استضاف الصالون الثامن للدكتور عبد الناصر هلال الذي يقيمه بمنزله في حدائق الأهرام؛ مناقشة لأعمال الإعلامي والروائي محمود الورواري، وخاصة روايته الأخيرة "مدد"، ومن المنتظر أن تصدر الرواية الجديدة للورواري قبل معرض القاهرة الدولي للكتاب 2017 . شارك في المناقشة كل من د.حسين حمودة، د.عمار علي حسن، ود.صلاح السروي، بحضور عدد من الكتاب والمثقفين والفنانين من بينهم فاروق الفيشاوي وكمال أبو رية. في البداية تحدث الورواري عن مشواره في الكتابة الذي استهله بموضوع تعبير في المرحلة الابتدائية، تطور إلي القصة القصيرة والكتابة المسرحية، وأضاف: "عندما ذهبت إلي خارج مصر اكتشفت أن المسرح لا وجود له في العالم العربي سوي بها". ثم أكمل مشروعه السردي بالرواية، حيث كان يبحث عن مكان يتسع له كالمسرح، حيث أنها تتسع لكل الفنون. واستطرد: "من يكتب رواية جيدا هو الشاعر الذي ضل الطريق، وأنا شعرت بعد فترة من كتابتي لها بأني تزوجت اثنتين؛ كل واحدة تريدني بمفردها، وكلتاهما ترفضان بعضهما بديكتاتورية، لكني حاولت أن أجمع بينهما وأكون إعلاميا ذا خلفية أدبية، ونجحت في ذلك". تحدث د.حسين حمودة عن رواية "مدد"، مؤكدا أنها تتسم بالاتساع والتعدد والحيرة، وأضاف: "بها عالم حاد حافل بالتجارب والشخصيات والملامح، وقضايا أساسية يتم الإلحاح عليها، وبها تأملات كثيرة في تجارب السلطة وزوالها، وقضايا تتصل بالسياسة الإنسانية. بناء هذه الرواية محكم، ويستمد ذلك من عدة جوانب، منها التيمات الأساسية التي تمنحها التماسك، لكن التيمة الأهم فيها التي تمثل رابطا خفيا عبر فصول الرواية هي تيمة ال (بين)، ويتصل هذا باستخدام تيمة الرحلة التي تعد عنصرا أساسيا داخل العمل يلازم جميع الشخصيات، فهو تعبير مجازي عن رحلة المعرفة ورحلة الروح ورحلة البحث عن الذات". بينما تناول د.عمار علي حسن المسيرة الأدبية للورواري بشكل عام في نقاط محددة، فقال: "الورواري مسكون بالتصوف، وكلنا تعلمنا هذه الخصلة من نجيب محفوظ، حيث يتواجد التصوف في سطور رواياته وقصصه، ليس فقط علي مستوي اللغة وإنما أيضا التأمل الفلسفي. وهو من الذين يعتبرون أن الأدب تشكيل جمالي للغة، لذا يحاول أن ينحت جملته كي تكون جمالية ذات شكل رائع". واستطرد: "نعتبر دائما أن الإعلامي ناقل للمعرفة وليس منتجا لها، لكن الورواري طموح ورفض الوقوف عند هذا الحد، وإنما أراد أن يكون منتجا لها، فمارس الإعلام بطريقة احترافية، واستجاب لنداءات الأدب التي لم يستطع أن يسكتها، كما أنه مولع بالتجريب، وهو أول من يحول سيناريوهات أفلامه إلي روايات، حيث أن رواية مدد هي في الأساس سيناريو فيلم كان لدي المخرج خالد يوسف، لكن المشروع توقف بسبب اتجاهات السينما الراهنة". واختتم علي حسن: "رغم أن الورواري إعلامي والإعلام يعلم المرء التجارة، لكنه لا يكتب كتابة تجارية ويراهن علي الزمن أن ينصفه إذا نُظر إلي أدبه نظرة إجمالية أو كلية". أما د.صلاح السروي فقدم رؤية نقدية تفصيلية لرواية مدد بكل أحداثها ورحلة الخلاص لكل شخصياتها، قائلا: "في هذه الرواية وصلت كل الشخصيات بشكل أو بآخر إلي خلاصها، من خلال اكتشاف الذات والحياة، لذا اعتبرها رواية وجودية ذات جانب فلسفي تأملي تطرح قضية الوجود وتبحث عن جوهره الحقيقي، من خلال معارج الصوفية المتمثلة في براح الروح، القرب، الخلاص، والكشف". وأضاف: "تعد الرواية صرخة قوية دافعة نحو أن نكون بشرا لنصبح جديرين بهذه الحياة". عقب الانتهاء من القراءات النقدية، قدمت المطربة داليا عبد الوهاب مع الموسيقار نادي نجيب فقرة فنية غنائية شارك فيها الملحن فايد عبد العزيز.