قرية (القراموص) هي احدي قري مركز أبوكبير بمحافظة الشرقية... ذاع صيتها منذ سنوات بعيدة لكونها أول قرية مصرية تزرع نبات البردي وتصنعه برسومات وألوان رائعة ولا يخلو بيت في تلك القرية من العمل في زراعة أو صناعة البردي الذي اصبح شريكا اساسيا في حياتهم ومصدر رزق لاكثر من 5000 مواطن من ابناء تلك القرية التي سميت بهذا الاسم نسبة الي سيدنا موسي عليه السلام والذي استقر بها لفترة زمنية. وقصة نبات البردي يرويها الشبراوي محمد اسماعيل 42عاما رئيس جمعية شباب النهضة للتنمية بالقرية يقول: بدأت زراعة نبات البردي عام 76 مع عودة الدكتور مصطفي انس ابن القرية من عمله من دولة السودان وبحوزته كمية من شتلات البردي حيث قام بزراعتها في مساحة 4 فدادين وبعد مرور ما يقرب من عام بدأت اعواده تترعرع وقدرت انتاجية الفدان وقتئذ40 ألف ورقه في العام تقدر قيمتها ب20 ألف جنيه سنويا وبدأت تنتشر زراعته بسرعة وتحولت القرية الي أشبة بالغابة التي تحيطها اعواد البردي. وتسابق أهالي القرية بجميع اعمارهم واطيافهم للعمل في زراعة وصناعة البردي الذي ساهم في زيادة دخول الاسر. وعن طريقة زراعة البردي يقول الشبراوي : انه يتم تسوية الارض وغمرها بالماء وزراعة الشتلات التي يصل طول الشتلة الواحدة حوالي متر في فصل الصيف علي ان تبعد الشتلة عن الاخري بمسافة متر وذلك لتمدد النبات وارتفاع اطواله إلي حوالي 6 أمتار ويتم حصاده أول مرة بعد 6 أشهر ثم كل ثلاثة اشهر بعد ذلك. وعن صناعة البردي يقول سعيد إبراهيم طرخان رئيس جمعية ورق البردي بالقرية انه عقب حصاد النبات تقطع العيدان بخيوط بلاستيكية الي شرائح طويلة ثم توضع في أوان مملوءة بالبوتاس المخلوط بالماء لتليين الشرائح ثم يتم نقلها لاوان اخري ممتلئة بالكلور لتنظيفها ومنحها لونا ابيض ثم بعد ذلك يتم رص الشرائح عدة طبقات بالطول والعرض وبينهما قماش وكرتون لامتصاص المياه وتجفيفها ويلي ذلك وضعها اسفل مكبس لضغطها بصورة نهائية وتخرج لنا في صورة ألواح من الورق تكون جاهزة للرسم والطباعة عليها. واشار الي ان اطفال القرية ونسائها ورجالها تحولوا الي اشبه بالفنانين التشكيلين حيث يجيدون الرسم بجميع انواعه وبدأ انتاج القرية يغذون المناطق السياحية ويصدر الي الدول الاوربية والعربية. ويقول عبدالرحمن السيد مصطفي 42 عاما موظف بالاوقاف لقد اكتسبت مهارات زراعة وصناعة ورق البردي منذ طفولتي عندما تزوجت ورزقني الله سبحانه وتعالي ب 4 أطفال دربتهم جميعا علي زراعة البردي في مساحة فدانين وصناعته وتلك المهنة تحقق لنا حياة كريمة رغدة. ويقول وجدي عبدالعال : بدأت عملي في صناعة البردي والرسم عليه وعمري 12عاما ومن ابرز اللوحات التي رسمتها ولاقت رواجا بين السائحين هي لوحات الملكات ايزيس ونفرتيتي وكيلوباترا وتوت عنخ امون ومعبد ابو سمبل : كما تم اعداد خريطة للاتحاد السوفيتي علي ورق البردي وغزت منتجاتنا اسواق الدول العربية خاصة السعودية والجزائر وتونس.