أحمد محمد أحمد عاكف.. مدرس كيمياء بمدرسة طهطها الثانوية بمركز المنيا.. الابتسامة دائما مرسومة علي وجهه.. متزوج ولديه ثلاثة أولاد.. أسرته بالنسبة له الدنيا وما فيها.. صاحب سمعة طيبة بالمنطقة التي يقيم فيها.. يخرج في الصباح متجها إلي عمله وبعدها يعود لمنزله.. حريص علي أداء مهام عمله وواجباته.. زملاؤه يحبونه لطيبته وأخلاقه العالية.. ولانه شديد الالتزام لم يعتذر عن مراقبة امتحانات الثانوية العامة بالرغم أن توزيعه من قبل مديرية التربية والتعليم أرسله إلي محافظة سوهاج وبالتحديد مركز طهطا بمدرسة رفاعة الطهطاوي العسكرية وكان يعاني أشد المعاناة في المواصلات وطرق الانتقال من مركزه إلي المدرسة التي يراقب بها.. وبعد مرور اسبوع علي الامتحانات شعر أحمد عاكف بآلالام تسيطر علي جسده ودرجة حرارته ترتفع بصورة ملحوظة.. وسقط مغشيا عليه.. حملة زملاؤه إلي مستشفي طهطا العام الا أن الطبيب المسئول رفض الكشف عليه وكذلك أيضا رئيس لجنة المراقبة رفض اعتذاره عن المراقبة.. ولا أحد يعلم سبب ذلك الرفض!.. ومع مرور بعض الوقت توفي احمد في مشهد مأساوي حزين.. محمولا علي أعناق زملائه من المدرسين أمام حالة من الإهمال الطبي وعدم مراعاة حالته الصحية. حالة من الحزن والألم تكسو وجه زوجته وأطفال الذين لم يتوقفوا عن البكاء منذ علمهم بوفاة والدهم.. وقالت زوجته سهام 53 سنة: زوجي ودعنا قبل سفر وكأنه يشعر أنه لم يعد وسوف يتوفي بعيدا عنا وأوصاني علي أولادي وقام بتقبيلهم وإحتضانهم وكان لايريد تركهم. وأنهت كلامها بدموع وحسرة قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل عما تسبب في وفاة زوجي.. واستغاثت بوزير الصحة لتحقيق في هذه الواقعة. محمد عبادة