جريمة الضابط القطري الذي أطلق الرصاص علي أختيه فقتل الكبري وأصاب الصغري بينما نجت الأم وشقيقها من هذه المذبحة أثارت العديد من التساؤلات عن الدوافع الحقيقية لهذه الجريمة فرغم مقتل الضابط القاتل داخل المستشفي انتقاما منه علي يد نجل خالتهما. فإن هناك المزيد من الأسرار والمفاجآت خلف هذه الجريمة والتي مازالت تداعياتها مستمرة حيث تتلقي زوجة الأب المصرية تهديدات بالثأر منها وعائلتها مما دفعهم لمغادرة منزل العائلة والإقامة في مكان آخر تحت الحراسة الأمنية المستمرة وسط معلومات عن وجود بعض أبناء قبيلة الضابط في القاهرة حضروا للأخذ بثأره من زوجة الأب وعائلتها. الأهرام حرص علي لقاء زوجة الأب السيدة دار النعيم حسين عبد الهادي والتي كشفت الأسباب الحقيقية للجريمة وروت لأول مرة قصة زواجها من والد ابنتيها والذي ينتمي لإحدي القبائل الكبري والثرية والتي ترفض تقاليدها نهائيا الزواج من خارج القبيلة. وتسرد الأم تفاصيل المعاناة الطويلة التي عاشتها وسط أفراد تلك القبيلة من أقارب زوجها خاصة بعد وفاته واحتجازهم لها حتي تمكنت من الهرب والعودة الي مصر, وعلي الرغم من عودتها لبلادها لم تكن في مأمن منهم, فهم بالرغم من ذلك كانوا رافضين لزواج ابنتيها من خارج القبيلة بدعوي رفضهما لاختلاط دمائهما بدماء غريبة فظل أخوهما الضابط القطري يحاول لسنوات عديدة اجتذابهما للعيش وسط عائلتهما بالقبيلة لدرجة انه طلب منهما الانفصال عن زوجيهما.. وتؤكد الأم انه استخدم في ذلك كل الاساليب حتي كان يوم الحادث عندما طلب منهم التنازل عن الأرض والتي ورثوها عن زوجها المتوفي فرفضوا فما كان منه الا ان قام بقتلهما.. وتؤكد الأم في النهاية أن المأساة لم تنته بعد فبعد كل ما حدث فإنها مازالت تتعرض للتهديدات من عائلة زوجها بالانتقام خاصة بعد وفاة نجل زوجها..! وعلي الرغم من مرور10 أيام علي جريمة القتل التي شهدتها منطقة أرض اللواء والذي راح ضحيتها عفراء وأصيبت شقيقتها علي يد شقيقهما الضابط القطري وقيام نجل خالتهما بالثأر من القاتل بعد أقل من ساعة علي ارتكاب الجريمة داخل مستشفي الموظفين بامبابة إلا ان الغموض لايزال يحيط بهذا الحادث البشع, ولم تكن مفاتيح شفرات هذا الحادث لدي أحد سوي الأم المصرية والدة القتيلة وزوجة والد الضابط القطري, فبعد ان جفت الدموع وبدأت الأم تستعيد قواها بعد إصابتها بحالة نفسية سيئة منذ وقوع الحادث وهي تري ابنتيها تموتان وتنزف منهما الدماء وهي لا تستطيع ان تفعل لهما شيئا أمام طلقات مسدس شقيقهما وهو ما أفقدها النطق بعد الحادث لهول ما رأت ولكن بعد أن مرت الأيام وهدأت العاصفة استطاعت ان تستجمع قواها وتدعو لابنتها بالرحمة مؤكدة انها علي الرغم من موت عفراء الا انها سوف تجد في اطفالها الصغار ما يدعوها للصبر بحسن تربيتها لهم.. هذا ما أكدته دار النعيم محمد حسين عبدالهادي بعد ان تمكنت الأهرام الوصول إليها علي الرغم من الصعوبات البالغة خاصة بعد قيام أجهزة الأمن بنقل مقر اقامتها وأفراد اسرتها من منطقة أرض اللواء الي احدي المناطق الهادئة بالجيزة خوفا علي حياتهم وتعيين حراسة أمنية مشددة عليهم حرصا علي حياة هذه الأسرة المكلومة خاصة بعد تلقيهم تهديدات مباشرة من أقارب الضابط القطري وانهم سوف يقومون بالقصاص غير عابئين بما فعله الضابط بقتل شقيقته أمام أعين والدتها وشقيقتها الصغري خاصة بعد ان وصلت معلومات مؤكدة الي قطاع أمني كبير بوزارة الداخلية بوصول ستة من أبناء عم الضابط القتيل في اليوم الثاني لوصول جثمانه الي قطر واقامتهم بأحد الفنادق الشهيرة وهو ما يدعو الي القلق, ولكن في النهاية هل ستظل هذه الأسرة في مخبأها طوال العمر؟! وعلي الرغم من التحذيرات الشديدة التي وجهتها أجهزة مختلفة بصعوبة التوصل الي هذه الأسرة والتحدث معها إلا أن الأهرام استطاعت اختراق هذا الحصار والوصول اليها لتروي لنا هذه المأساة وقصتها منذ زواجها حتي موت ابنتها. بنبرة حزينة أكدت الأم انها تحاول ان تستمر في هذه الحياة, ولكن يبدو انها لن تستطيع بعد موت ابنتها ولكن جميع من حولها يخبرونها ان حياتها مهمة في هذه الفترة لتربية أطفال عفراء, وبدأت تروي قصتها منذ زواجها من والد الضابط حتي وقوع الجريمة, وفجرت العديد من المفاجآت التي يتم تناولها لأول مرة ورحلة المعاناة التي واجهتها في هروبها عقب وفاة زوجها بعد احتجازها ستة أشهر الي أن قام أحد المصريين بتهريبها بعد حصولها علي جوازات السفر الخاصة بها وبأبنائها. وبدأت حديثها قائلة: تزوجت وأنا ابنة17 عاما وعلي الرغم من الفرحة التي تنتظرها كل بنت في هذه السن الصغير بالزواج إلا انني لم أشعر بهذه السعادة حيث انني بعد ساعات من زواجي سافرت بصحبة زوجي تاركة أشقائي ووالدي ولكن شيئا واحدا كان يجعلني أتحلي بالصبر هو أن شقيقتي الكبري صباح متزوجة من نجل عم زوجي وهو الذي رشحني للزواج من زوجي, ولكن اكتشفت فور وصولي ان الحياة هناك تختلف وأن احدنا لايقوم بالسؤال عن الاخر لان طبيعة العلاقات هناك أن كل عائلة تعيش في هدوء بمفردها وهو مازاد من حيرتي ولكن سرعان ما تعودت علي هذه الحياة وأحببت زوجي الذي كان يعاملني معاملة حسنة وأنجبت ابنتي عفراء وجواهر ولم أشغل نفسي بشيء سواهما خاصة أن زوجي كان متزوجا من اخري من نفس قبيلته وانجب منها تسعة من الأبناء وكان جميعهم يكرهوننا ويشعروننا بأننا أقل منهم ولكن في النهاية كنت أتحمل كل ذلك من أجل ابنتي وظللت علي ذلك سنوات حتي مرض زوجي بالسرطان ولم يلبث طويلا الا انه قبل موته بأيام طلب مني الذهاب الي القاهرة لزيارة أسرتي كما اعتدت سنويا وأثناء وجودي في القاهرة اتصل بي أشقاؤه واخبروني انه قد فارق الحياة لذلك قررت العودة مرة ثانية أنا وابنتي وبعد تلقي العزاء طلبت من اشقائه العودة الي القاهرة الا انهم رفضوا, مؤكدين ان ابناءهم لابد ان يقيموا معهم, وعندما اصررت علي ذلك قاموا باحتجازي حتي لا نهرب واستولوا علي جوازات السفر الخاصة بنا وبعد معاناة شديدة علم بقصتنا أحد المصريين المقيمين هناك والذي ساعدنا في استرجاع هذه الجوازات وقام بمساعدتنا في العودة إلي القاهرة. وبعد بكاء شديد تستطرد دار النعيم قائلة: وبعد العودة الي مصر وطوال هذه السنوات انقطعت الصلة بيني وبين عائلة زوجي الي ان قام نجل زوجي بالاتصال بنا منذ ستة أشهر وطلب مني العودة وابنتي بعد أن اكد لهم أن أفراد عائلته يهددونه ويعايرونه بزواج شقيقتييه من خارج القبيلة الا انني رفضت العودة وعندما شعر بأن هذا التهديد لم يسفر عن شيء فوجئنا به يحضر مرة أخري ويمنحنا100 ألف جنيه وهدايا لشقيقتيه وبدأ يحاول شراء ودنا بأي طريقة وبعدها بأقل من شهر حضر مرة أخري وأعطي لشقيقتيه مبلغ30 ألف جنيه لكل واحدة حتي شعرنا بأننا اصبحنا أسرة واحدة ولم نعلم انه يضمر لنا الكثير وطلب منا عمل توكيل له لبيع قطعة أرض يقوم بمقتضاه بإنفاق هذا المبلغ علي بناء مسجد بباكستان وتلك وصية من والده كان قد طلبها منه قبل موته ودون تفكير وافقنا علي هذا الطلب تلبية لوصية زوجي وبالفعل تم توثيق هذا التوكيل بالسفارة وقام ببيع قطعة الأرض وأكد لنا انه انشأ المسجد وان كنا لا نعلم هل أنشأه أم لا ولم تمض ايام واخبرنا بقيامه بشراء قصر كبير باسمي في قطر وطلب منا الذهاب معه للاقامة به إلا اننا رفضنا ذلك خاصة بعد ان طلب من عفراء ان يتم تطليقها من زوجها وكذلك جواهر وان كانت جواهر بالفعل قد تم تطليقها ولكن لاسباب ترجع لها ولطليقها الا ان وعفراء وأنا رفضنا ذلك وهو ما جعله يتركنا عائدا الي بلاده خاصة وبعد ان فاجأته بما لم يتوقعه بان بناتي استطعن بعد معاناة طويلة الحصول علي الجنسية المصرية لانهما لام مصرية ومتزوجات من مصريين فبعد أكثر من4 سنوات من المعاناة حصلنا عليها وهنا علم بأنه لن يستطيع إعادتنا مرة أخري, ويبدو انه كان قد أضمر لنا الشر في نفسه ولكننا لم نبال بذلك علي انه لن يفعل شيئا ولكنه علم الاسوأ من ذلك كله وهو اني قد تزوجت من احد أقاربي وانه يقيم معي في نفس الشقة بل إن نجله ايضا تزوج من ابنتي وهو ما جعله يحاول الانتقام منا بأي طريقة والحصول علي أمواله من ميراث والده بالسعودية وهو ما يستوجب علينا الذهاب الي هناك للحصول علي الوصية وصرف الأموال وبيع الاراضي والتي تقدر قيمتها بأكثر من20 مليون ريال بل تزيد علي ذلك بكثير. وتكمل الأم قائلة: وتمر الأيام حتي فوجئت يوم الثلاثاء قبل الماضي أي قبل الحادث بيومين بنجل زوجي يتصل بي عبر هاتفه الدولي ويخبرني بأنه نادم علي ما فعله معنا في الزيارة الماضية وانه سوف يحضر للاعتذار وان طائرته ستصل في الواحدة والنصف صباح الاربعاء بصحبة صديق له سيقوم بإجراء عملية زرع كبد بأحد المستشفيات الكبري وبالفعل رحبت به وفي الصباح اتصل بنا الساعة العاشرة والنصف صباحا وأخبرنا بأنه مقيم باحد الفنادق بالقاهرة إلا انني اخبرته بأنني قمت بتجهيز شقة خاصة له وصديقه بعمارتنا ولابد ان يقيم معنا الا انه اعتذر وأكد انه سوف يحضر يوم الخميس وهو يوم الحادث وسوف يتناول معنا الغداء وبالفعل قمنا بتجهيز الشقة وإعداد الطعام لاستقباله بل قام شقيقي محمد بإحضاره من الفندق وعقب دخوله الشقة تغير تماما وطلب منا سفر شقيقتيه معه وإلا سوف يقوم بقتلهما لانه لايستطيع تحمل الاهانة من أفراد قبيلته لزواجهما من خارج القبيلة, كما طلب انهاء اجراءات التوكيل الخاص له ببيع الأراضي المملوكة لهما إلا أنهما رفضتا, عند ذلك فوجئنا به يخرج السلاح ويمطر شقيقتيه بوابل من الرصاص ويسقطن علي الأرض.. وهنا تتوقف دار النعيم وتبكي أثناء تذكرها تلك اللحظات التي قام فيها الجاني بقتل فلذة كبدها وبعد ان قام بإفراغ الخزينة الأولي فوجئنا به يضع الخزينة الأخري ويواصل إطلاق الرصاص وحاول شقيقي الاستغاثة بالجيران الذين أمسكوا بالجاني قبل نجاحه في الهرب واعتدوا عليه بالضرب وقمت بصحبة شقيقي واقاربي بنقل ابنتي الي المستشفي والأمل يراودنا بأنهما مازالتا علي قيد الحياة ولكن ما هي إلا لحظات ويخرج الطبيب ليخبرنا بأسوأ خبر هو فراق عفراء وهنا سقطت علي الارض مغشية علي ولكن ما جعلني اتماسك هو أن جواهر مازالت علي قيد الحياة الا انني منذ الحادث الاليم مازلت أجلس بمفردي وأفكر في الذي حدث وكأنه حلم لا أستطيع تصديقه ولكن في النهاية هو قضاء الله ولو كنت أعلم ان ذلك سوف يحدث لتنازلت عن جميع أموالي حتي لو كانت مئات الملايين ولكن عفراء لن تعود. وفي النهاية تؤكد أن مافعله نجل شقيقتها بالثأر والانتقام بابنتها بهذه الصورة هو بدافع حبه الشديد لي ولأبنائي ولكني حزينة لأن مصيره السجن. ثم تتساءل هل تظل بعد موت ابنتها في هذا الرعب خاصة انهم يتلقون اتصالات يومية من أقارب الضابط بأنهم سوف يثأرون من جميع أفراد العائلة, فعلي الرغم من وجود ضباط الشرطة وإقامتهم بعيد عن سكنهم إلا انهم يشعرون بالخوف والمصير المجهول.