أيام وتنطلق معركة الرئاسة. ولان مصر هي ام العجائب حقا.. فإن ما ستشهده هذه المعركة الانتخابية عجيب ايضا. فلم يحدث في تاريخ الإنسانية ولا في بلاد الدنيا ما سيحدث في مصر. هل سمع أحد من قبل عن بلد تشهد ثورة وتخلع رئيس ثم تسمح لأنصاره واتباعه وتلاميذه بالترشح في مكانه؟! هل الثورة المصرية التي ابهرت الدنيا كلها.. بهذا الغباء؟ هل نحن حقا شعب طيب- زيادة عن اللزوم-؟ الأغرب من كل هذا ان المرشحين من اتباع الرئيس المخلوع يلعبون بورقة واحدة.. وهي ان هذا الشعب الطيب سيهرول الي صناديق الانتخابات ويختارهم بكل سلاسة وبساطة لمجرد اننا طيبون وننسي الاساءة بسرعة البرق. أحد المرشحين المحتملين للرئاسة من اتباع مبارك يملأ الدنيا ضجيجا انه كان من ضحايا النظام السابق.. رغم ان النظام السابق ساعده في الصعود السياسي بسرعة الصاروخ وكرمه في نهاية حياته العملية أكبر تكريم. ثم ان نفس هذا المرشح المحتمل يتناسي ويتذاكي علي خلق الله ولا يذكر أنه مع اندلاع ثورة 25 يناير كلفه المخلوع مبارك ونظامه الفاسد بالنزول الي ميدان التحرير للتفاوض مع الثوار حتي يرحلوا عن الميدان وينهون ثورتهم لمجرد ان حديثه عذب وكلامه يستثير المشاعر! مرشح محتمل آخر للرئاسة يلعب علي ورقة نسيان الناس في مصر للاساءة ويتناسي ويتذاكي هو الآخر وينكر صلته بموقعة الجمل التي قلبت الموازين واقترب بها الثوار من تحقيق نجاح ثورتهم. هذا المرشح في اليوم التالي للموقعة الشهيرة خرج وهو المسئول الكبير وقتها يعتذر لشباب التحرير عن الهمجية بينما رجاله يواصلون القتال ويغتالون زهرة شباب مصر.. ولم يتحرك هذا المسئول وقتها لمنع هذه الجريمة الكبري.. واليوم يخرج علينا بنفس »الطلعة البهية« ويرشح نفسه بابتسامة عريضة ليصبح رئيسا لمصر الثورة علي جثث ودماء شهدائنا! مرشح محتمل ثالث للرئاسة من أنصار المخلوع يفكر بنفس الأسلوب.. وينسي بارادته ان الشعب المصري كله رفضه أثناء ثورته.. رفض وجوده ورفض توليه المسئولية ولو لأربعة وعشرين ساعة(!) ثم يخرج علينا ويعلن انه يفكر جديا في الترشح لانتخابات الرئاسة. نفس هذا المرشح المحتمل حاول التفاوض مع الثوار حتي ينهوا ثورتهم عند هذا الحد ويعود الشباب كل الي بيته وعندما فشلت المفاوضات تن عقاب مصر كلها بالانفلات الأمني وترويع الناس في منازلهم ولو بالشائعات الكاذبة عبر وسائل الاعلام الكاذبة! السيد عمرو موسي، الفريق احمد شفيق، السيد عمر سليمان. ياسادة اذا كان الله منحكم الذكاء.. فإن شعب مصر ليس بهذا الغباء.. والأمم ذاكرتها لاتمحي. ياسادة لاتسمعوا للمنافقين من حولكم.. اجلسوا مع انفسكم وراجعوا مواقفكم بكل أمانة وصدق وانا اثق ان ضمائركم لن تسمح لكم ان تستمروا في خداع أنفسكم قبل خداع الشعب المصري. اما اذا ارتضيتم علي أنفسكم فوض غمار سباق الترشح فابشروا بالخسارة. فالشعب المصري كما اسقط فلول مبارك في انتخابات مجلسي الشعب والشوري.. سيسقطكم من جديد ووقتها لن تجدوا الذين حولكم الآن يشجعونكم ويفرشون طريقكم للرئاسة بالورود لانهم سيكونون اول من يبارك لرئيس مصر الجديد.