اختار سفاح منشأة ناصر ضحاياه بعناية فائقة مشترطا فيهم كبر السن واقامتهم بمفردهم لتنفيذ عمليات القتل بدون مقاومة تذكر ثم حرق جثثهم للتخلص من الأدلة وإظهار الواقعة كأنها قضاء وقدر. الغريب ان رئيس المباحث فوجئ بعد القبض علي المتهم عقب جريمته الاخيرة باعترافه بجريمة اخرى ارتكبها منذ 7 شهور دون ان يتوصل اليه أحد! التفاصيل الكاملة في السطور التالية. محمد صالح شاب في بداية العقد الثالث من العمر، من أسرة بسيطة الحال، تعود مأساته عندما توفي والده فهو أصغر أشقائه، لديه أخ يعمل نجار بمدينة السلام ترك الاسرة وتزوج وقرر أن يربي أولاده ونسي أسرته، والدته سيدة مسنة كانت تصرف على المنزل من معاش زوجها وكان محمد يعمل كهربائي ليساعد والدته في توفير متطلبات المنزل ولكنه كان ناقمًا على حياته ويبحث عن الثراء السريع، وبمرور الايام بدأ يتعرف على أصدقاء السوء ويتعاطى معهم المخدرات ومن وقتها تدهورت أحواله وأصبح انسان آخر لدرجة أنه كان يسرق الجيران وكل المحيطين به، حتى بدأ الشيطان يهمس في اذنه بسرقة كبار السن المقيمين بمفردهم وبالفعل بدأ يخطط ، واختار أول ضحية له جاره محمد عبد الفتاح، ذهب إليه وبمجرد أن فتح له إدعى سقوط حمامة زاجلة داخل شقته وغافله واعتدى عليه حتى فارق الحياة ثم أشعل النار في شقته لإيهام المباحث بأن سبب الحادث حريق، ومرت سبعة أشهر على الحادث دون أن يكتشف رجال المباحث واقعة القتل حتى قرر محمد أن يختار ضحيته الجديدة جاره حسن المدرس القعيد فذهب إليه وادعى نفس الحيلة بسقوط حمامة زاجلة داخل شقته وبمجرد أن دخل خلفه انهال عليه بالضرب دون أن يرحم توسلاته حتى فاضت روحه إلى بارئها ثم أشعل النار في الشقة وفر هاربًا، وعندما اكتشف الجيران الحريق وقف معهم وبدأ يساعد رجال الحماية المدنية في إخماد الحريق لإبعاد الشبهات عنه حتى همس أحد المصادر السرية في اذن رئيس المباحث وأخبره بأنه شاهد محمد صالح وهو خارج من العقار وقت الحادث، وبالقبض عليه عثر بحوزته على حقيبة المجني عليه وانهار معترفًا بتفاصيل جريمته، وأخبر رئيس المباحث بأنه ارتكب جريمة أخرى منذ سبعة أشهر ولم يشتبه أحد في الحادث. الجريمة الأولى البداية عندما تبلغ للمقدم محمد شوكت رئيس مباحث قسم شرطة منشأة ناصر بنشوب حريق بشقة بمساكن الحرفيين دائرة القسم، انتقلت علي الفور قوات الإدارة العامة للحماية المدنية وتمكنت من السيطرة علي الحريق، وبالانتقال والفحص تبين أن العقار مكون من 5 طوابق ونشب الحريق بشقة بالطابق الرابع ويقطنها حسن محمود، مدرس لغة انجليزية بالمعاش قعيد نتج عن ذلك احتراق محتويات غرفة النوم ووفاة قاطنها وتفحم الجثة بالكامل وبسؤال الجيران قرروا بأن المتوفي كان يقيم بمفرده ويعاني من عجز جزئي بساقه اليسري ولم يحددوا سبباً لنشوب الحريق ولم يتهموا احد . وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين سرقة حقيبة جلدية تحوي متعلقاته وعدد 2 هاتف محمول ومبلغ مالي 300 جنيه، ونظارة طبية وبمتابعة تقرير المعمل الجنائي بالإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية ورد متضمنا أن الحريق عمدي ويشتبه في الواقعة جنائيا. وبإخطار اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواءين أشرف الجندي ومحمود أبو عمرة نائبي المدير العام واللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية والعميد محمد شرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب لكشف غموض الواقعة. تحريات مكثفة ومن خلال إجراء التحريات تحت إشراف العميد محمد العناني مفتش المباحث بمكان الواقعة وفحص المترددين على المجني عليه أمكن التوصل إلى مشاهدة لمحمد صالح الكهربائي أمام العقار سكن المجني عليه وفى وقت معاصر لإندلاع الحريق وأنه وراء ارتكاب الواقعة. وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردده تمكن المقدم محمد شوكت رئيس المباحث والرائدان محمود أبو الدهب ومصطفى محمود معاونا المباحث والامناء محمد سعد وصبري كمال وأبو النجا عبد المنعم وأحمد عوض من ضبطه وبمواجهته أمام العميد محمد العناني مفتش المباحث بالتحريات اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه . "أخبار الحوادث" التقت بالمتهم داخل سري النيابة عقب مثوله للتحقيق حيث قرر أنه تردد على مسكن المجني عليه في وقت سابق على ارتكاب الواقعة بصحبة صديقه زكريا محمد صاحب محل غسيل وكي ملابس بالعقار المواجه لسكن المجني عليه لتسليمه بعض الملابس الخاصة به وعلمه بإعاقة المجني عليه وإقامته بمفرده واحتفاظه بمبالغ مالية بالشقة سكنه فخطط لارتكاب الواقعة وفى سبيل ذلك توجه لمحل سكن المجني عليه وقام بالطرق على باب مسكنه وأخطره بأنه من طرف زكريا المكوجى وإدعى سقوط "حمامة زاجلة" خاصة به داخل شرفة الشقة وطلب منه السماح له بالدخول للشقة فمكنه المجني عليه من الدخول وعقب غلق الباب قام بدفعه وأسقطه أرضا وشل حركته وخنقه بيديه حتى تأكد أنه فارق الحياة وقام بنقله إلى غرفة نومه واستولى على المسروقات وعقب ذلك أحضر أنبوبة بوتاجاز من داخل الشقة ووضعها بالغرفة وقام بفتحها لتسريب الغاز وأحضر مجموعة من الملابس ووضعها حول جثة المجني عليه وأضرم النيران بها حتى تأكد من اشتعال النيران بالجثة فى محاولة لإخفاء جريمته، وأغلق الشقة وفر هارباً . وتم بإرشاده ضبط نظارة طبية ومبلغ مالي 100 جنيه من متحصلات الحادث بمسكنه وضبط الهاتفين المستولى عليهما وأضاف بإنفاقه المبلغ المالي المستولى عليه على متطلباته الشخصية. الجريمة الثانية وبتطوير مناقشته للربط بينه وبين الحوادث المجهولة اعترف بارتكابه واقعة سرقة وقتل محمد عبد الفتاح 75 سنة عامل منذ حوالي سبعة أشهر حيث استغل إقامة الأخير بمفرده بالشقة سكنه فتوجه إليه وإدعى له ذات الإدعاء السابق بوجود حمامة زاجلة خاصة به سقطت بشرفة الشقة سكنه وطلب منه السماح له بالدخول للشقة وعقب دخوله قام بالتعدي على المجني عليه بالضرب حتى سقط مغشياً عليه وقام بحمله ووضعه على سرير غرفته وأحضر أنبوبة غاز صغيرة من داخل الشقة ووضعها بالغرفة وأشعل النيران بالجثة وبالغرفة ومحتوياتها واستولى على مبلغ 3 آلاف جنيه قام بإنفاقهم على متطلباته الشخصية. وبمراجعة البلاغات الواردة إلى القسم بذات العنوان محل سكن المتهم تبين أنه تبلغ للقسم من شرطة النجدة بنشوب حريق بشقة بمساكن الحرفيين وبالانتقال والفحص تبين إن العقار مكون من عدد 5 طوابق ونشب الحريق بشقة بالطابق الأول نتيجة تسرب غاز من اسطوانة صغيرة الحجم وانفجارها نتج عن ذلك وفاة محمد عبد الفتاح متأثرا بإصابته بحروق متفرقة بالجسم واحتراق بعض محتويات الشقة وتم إخمادها بمعرفة الأهالي وبسؤال نجل المتوفي لم يشتبه في حدوث الحريق أو وفاة والده جنائيًا. تحرر عن ذلك المحضر اللازم وأحاله اللواء عزت زهران حكمدار العاصمة واللواء طارق علام نائب مدير أمن القاهرة لقطاع الجنوب والعميد محمد ياسر مأمور قسم منشأة ناصر إلى النيابة العامة.