لنا صديق في البيت الأبيض.. يوافق علي مواصلة بناء المستوطنات، يحب نتانياهو جداً، ولم ينتقد إسرائيل مرة واحدة في حياتها، بتلك العبارات الموجزة وصف رجل الأعمال الإسرائيلي يعقوب شحام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمپ، وأضاف شحام الذي يعتبر ترمپ صديقه المقرب جداً أن شخصية الأخير تختلف تماماً والصورة التي يظهر بها أمام الرأي العام، فعلي العكس من صوته العالي، وتصريحاته الجريئة التي تلهب الجماهير، يبدو ترمپ في جلساته الخاصة هادئاً جداً وذكياً وعميقاً في أفكاره، فضلاً عن ميل خفيف لروح الفكاهة والمداعبات اللطيفة، التي لا تخرج عن إطار الأدب! ورغم الفيديوهات التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة حول انفلات ترمپ الأخلاقي، إلا أن صديقه الإسرائيلي وفي حوار مع صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، قال إن ترمپ اعتمد هذا الأسلوب لجذب شريحة كبيرة من الناخبين، لكنه يتخلي عن تلك الخصال في لقاءاته الخاصة، فعلي العكس من السطحية التي يبدو بها، يختزل عقل ترمپ العديد من القضايا الإقليمية والدولية بأسلوب السياسي ورجل الاقتصاد المحنك. وفيما يتعلق بإسرائيل، قال شحام إن ترمپ يولي أهمية كبيرة بدعم إسرائيل، وأبدي غير ذي مرة إعجابه برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قائلاً: »أتابع عن كثب نشاط نتانياهو، فهو رجل قوي وإسرائيل تحتاج رجلاً قوياً مثل نتانياهو». ولم يبد ترمپ بحسب صديقه الإسرائيلي أي اعتراض علي سياسة الدولة العبرية، فخلال صداقتهما منذ أربعة أعوام لم يعترض الرئيس الأمريكي المنتخب علي سياسة الاستيطان، التي تتبناها حكومة نتانياهو وما سبقها من الحكومات، معتبراً الاستيطان »حق إسرائيل الوجودي في منطقة الشرق الأوسط». وتشير معطيات الصحيفة العبرية إلي أن شحام من الإسرائيليين المنعزلين، الذين يوصفون بأصدقاء ترمپ المقربين، وأن العلاقة نمت بينهما منذ أربع سنوات في ملعب الجولف الذي يمتلكه ترمپ، ومنذ هذا التاريخ توطدت العلاقة فيما بينهما، وكان آخر لقاء جمع بينهما قبل الانتخابات الأمريكية بستة أيام، حينما تناول وجبة الإفطار في ميامي مع ترمپ وزوجته وصهره، وخلال اللقاء الذي استمر 3 ساعات، أطلق ترمپ عدداً كبيراً من النكات، التي أضفت أجواء من البهجة علي الحضور، ولم يخل موضوع النكات من تهكمات علي المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لكنها لم تخرج عن السياق الأخلاقي، وفيما يتعلق بالعهود التي قطعها علي نفسه خلال الحملة الانتخابية، قال ترمپ: »سأنفذ كل العهود التي قطعتها علي نفسي، لكن ذلك يتطلب وقتاً طويلاً». أما فيما يخص باراك أوباما، فأوضح ترمپ خلال اللقاء أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته »وعدنا بأنه يرغب في تعزيز مكانة الولاياتالمتحدة، وبعد ذلك سينشغل بالعالم الحر، وواصل طريقه في تغيير عدد من النظم العالمية، لاسيما موضوع التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة، واستغلت العديد من الدول الولاياتالمتحدة في ذلك، وآن الآوان لتغيير كل هذه السياسات».