تأثر بأعمال أسطورة الدراما العربية أسامة أنور عكاشة وقرر أن يترك عمله كمحاسب ليتفرغ إلي الدراما التليفزيونية التي عشقها، الكاتب والسينارست مصطفي إبراهيم قدم 55 عملا دراميا منها مسلسل بنت من شبرا، سعد اليتيم، الجبل ، فرح العمدة، سنوات الغضب ووجع البعاد الي جانب تقديمه لبعض الأعمال الإذاعية والمسرحية وحصل علي العديد من الجوائز عن اعماله منها جائز أفضل كاتب سيناريو عن مسلسل سعد اليتم و سنوات الغضب من تليفزيون ابوظبي.. الكاتب والسينارست مصطفي إبراهيم يدلي بشهادته من واحد إلي عشرة: 1 جمال عبد الناصر الوطنية الحقة ذلك الذي تفتق وعيي علي تجربته السياسية التي أثرت في الجميع وقد تعلمت من هذه التجربة الوطنية الحقة والقرار الحر الذي لا يخضع أمام أي ضغوط.. والأهم من كل ذلك الانحياز الي البسطاء المكافحين المناضلين وعدم إشعارهم بأي ظلم اجتماعي ولقد شاهدت أن مصر في عنفوان الحرب وبالرغم من التعرض إلي نكسة طاحنة إلا أنها لم تهتز اقتصادياً وأعادت البناء والتسليح وخاضت حرب الاستنزاف الصعبة التي مهدت لنصر أكتوبر المجيد. 2 إحسان عبد القدوس رؤية اجتماعية هو أول كاتب تفتح عليه وعيي السياسي من خلال مقاله الأسبوعي »الموقف السياسي» بجريده »أخبار اليوم» ثم أعجبتني قصصه الرائعة التي أدركت أنها ليست قصصاً عاطفيه فقط ولا تهتم بشرح أحاسيس المرأة فقط وإنما كانت قصصه تعبر عن رؤية اجتماعية وسياسية واضحة وقد وفقني الله في نقلها والتأكيد عليها عندما شرفت بتحويل أكبر عدد منها لمسلسلات تليفزيونية مثل »قلبي ليس في جيبي» و»دمي ودموعي وابتسامتي» وغيرهما. 3 نجيب محفوظ أعظم روائي أعظم روائي عربي بل ومن أعظم الروائيين العالميين تعلمت من رواياته الكثير فهو يجمع بحكمة شديدة بين الرصانة الكلاسيكية وجنون التجديد غير التقليدي في الفكر ثم هو أمهر من أوغل في الواقع المحلي وشرح من خلاله النفس البشرية بعبقرية أوصلته بجدارة الي العالمية فاستحق تماماً الحصول علي جائزة نوبل عن روائعه وعلي رأسها الثلاثية وأولاد حارتنا . 4 كمال الشيخ مدرسة خاصة أعظم المخرجين الذين أسهموا في حبي وحب جيلي للسينما.. لقد تمكن كمال الشيخ من صنع مدرسة خاصة به وهي مدرسة التشويق المستمر واختيار الأفكار البراقة غير التقليدية والمثيرة الي أبعد حد ولعل فيلمه العظيم »الليلة الأخيرة» هو أول فيلم أدهشني بهذه المدرسة الفذة وأثر في كيفية تناول الكثير من أعمالي فيما بعد.. عبقرية كمال الشيخ تكمن في تقديم أعمال جادة مميزة في قالب تشويقي محبب للجميع. 5 عاطف الطيب العبقري عبقري من عباقرة الإخراج وصاحب مدرسة مختلفة وهي مدرسة الواقعية الجديدة التي بدأت في الانتشار في فترة الثمانينيات.. وأكثر ما يميز الراحل العظيم جرأته الشديدة في اختيار موضوعاته الساخنة المحللة للمجتمع سياسياً واجتماعياً وفكرياً.. ولا يمكن نسيان أفلامه الرائعة »ضد الحكومة» أو »ملف في الآداب» أو »البريء». 6 أسامة أنور عكاشة ظاهرة محورية العبقرية الناصعة والظاهرة المحورية في تاريخ الدراما التليفزيونية.. وأذكر أن جيلي قد لمح عبقريته من أعماله الأولي الحصار والمشربية والفارس الأخير قبل ان تنفجر عبقريته في الشهد والدموع وليالي الحلمية وما تلاها من أعمال خالدة.. ان أسامة أنور عكاشة هو أبرز من ألقي بظلال تأثيره علي كل كتاباتي، فقد تعلمت منه ان الكاتب لابد وان يكون صاحب مشروع وصاحب وجهة نظر في كل ما يمر به وطنه وما يراه في الحياة بشكل عام. 7 إسماعيل عبد الحافظ نبض الشارع في رأيي أنه أعظم من أفرزه فن الإخراج التليفزيوني، وأبرز ما جعله متميزاً إلي هذا الحد هو انه كان قريباً جداً من نبض الشارع ومن الإنسان المصري البسيط ومشاكله، وكان قريباً أيضاً من كل قضايا وطنه الهامة مصراً علي تحليلها ومناقشتها بشكل فني، أسعدني الحظ بالتعامل معه في مسلسل »وجع البعاد» الذي أضاف لي وأخذت منه إفادة كبيرة من اهتمامه بكل تفاصيل العمل وأدق أدق فرعياته. 8 سعاد حسني فتاة الأحلام لاشك أنها كانت فتاة أحلام جيلي ومازالت تمثل مكانة في نفس كل من يشاهد اعمالها حتي من الأجيال الجديدة، ان عبقرية سعاد حسني تكمن في انها استطاعت تجسيد كل الأدوار بمهارة فائقة: الفتاة المرحة - الجادة - المنطلقة - المثيرة، ولعل أعظم أدوارها الذي أثبت لي في مرحلة معينة عبقرية أدائها المتنوع ما قدمته في فيلم »بئر الحرمان» والتباين الرهيب في الشخصيتين اللتين قدمتهما ببراعة تامة في نفس العمل الفني. 9 د. أحمد زويل وطني مخلص هو معشوقي بحق فضلاً عن انه كان عالماً فذاً فهو إنسان وطني مخلص نشأ في قرية بسيطة من قري مصر العظيمة وتدرج في جميع مراحل دراسته حتي الثانوية العامة في مدارس مصرية حكومية ومع ذلك نجح وأصبح عالماً عالمياً فتفوق علي جميع أقرانه من العلماء الأجانب الذين كانت تدعمهم بلادهم مادياً وعلمياً وحتي بعد أن نال أرفع الجوائز العالمية لم ينس أبداً انتماءه الوطني ولا مصريته ولا عروبته.. إنه مثال للعالم الوطني الإنسان. 10 أبو الطيب المتنبي نبراس الحياة لا يمكن لمهتم بالشعر ألا يدرس شعر هذا العبقري القديم، ولعلني قد تعلقت ببيته العظيم الخالد: واذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل إنني أعتبر هذا البيت نبراساً لكل حياتي، وأصبحت عند تعرضي للنقد أبحث في نوعية شخصية من ينتقدني فان كان ذا احترام أصابني ذلك النقد بالحمية التي تدفعني للاجتهاد لكي أجعله يرضي ، أما إذا كان من ناقص حقير المنزلة اعتبرت نقده لي وساماً علي صدري.