اتهمت فرنسا الحكومة السورية وحلفاءها باستغلال حالة الغموض السياسي في الولاياتالمتحدة لشن »حرب شاملة» علي المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في البلاد وقالت باريس إنها ستنظم اجتماعا للدول الغربية والعربية التي تدعم فصائل المعارضة السورية المعتدلة لاتخاذ موقف بشأن استمرار قصف حلب. وقال وزير الخارجية جان مارك إيرو بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة إن »فرنسا تأخذ بزمام المبادرة لمواجهة استراتيجية الحرب الشاملة التي تتبعها الحكومة السورية وحلفاؤها الذين يستفيدون من حالة عدم اليقين في الولاياتالمتحدة.»وأضاف أن اجتماعا للبلدان المناهضة للأسد سيعقد في الأيام المقبلة في باريس وأن فرنسا ستتحرك لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات علي الحكومة السورية لاستخدام الأسلحة الكيماوية. وقالت مصادر قريبة من الوزير الفرنسي إن الاجتماع سيعقد علي المستوي الوزاري مطلع ديسمبر المقبل. من جانبه وصف أحد زعماء يمين الوسط الفرنسي فرانسوا فيون الرئيس السوري بشار الأسد بأنه »ديكتاتور تلطخت يداه بالدماء»، لكنه أقر باستحالة تسوية الأزمة في سوريا بلا دور للأسد. في غضون ذلك أعرب مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي سوريا ستافان دي ميستورا عن قلقه من احتمال أن يشن الرئيس السوري هجوما جديدا لسحق شرق حلب قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير المقبل. ولم يوضح دي ميستورا في تصريحه سبب اعتقاده بأن الأسد قد يقدم علي مثل هذه الخطوة. لكن دبلوماسيين أوروبيين قالوا إن الأسد قد يشجعه تعهد ترامب بتعزيز العلاقات مع روسيا. وانضم دي ميستورا إلي وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الدعوة إلي التوقف عن قصف المدنيين في سوريا وإلي حل سياسي للصراع.وقال إن تحركات الحكومة السورية لتصعيد الصراع العسكري قد يكون لها عواقب مأساوية علي 275 ألف مدني لا يزالون في الجزء الشرقي من حلب وقارن ذلك بحصار القوات الصربية لمدينة فوكوفار الكرواتية علي مدي 87 يوما في عام 1991. وأشار شتاينماير إلي محادثات بشأن توصيل إمدادات إنسانية إلي حلب عبر تركيا. لكنه لم يذكر تفاصيل وقال إنه لا يوجد ما يضمن نجاح تلك المساعي. وقال المشرع الألماني البارز »رولف متزنيخ» الذي من المحتمل أن يصبح وزير الخارجية القادم لألمانيا،إن روسياوسوريا تستغلان الفترة الزمنية التي تسبق تولي ترامب لمنصبه رسميا »لخلق أمر واقع» في سوريا عبر استئناف القصف والغارات الجوية مشددا علي أن الحل السياسي وحده هو الممكن هناك. من جهة اخري تمكنت قافلة تابعة للأمم المتحدة تحمل الماء والغذاء والدواء، من اجتياز خطوط الجبهة في سوريا، لإدخال تلك المساعدات إلي مدينة الرستن التي تسيطر عليها فصائل المعارضة. ووصلت القافلة، التي نظمتها وكالات الأممالمتحدة بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، إلي مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، بعد أن بذلت مساعي مكثفة في الحصول علي موافقة جميع الأطراف المتحاربين علي دخولها. علي صعيد اخر اعتبرت منظمة »سايف ذا تشيلدرن» الدولية غير الحكومية أمس في بيان أن استمرار معاناة الأطفال وموتهم في مدينة حلب السورية »فضيحة أخلاقية».