رجال الشرطة هم اهلنا وناسنا. صحيح ان الاغلبية الساحقة من رجال الشرطة شرفاء ولكن لا أحد ينكر ان هناك أقلية بينهم ولاؤهم الأول والأخير لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي شاركوه في اهانة الشعب المصري وتعذيبه علي مدار سنوات طويلة حتي قامت ثورة 25 يناير واطاحت بكبيرهم.. ولكن ظل هؤلاء في مواقعهم.. ولم يستطع وزراء الداخلية الذين جاءوا بعد الثورة ازاحتهم!
اتباع العادلي الذين ظلوا في اماكنهم يتفننون في تشويه الغالبية من ضباط الشرطة بانتهاجهم نفس الاسلوب القديم في التعامل مع المواطنين ولعل احداث قسم أول مدينة نصر التي اندلعت الاسبوع الماضي خير دليل. مازال في جهاز الشرطة من يتعالي علي المواطنين رغم زوال حكم سيدهم العادلي المحكوم عليه بالسجن المؤبد.. مازال هؤلاء يرون ان ثورة 25 يناير ما هي الا زوبعة في فنجان وان الحكم القديم عائد لا محالة. شاهدنا هؤلاء في العديد من الاشخاص المنتخبين لجهاز الشرطة.. جميعهم علي لسانهم مقولة واحدة: »احنا راجعين ولنعلم الشعب ده الأدب«! و»الادب« في مفهوم هذه القلة من ضباط ورجال الشرطة ليس احترام القانون وحقوق المواطن.. وانما »الادب« من وجهة نظرهم الضيقة هو التعامل بقسوة وعجرفة وتعذيب خلق الله.
هذه النوعية من ضباط ورجال الشرطة عليهم ان يعرفوا الحقيقة الآن. عليهم ان يعرفوا ويدركوا جيداً ان عقارب الساعة لاتعود إلي الوراء أبداً وان زمن العادلي ومبارك انتهي إلي الأبد.. وان عودتهم إلي سيرتهم الاولي اشبه بعشم ابليس في الجنة. اذا ادرك هؤلاء تلك الحقيقة فإن عليهم الآن اما ان يتقدموا باستقالتهم من جهاز الشرطة ويبحثوا لهم عن عمل آخر.. واما ان يتخلوا عن افكارهم السوداء ويعودوا إلي رشدهم ليؤدوا واجبهم نحو الوطن والمواطن بما يرضي الله.
أما السواد الأعظم من رجال الشرطة.. الشرفاء الذين يسهرون الليل من أجل الناس وأمنهم ويعملون دون تكبد فلهم منا كل الاحترام والاجلال. فالأمن أغلي سلعة.. ولايستطيع انسان في الدنيا الاستغناء عنها ولذا نقول لشرفاء الشرطة انهم اهلنا وناسنا وعليهم الآن مهمة كبري بعد انتخاب رئيس جمهورية جديد.. عليهم ان يمحوا الذكري السيئة التي تركها عهد العادلي في اذهان المواطنين.. عليهم ان يعودوا لعملهم وعليهم ان يطوروا من افكارهم لمنع الجريمة وحماية الارواح والممتلكات. علي هؤلاء الشرفاء من رجال الشرطة ان يعيدوا هيبة الشرطة بعد الجرح الغائر والعلاقة المتوترة مع غالبية الشعب المصري فهذه الهيبة لن يعيدها إلا شرفاء الشرطة وهم الغالبية. أما الاقلية الفاسدة فلابد من تطهير جهاز الشرطة منها فوراً لانهم يزيدون الجرح غدراً مع الشعب. ياشرفاء الشرطة طهروا جهازكم من هؤلاء الفاسدين.. واعيدوا هيبة الشرطة بايديكم.