جلسة واحدة فقط.. لكنها ادمعت عيون كل من حضرها.. عمرها لا يتعدي 25 عاما.. لكن الهموم التي تقع فوق عاتقها جعلت ملامحها تبدو وكأنها في الخمسين من عمرها.. حضرت الي محكمة الأسرة تطلب اقامة دعوي ضد طليقها.. تطالب فيها بالحصول علي نفقة لطفليها الصغيرين منه »5 سنوات« وعمر »3 سنوات«.. قالت: اطلب التنازل عن الدعوي التي اقمتها.. وكذلك التنازل عن حضانة ابنائي الي والدهم! جلست ريم تروي مأساتها قائلة: كان زوجي تقليديا جدا.. تعرفت عليه من خلال أحد اقاربي.. وانا مازلت في المرحلة الجامعية.. لكن قرر والداي زواجي.. خاصة انه كان علي خلق ويعمل بوظيفة محترمة يكسب منها الكثير من المال.. ويمتلك الشقة في منزل عائلته! تم زواجنا بسرعة شديدة.. ورغم اني لم اكن اعرفه جيدا.. تمكن بهدوئه وأخلاقه من جعلي اقع في حبه.. فقد كان والحق يقال شخصا طيب القلب.. حنون وكريم الي حد كبير.. فكان يعطيني مصروفا كبيرا ويصطحبني للخروج في كل مكان ويشتري لي كل ما اريده.. باختصار جعلني اشعر باني اعيش في حلم تمنيت الا افيق منه يوما! وزادت فرحتنا عندما رزقنا الله بمنه.. وتحولت حياتنا الي الأفضل بعد ان فتح الله له باب رزق جديد زاد من دخله.. ثم رزقنا بابني عمر.. وكانت فرحتنا الكبيرة.. وتخيلت اني سوف اعيش في الجنة الي الابد.. لم ادرك ان الدنيا لاتعطي كل شيء للانسان.. واني سوف اخرج من هذه الجنة الي نار تحرق كل ما حولي.. وتقضي علي سعادتي.. وذلك بعد ظهور »رضوي«! عندما انجبت ابنتي منه.. حضر الكثير من اصدقاء زوجي وزملائه في سبوعها.. من بينهم كانت رضوي.. اخبرني وقتها انها زميلته في الجامعة.. لكن بعد فترة علمت بالصدفة انها كانت خطيبته قبل ان يتعرف علي.. وكانت تجمعه بها قصة حب كبيرة ايام الدراسة.. لكن بسبب خلافات بين عائلتها واسرته تم فسخ الخطوبة.. وتزوجت هي من اخر.. لذلك قرر هو الآخر الزواج! لكن يبدو ان كلاهما قرر العودة الي الآخر علي حسابي انا.. فقد دخلت رضوي بيننا مثل الشيطان.. تمكنت من السيطرة علي زوجي.. بعد ان القت بشباكها عليه.. خاصة ان زوجها كان بخيلا ولا ينفق عليها وعلي ابنهما.. وكانت تري ما يفعله زوجي معي ومع ابنائه.. فولد الحقد في قلبها.. وفعلت كل شيء حتي توقع بيننا.. لدرجة انها اقنعته باني لجأت الي الدجالين وعملت له اعمال حتي يكون مثل الخاتم في اصابعي.. وجعلته يكره كل شيء كان يحبه من قبل.. وكان يغيب عن البيت ويقضي معها الوقت.. ويتعلل بالعمل للابتعاد عني! وفي النهاية فوجئت بها وقد طلقت من زوجها.. وقام هو بالاتصال بوالدي وبكلمة بسيطة اخبره بان يحضر حتي يأخذني لانه قام بتطليقي.. واخذ مني كل المشغولات الذهبية التي اشتراها لي.. ورغم محاولاتي ومحاولات ابي للصلح بيننا.. الا انه اصر علي موقفه.. والكارثة انه تزوجها علي الفور بعد مرور فترة عدتها بيوم واحد.. مما اثار غضبي وجعلني تقدمت بدعوي النفقه ضده لطفلاي! وانهت الزوجة كلامها قائلة: لقد خيرني طليقي بين ان يبقي ابنائي معي مقابل ان يعطيني نفقة لهما.. بشرط ان يتركا المدرسة الخاصة.. أو ان يبقيا معه علي ان يبيتا معي مرة كل اسبوع.. وقد وافقت علي الاختيار الثاني لانني ادرك اني غير قادرة علي مصروفات مدرستهم الخاصة.. كما انه قد عودهما علي مستوي جيد في الانفاق.. وانا لا اقدر علي توفيره لهم.. لذلك قررت ان اتنازل عنهم من اجل ان اوفر لهما حياة كريمة!