فارس الدراما المصرية وأحد أبرز كتابها وأستطاع أن يشارك بقوة في تاريخ الفن المصرى ،أنه المؤلف أسامة أنور عكاشة الذى ارتبط اسمه بشهر رمضان الكريم من خلال مسلسلاته التى اثرت على فكر وثقافة الجمهور المصرى وحققت نجاح وشهرة كبيرين ،فحتى الان لا نستطيع ان ننسى اعماله الدرامية مثل ارحلة أبو العلا البشر وضمير أبلة حكمت وليالى الحلمية والشهد والدموع وأرابيسك وزيزينيا وأميرة فى عابدين وأحلام فى البوابة وغيرها العديد من الاعمال التى يتذكرها التاريخ ويحفظ من خلالها أسم أسامة أنور عكاشة حيآ فى قلوب الأجيال القادمة . ولد المبدع أسامة أنور عكاشة فى عام 27 يوليو 1941 بمحافظة الغربية وظل حتى وفاته يعتز بأنتماءه للحياة الريفية وقد اعترف انها اثرت علية بشكل كبير فى أسلوب كتاباته وضفت له روح مختلفة وجديدة وجعلته دائما قريب من الواقع ويعيش فية ،كما انه كان من الكتاب القلائل الذى استطاع ان يتعلم من كل شيئ مر بحياته ووظف كل الظروف ليستفيد بها فى السيناريوهات التى يقدمها لجمهوره حتى على مستوى دراسته ،فمن خلال دراسته وحصوله على ليسانس الآداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس وعمله بعد التخرج من الجامعة كأخصائيا اجتماعيا فى مؤسسة لرعاية الاحداث وبعدها عمل مدرسا فى مدرسة بمحافظة اسيوط ثم انتقل للعمل بادارة العلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ ،وانتقل بعدها للعمل كأخصائى اجتماعى فى رعاية الشباب بجامعة الازهر ولكنه قدم استقالته بعدها بفترة بسيطة ليتفرغ تماما للكتابة ،وكل تلك المراحل من حياته اكتسبته خبرات عديدة وجعلته يتلاحم مع الواقع بل وصرح اسامة انور عكاشة قبل وفاته فى اكثر من حوار معه ان تلك المراحل من حياته اوحته بالعديد من الشخصيات البارزة فى اعماله الفنية وان دراسته للنفس البشرية جعلته يتعرف على ذوق الجمهور وطلباته ومتطلباته فى كل مرحلة من حياته ،وكان دائما يردد ان نجاح اى عمل فنى ناتج عن قربه للجمهور وكلما يقترب العمل لحياة المواطن البسيط ويناقش ظروفه ومشاكله وتطلعاته واحلامه كلما ينجذب الجمهور لمتابعة المسلسل وعدم الملل من أحداثه . وقد اشتهر بأنه أكثر الكتاب فى مصر والعالم العربى الذين يقدمون مسلسلات تحظى بشعبية عظيمة حيث قدم أكثر من 25 مسلسل تليفزيونى خلال مشواره الابداعى ،وكان هناك رواية معروفة ومتداولة بشكل كبير اثناء عرض مسلسل اليالى الحلميةب وهى هدوء كافة شوارع القاهرة وأخلاءها من المارة بسبب مشاهدة كل الشعب المصرى للمسلسل ،وظل الكاتب الكبير يحظى بهذا الاهتمام الضخم من الجمهور المصرى بشكل خاص والعربى بشكل عام حتى اخر اعماله الدرامية وهو مسلسل االمصراويةب بجزئية حيث حصد العديد من الجوائز داخل وخارج مصر رغم انه واجهة العديد من المشاكل خصوصا مع قرار تقديم الجزء الثانى منه ورفض هشام سليم وغادة عادل ابطال جزءه الاول تقديم الجزء الثانى حتى تقرر ان يتم تغيير الابطال ليكونوا ممدوح عبد العليم وميس حمدان . أيضا لم يكن فارس الدراما المصرية فقط بل انه قدم العديد من الافلام السينمائية التى اثرت بشكل كبير فى تاريخ السينما ومنها فيلم اكتيبة الاعدامب وبتحت الصفرب وبالهجامةب وبدماء على الاسفلتب وبالطعم والسنارة« ،ومن المسرحيات االقانون وسيادتهب وبالبحر بيضحك ليةب وبالناس اللى فى الثالث» ،كما قدم عدد من الاعمال الروائية بل جاء عكاشة الى الدراما التلفزيونية عن طريق الأدب القصصى والروائى ومنها اخارج الدنياب وهى مجموعة قصصية صدرت عام 1967 ،ورواية اأحلام فى برج بابلب التى صدرت عام 1973 ورواية امنخفض الهند الموسمى والتى صدرت عام 2000 واخر رواياته كانت بعنوان اسوناتا لتشرينب بعام 2010 . وكما اثر اسامة انور عكاشة على الجمهور فى شهر رمضان الكريم باعماله الفنية تأثر هو الاخر بهذا الشهر الفضيل فكانت لدية طقوس محببة قد لا تكون منفردة او مطلقة له وربما يفعلها الاغلب خلال شهر الصوم ولكنه هو كان يحرص بشدة على القيام بها والثلاثين يوما ،فكان الكاتب المعروف بنعزل عن العالم الخارجى ويتفرغ تماما لقراءة القرآن والصلاة وتقديم كافة الفروض الدينية ولم يكن يحب مشاهدة التليفزيون خلال هذا الشهر حتى لو كان يعرض له مسلسل تليفزيونى وكان يهتم بالافطار مع اسرته وابناءه كل يوم بل انها كانت احدى اهم طقوسه لانه كان مقتنع ان شهر رمضان هو شهر اللمة والمحبة وصلة الرحم وجمع كل الاقرباء والاحباب على مائدة واحدة . توفى اسامة انور عكاشة يوم الجمعة 28 مايو 2010 اثناء تواجده بغرفة العناية المركزة بمستشفى وادى النيل اثر اصابته بأزمة قلبية ولكنه عاش سنوات عديدة قبلها يعانى من المرض وتدهور الحالة الصحية وتوفى فى عمر يناهز 69 عاما . وبعد فقدان هذا الغالى العزيز أرى أن الدراما التلفزيونية العربية اليوم تحتاج الى أن تكمل ما أسسه أسامة أنور عكاشة، وهو احترام هذا الفن البصرى الجميل باعتباره فناً مستقلاً له ملامحه وشخصيته وحضوره وليس اسينما من الدرجة الثانيةب وهذة بالمناسبة هى احدى مقولاته الشهيرة له،وهذا حتى ننتشل الدراما من سطحيتها ونجعل الجمهور يرتبط بها ويجعلها جزء من حياته اليومية كما كان فى فترة اسامة انور عكاشة ..