رحلة العائلة المقدسة في مصر لا تزال تدهش العالم بأسرارها ومحطاتها المتعددة المنتشرة في كل محافظات مصر، وفي كل محطة تجد العديد من الكنائس التي تتحول الي قبلة للزائرين من كل انحاء مصر والعالم. وتعد كنيسة القديس سرجيوس وواخوس المعروفة باسم كنيسة »ابوسرجة» واحدة من اهم محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر وهي تحمل اسم قائدين من رجال الجيش الروماني في عهد الاضطهاد المسيحي وقد رفضا الاشتراك في اضطهاد المسيحيين في عهد الامبراطور »دقلويانوس» وتحتوي الكنيسة علي مغارة اختبأت بها العائلة المقدسة خلال رحلة الهروب من فلسطين والاحتماء بأرض مصر. بمجرد ان تطأ قدماك منطقة مارجرجس بمصر القديمة وتهبط لزقاق القديس جرجس مستنشقا عبق التاريخ بين جدرانه، تطرق الي مسامعك لغات مختلفة لا تفهمها ولكن تفهم من نبراتهم الإعجاب الشديد بما يرونه حولهم من أصالة ظلت شاهدة علي عراقة التاريخ وتصل لآخر الزقاق عند كنيسة أبو سرجة حيث يفوح المكان بعبق الزمن وروحانياته. في مقدمة المدخل تجد ايقونة القديس بشنونة المقاري الذي تم العثور علي عظامه داخل الكنيسة عام 1990 وتعرفوا عليه من خلال كتاب السنكسار -وهو كتاب قبطي خاص بسير القدسين-، وعلي أقصي يسار الكنيسة تجد المعمودية المختصة بتعميد الأطفال والتي شيدت في القرن الرابع الميلادي وعلي طول الجانب الأيسر أيقونات للقيدسين. تصل إلي أنبل اي منبر رخامي للوعظ وهو من التصاميم المعمارية الحديثة يفصل بين ممرات الكنيسة مبني علي 10 أعمدة ترمز إلي الوصايا العشر لها تيجان يرجع تاريخها للقرن السادس الميلادي، وأمام المنبر تجد أبرز ما ابتدعه المعماريون المصريون في العصر القبطي وهو عمل قباب للكنائس، فبعد أيقونة القديس بشنونة المقاري تجد قبة كبيرة فوق الهيكل الشمالي للكنيسة المبنية علي 6 هياكل تحمل صورا تجسد السيدة العذراء وعددا من الرسوم والايقونات للقديسين.. بعد الأنبل وفي أقصي شمال الكنيسة توجد غرفتان بكل منهما سرداب يؤدي إلي المغارة المقدسة التي تحولت إلي قبلة شهيرة للمسيحيين من كل انحاء العالم بعد أن عاشت فيها السيدة مريم والمسيح عليه السلام حين كان طفلا لمدة ثلاثة أشهر قبل إنتقالهما للصعيد في رحلتهما المقدسة بأرض مصر.