشفي أبنوب المركزي ، والأب إلي مستشفي أسيوط الجامعي. تحرر محضر بالواقعة، وجار العرض علي النيابة. وفي نفس السياق قالت الدكتورة طاهرة المغربي استاذ علم النفس أن سبب الحادث قد يكون اكتئاب عقلي وأنه يُشبه قيام مهندس قبل عامين بقتل أولاده وزوجته فهذا المرض يؤدي إلي وجود أفكار لاعقلانية، غير حقيقية ، ومعتقدات خاطئة يظن من خلالها أنه يُحسن العالم بأفعاله، ويعتقد أنه بقتله أطفاله تسينقلهم إلي حالة أخري "أفضل". وتابعت: أسباب المرض قد تكون وراثية أو بيئية أو بسبب تغيرات قد تطرأ عليه، وتظهر أعراضه عندما يُلاحظ علي المريض أنه يقول أشياء ومعتقدات غريبة، لا أساس لها، ومايزيد الأمر سوءاً هو التعامل معه من قبل البسطاء علي أنه ناتج عن لبس من الجان، ويعرضوه علي مشايخ، ثم بعدها يدخل في عزلة، ثم يقوم بأفعال مثل ما ارتكبه مدرس أسيوط. ونصحت "أستاذ علم النفس" بعرض من يظهر عليه ذلك علي طبيب نفسي في الحال، حتي لاتتطور حالته وتدخل في مراحل أخطر.