التفاصيل روتها امام المحكمة وفي حضور محاميها محمد ابراهيم الموافي..تقول الزوجة "ح" وهي في منتصف الاربعينات من عمرها: تزوجنا زواجا تقليديا وكان عمري لا يتعدي السادسة عشرة..رأيته دمث الخلق يعمل طبيبا ورغم ظروف اسرته البسيطة تمكن من استكمال دراسته حتي حصل علي الدكتوراه..واصبح طبيب قلب..اعطي لعمله كل وقته..ورزقنا الله باربعة ابناء..لكن بعد ولادة ابننا الاكبر انتظرنا سنوات طويلة حتي انجبنا ابننا الثاني..ثم اتت ابنتي هدير..و جاء كريم آخر العنقود مسك الختام..والذي انقلبت بعده الحياه رأسا علي عقب! فعندما وصل عمره الي اربع سنوات..كانت الصاعقه بان وقع حادث بشع لزوجي وتم حجزه في احدي المستشفيات الكبري الشهيره..وهناك كنت مرافقة دائمه له..واضطررت لاصطحاب ابني الصغير كريم معي ..واصبح لا يفارقني داخل المستشفي بجوار زوجي الذي كان يجري عددا من العمليات الجراحيه..وعندما تماثل زوجي للشفاء..وقعت الصدمه التي لم تكن علي البال..بينما كنت جالسة بجوار زوجي..بكي كريم وطلب مني اصطحابه لشراء بعض الحلويات من احد المحلات المجاوره للمستشفي..وبسبب ارهاقي الشديد طلبت من احد العاملين بأمن المستشفي اصطحابه..وهذه كانت غلطة عمري التي لن اسامح نفسي عليها..لكنه النصيب والقضاء والقدر! وتستكمل الزوجة "ح" كلامها بدموع عينيها التي لم تتوقف لحظة: لا اعرف حتي الان السبب الذي ترك من اجله فرد الامن الاسانسير وبداخله ابني كريم..زعم وقتها انه نسي محفظته التي كان يتركها في مكتبه فقرر العوده بسرعه ليأخذها..معتقدا ان كريم سوف ينتظره امام الاسانسير..لكن شقاوة كريم كانت وراء الكارثه..فقد دخل كريم الي الاسانسير ولعب في "أزراره"..مما تسبب في عمل هزه كبيره في الاسانسير شعر بالخوف وحاول الخروج مسرعا وفجأه سقط وبابه يغلق! جن جنون زوجي..وتقدم بدعوي قضائيه ضد المستشفي واتهمها بالاهمال..لكن الحكم صدر ببراءة ادارة المستشفي بل وحصلت علي تعويض للتشهير بها..وكانت المصيبه التي حولت حياة زوجي الي النقيض وجعلته يريد الانتقام من كل شيء حتي انا..لانه اتهمني باني السبب في موت ابني وقضي كل سنوات عمره ينتقم مني! تعلم زوجي أصول المحاماه من خلال محامي كان يسكن في الشقة التي تقع امامنا في العقار القديم الذي كنا نسكن فيه..قبل ان ينقلنا زوجي الي العقار الذي اشتراه بعد ثرائه..وإلتحق بكلية الحقوق الجامعه المفتوحه..وفي عام 2000 توقف عن ممارسة مهنة الطب..ليلتحق بالعمل في المحاماه ويبرع فيها..وكأنه ينتقم لنفسه لانه عجز عن الحصول علي حق ابنه الذي توفي بين ذراعيه! اما انا فقد جعلني زوجي فصلا خاصا في حياته..وقرر الانتقام مني بشراسه..فمنذ حادث ابني ولم يتحدث زوجي معي ولم تكن الحياه بيينا هادئة..صبرت علي امل ان يعود الي رشده اشتري منزلا جديدا انتقلنا اليه وجعل الدور الاول مكتب والثاني شقة للمعيشه له ..اما انا وابنائي الثلاثة فجعلني اعيش في شقة اخري بنفس العقار لكن بالدور الثامن..لم يأت ليطمئن علي..اما ابناؤه فكانوا ينزلون اليه في شقته لرؤيته وتحملت من أجل ابنائي الذي كان اكبرهم ابني محمد في السنه النهائيه بكلية الحقوق! واقام زوجي ضدي عددا من القضايا اتهمني فيها بالزنا ..وجن جنوني عندما فوجئت بالمحضر يطرق باب شقتي..وقررت تحديه..فتقدمت بدعوي اطالبه فيها بالحصول علي نفقه زوجيه ودعوي اخري بطلب الطلاق! بدموع انكسار وقهر انهت الزوجة "ح" كلامها امام المحكمه قائلة: الكارثه التي كسرت ظهري..ان ابني الكبير محمد الذي انهي دراسته بكلية الحقوق..اصبح يقف ضدي..بل انه يحضر في بعض الاحيان الجلسات بدلا من والده..وحاول اقناع ابنتي الصغيره وشقيقها الوقوف معه .. وان يشهدا امام المحكمه بان امهما تقيم علاقات مشبوهه مع اخرين .. وانهما رآها تفعل ذلك اكثر من مره داخل منزل الزوجيه .. لكن الولدان قررا عدم طاعته والوقوف بجانب امهما! هيئة المحكمة أجلت النظر في الدعوي الي 15 أكتوبر الجالي.