في العاشر من أكتوبر، نشر سكوت إسبوزيتو كتابه "الكتب الضائعة"، وهو قائمة لما يقرب من مائة كتاب غير موجود. يكتب اسبوزيتو وصفًا قصيرًا عن تاريخ الكتاب مع كل مداخلة- يجيب فيها عن أسئلة علي شاكلة: هل هو ضائع أم مهجور أم مدفون داخل نصّ آخر؟ تنقسم اللائحة إلي أربع فئات: كتب لم توجد بعد، كتب من بين ثنايا كتب أخري، كتب مفقودة، وكتب أُعيد اكتشافها. الكتاب وثيقة حيَّة سيتم تحديثها باستمرار. الكتب التالية اُختيرت من كتاب اسبوزيتو الّذي تتوافر منه نسخة الكترونيَّة علي موقعه الخاص. يُعدّ "الكُتب الضائعة" دليلًا دقيقًا لكتب غير موجودة رغم ضرورة وجودها. المُسافر. كورماك ماكارثي. مخطوطة شهيرة قيد الكتابة للمؤلِّف. نُشرت آخر روايات ماكارثي، الطريق، عام 2006. طوال مسيرة الرّوائي الأمريكي الممتدة خمسين عامًا، لم يسبق أن مرّت عليه أبدًا عشر سنوات كهذه دون نشر رواية جديدة. قيل أنّه ملأ تلك الفترة بمشروعين هامّين، رواية "المسافر" أحد هذين المشروعين، والأكثر شهرة بينهما. ألقي بعض الضوء عليها في أغسطس 2015(ما أسفر عن عاصفة صغيرة بوسائل الإعلام) حين ظهر ماكارثي في إحدي فعاليات لانان فاونديشن وقرأ مقتطفات من الكتاب. يُقال أنّ "المسافر" كتاب بالغ الطول تدور أحداثه في نيو أورليانز، وثمّة توقّع أنّها تمزج بين الفيزياء النظريَّة واستعارات الخيال العلمي بدرجة كبيرة. إلي ذلك، هناك تقارير تفيد بتأجيل موعد إصدار الكتاب باستمرار وأنّه ربّما تحدد له عام 2016 كموعد للإصدار في إحد تلك المرّات. إسهام مارجريت أتوود بمكتبة المستقبل، وكتب أخري (كُتب اكتملت، لكنها لن تصدر قبل عام 2114) عام 2014، أصبحت مارجريت أتوود أول كاتبة يُطلب منها تأليف نصّ لمكتبة المستقبل، وهو مشروع وضعت كاتي باترسون تصوّراته الأولي خلال صيف 2014، واضطلعت به فيوتشر ليبراري تراست، بدعم من مدينة أوسلو بالنرويج. كافّة كُتب مكتبة المستقبل من المقرر إصدارها عام 2114، حيثُ يمنع العقد مع المكتبة أتوود من الكشف عن أي من محتويات الكتاب، باستثناء العنوان، وهو "قمر مخربش". قدّمت أتوود مخطوط كتابها بالموعد المتفق عليه في مايو 2015، أمّا ديفيد ميتشيل، ثاني مؤلِّف اختارته المكتبة، فقدّم كتابه: "يتدفق مِنّي ما تسميه الزّمن"، بالثامن والعشرين من مايو 2016. سيقدِّم ثمانية وتسعون مؤلِّفًا آخر إسهاماتهم سنويًّا خلال السنوات المتبقيَّة قبل 2114، وفي تلك السنة ستصدر ألف نسخة من كل عنوان من العناوين المائة. يُمكن الآن شراء شهادات بقيمة ستمائة وخمسة وعشرين جنيهًا استرلينيًّا قابلة للاسترداد مقابل إصدارت المكتبة كاملة. إلي الآن، لم تكشف مكتبة المستقبل عن تفاصيل سياستها التحريريَّة (إن كان ثمّة شيء مماثل)، ولا عن معايير اختيار كُتّاب مكتبة المستقبل، ولا إن كان ثمّة مؤشر لاختيار كُتّاب من لغات أخري بخلاف اللغة الانجليزيَّة، وبالتالي، إن كانت هناك نية لترجمة تلك الكتب. طباعة الانترنت (تحفة مفاهيميّة أبدعها المؤلِّف والشّاعر المفاهيمي كينيث جولدسميث.) في مايو 2013، طلب جولدسميث من معجبيه طباعة الانترنت وإرسال الأوراق المطبوعة إلي معرض ليبور للفنون في مدينة مكسيكو. حينها تلقّي حوالي عشرة أطنان من الأوراق من حوالي عشرين ألف مساهم، لكنها لم تقترب بأي حال من طباعة الانترنت كاملًا، الّذي كانت تقدّر صفحاته آنذاك بحوالي 305 بلايين صفحة تزن مئات الملايين من الأرطال(قد يُخمِّن المرء ضرورة وجود مقدمات كبيرة والتزامًا بنشر موسّع لنشر هذا الكتاب إمّا في مجلّد واحد أو سلسلة من المجلدات). إلي اليوم، لم يُبذل أي جهد آخر لاتمام هذا العمل المرجعي، وقد أعاد جولد سميث تدوير الأوراق التي تلقّاها لمعرضه، ما يعني أنّ أي مسعي مستقبلي لطباعة الانترنت عليه البدء من جديد. كون لرون سيليمان(قصيدة ضخمة في عِدّة مجلدات من إبداع شاعر اللغة رون سيليمان.) عقب انتهائه من مشروعه الشّامل، الأبجديَّة(1979-2004، 26 كتابًا، أكثر من ألف صفحة)، بدأ سيليمان العمل علي مشروع أكثر طموحًا أطلق عليه اسم كون عام 2005. لا يُعرف سوي القليل عن تلك القصيدة ذات الثلاثمائة وستين مقطعًا، رغم ما كشف عنه ناشر أول مجلدات السلسلة من أنّ المشروع بأكلمه يتطلّب 300 عام للانتهاء منه(بالنظر لعمر سيليمان الحالي، 70 عامًا، يرجح أن يؤلِّف وحده القصيدة بأكلمها.) حمل المجلّد الثالث المنشور عام 2014، مفصحًا عن مشروع الدرجة خمسة وأربعين، عنوان: ضد الشعر المفاهيمي، وهو ما ربّما كان هجومًا حادًّا ضد كينيث جولدسميث وآخرين، أو ربّما ضد القصيدة المفاهيميَّة ذاتها. مخطوطة فوينتش. كتاب عجيب مزوّد برسوم توضيحيَّة اُتفق علي أنّه يعود إلي جنوبايطاليا أوائل القرن الخامس عشر، وأنّه يحمل اسم بائع الكتب البولندي الّذي اشتراه عام 1912. الكتاب مكتوب بلغة لم يتمكّن أحد إلي اليوم من قراءتها، وربّما كان عملا ينتمي إلي المستقبل. إنّ كافة المساعي لفك شفرة مخطوطة فوينتش انتهت بالفشل، وقد دفع هذا الفشل للزعم بأنّ الكتابة عقيمة، أو تخفي معنيً بين رموز أغلبها بلا معني(رغم ما طرحه التحليل الاحصائي من أنّ العلامات داخل المخطوطة تتوافق مع مثيلاتها الموجودة باللغات العاديَّة.) وعلي الرغم من تعذّر قراءتها بالوقت الحالي، فإنّ الكتاب ألهم العديد من الروايات المعاصرة، فضلًا عن مقطوعة موسيقيَّة كلاسيكيَّة معاصرة اسمها شفرة مخطوطة فوينتش. صدرت طبعة مصوّرة من المخطوطة في فرنسا عام 2005، وهناك ناشر اسباني يسعي حاليًا لإصدار 898 نسخة مقابل عشرة آلاف دولار للنسخة الواحدة. منزل في شارع اكلس. إليزابيث كوستلو. مراجعة نسويَّة لرواية عوليس لجويس، تكتبها الروائيَّة الجنوب أفريقيَّة إليزابيث كوستيلو، يشير اسمها إلي العنوان(7 شارع اكلس) حيث يخبرنا جويس أنّ موللي بلوم تعيش برفقة زوجها ليبولد. في كتابه "إليزابيث كوستيلو"، يصف لنا ج.م.كويتزي كيف تنتصر كوستيلو(التي تحمل هيبتها وجنسيتها وعمرها تشابهًا مذهلًا مع كويتزي) بإعادة الحكي هذه لرواية جويس عوليس من منظور موللي بلوم. لا يمنحنا كويتزي إشارات أخري لمحتويات هذا الكتاب، ولا للسبب الّذي لأجله اختارت كوستيلو مراجعة جويس بهذه الطريقة(عدا نسويتها الواضحة وجمالياتها المابعد حداثيَّة.) نستطيع تصوّر كتاب كوستيلو أنّه مراجعة تخريبيَّة مابعد حداثيَّة لنص أصلي كنسي، تمامًا كما فعل كويتزي نفسه سابقًا مع كافكا (الفصل الأخير من كوستيلو) ودوستويفسكي(سيد بطرسبرج) وديفو(فو) وربّما السيد المسيح نفسه(طفولة السيد المسيح، وأيامه بالمدرسة.) عمل بلا عنوان مرفوع إلي الانترنت. كورين أمين الأرشيف. عمل ساحر ومقبض بشكل مذهل اكتشفه أمين أرشيف مغمور داخل أرشيف غامض. قدّم كرازناهوركاي وصفًا لهذا الكتاب في كتابه "حرب وحرب"، حيث يصفه المؤلِّف كأكثر مخطوطة مذهلة وغريبة ضاعت منذ زمن بعيد. حين يعثر عليها كورين يصيبه الابتهاج الغامر فيكرّس حياته(القصيرة جِدًّا) لرفعها إلي الانترنت من أجل تنوير البشرية كلها. هكذا تجري الحدوتة: يكتشف كورين، البيروقراطي المتواضع، يومًا هذا الكتاب داخل أرشيف ضخم وسرعان ما يتملّكه هوس حيويَّة وأهمية الكتاب الواسعتين، وهما ما يرغب في الحفاظ عليهما للأبد بوضعهما علي الشبكة العنكبوتيَّة. يبدو أنّ كورين قد نجح، كما يسجِّل كرازناهوركاي حيث نصادف الرواية في "حرب وحرب"، لكن للأسف(وكما هي العادة دومًا) يبدو أنّ محتويات نطاق الويب قد أزيلت. هكذا، عند هذه النقطة لا نملك إلا وصف كرازناهوركاي للكتاب، الّذي يضم: كانت المخطوطة تهتم بشيء واحد فقط، وهو أنّ الواقع اُختبر حدّ الجنون. و: لكن الحقيقة أنّ كل هذه ما هي إلا أجزاء من عبارة شديدة الاستحواذ، شيطانيَّة، رهيبة، تضربك، هكذا تبدأ من نقطة، ثمّ تأتي نقطة ثانية وثالثة، ثمّ تعود العبارة إلي النقطة الأولي، وهكذا، من ثمّ لا تفتأ رجاءات القارئ تتوالي... فيعتقد أنّه متعلِّق علي نحو ما بالنصّ، صدقني حين أقول، كما قلت مسبقًا... أنّ المخطوطة بأكملها غير قابلة للقراءة، محض جنون!!! يبدو أنّ ملاحظة أنّ تلك الأوصاف يمكنها أن تصف جيدًا عملًا لكرازناهوركاي نفسه، شيئًا لا مسوغ له وضروريًّا في آن. النبتة. ستيفن كنج. رواية مسلسلة لم تتم، كتبها ستيفن كنج، كان يُفترض أن تدور حول مؤلِّف يرسل نبتة زاحفة لمحرره الأدبي. لقد أرسل كنج دفعات من هذا الكتاب إلي أصدقائه بين عامي 1982 و1985 كهدايا في الكريسماس، لكنه توقّف عن كتابة الرواية بعدئذ. عام 2000، استأنف العمل بها ككتاب علي الانترنت يمكن شراء أجزاء منه نظير دولار للجزء الواحد بنظام الثقة. كان كنج قد هدد بتوقّف عن الكتابة وبيع الكتاب إذا قلّ عدد من يسددون السعر المتفق عليه عن خمسة وسبعين بالمائة من المشترين؛ ذلك أنّه بدا وكأنّه يُشير بشهامة للخطورة المتمثّلة في قدرة التقانات المرتبطة بالانترنت علي السيطرة علي صناعة النشر. لسوء الحظّ(وما لا مفر منه) لم يتجاوز العدد عتبة الخمسة والسبعين بالمائة، وكفّ كنج عن إصدار الكتاب. لكن لحسن حظّ كنج، نُقل عنه أنّه حقق نصف مليون دولار من التجربة الفاشلة، عقب إصدار ستة أجزاء خلال ستة أشهر قبل أن يتوقف نهائيًّا. دعوات مستجابة. ترومان كابوتي. (رواية أخيرة لم تكتمل لترومان كابوتي، استمد عنوانها من نص شهير للقديسة تريزا: إنّ الدعوات المستجابة تثير من الدموع أكثر مما تثيره الدعوات التي لم يُستجب لها.) علي الرغم من توقيع كابوتي عقد هذا العمل سنة 1966، وأنّه لم يتوف إلا بعدها بعشرين عامًا 1984، إلا أنّه لم يتمكّن من مواصلة التقدّم في هذا المشروع الهائل، الّذي ادّعي إمكانية مقارنته برواية بروست البحث عن الزمن المفقود. مع ذلك، نجح في انتزاع قدر معقول من المقابل المادي لقاء إخفاقه: كان عقده الأول عن كتاب "صلوات مستجابة" جيدًا وتلقي مقدّمًا خمسة وعشرين ألف دولار، تلتها سبعمائة وخمسين ألف دولار من عقد وقّعه عام 1969(توازي حوالي خمسة ملايين دولار عام 2016.) بعدها حصل علي مليون دولار إضافيَّة جرّاء اتفاق يقضي بانتهائه من الكتاب بحلول عام 1981. نُشرت ثلاثة فصول من الكتاب بمجلّة اسكواير خلال السبعينات، وتوجد طبعة للنص المنقوص نُشرت بعد وفاته عام 1987 . بومة في ضوء النهار. فيليب ك. ديك. (مشروع نهائي غير مكتمل لفيليب ك. ديك.) بحسب بعض التقارير، ادعي ديك أنّ "ضوء النهار" هي نسخته الخاصّة من "يقظة فينيجان"، فيما نقلت تقارير أخري(ربّما متطابقة) أنّ هذا الكتاب ربّما ألّف بين أفكار لبيتهوفن بوصفه نابغة البشرية الأكثر سطوعًا مع رؤي للفردوس علي أنّه حمّام نور. وناقشت تقارير أخري فكرة أنّ المصدر الحقيقي لهذا الكتاب هو الكوميديا الإلهية لدانتي، أو أنّ الحكاية تنطوي علي أفكار بشأن النقلة النوعيَّة في التطور الانساني التي فرضت مفاهيم جديدة للواقع. وتكثر الملخصات عن حبكة الرواية، لكنها عمومًا تشمل أشكال أرفع من الحياة و/أو كائنات شبه إلهيَّة، وقد اكتشف القليل الّذي يُمكن قوله بشأن البومة من إشاعة وبعض الرسائل التي كتبها ديك. ومن أجل إضفاء مزيد من الارتباك، نشرت زوجة الكاتب السابقة نسخة من الكتاب زعمت أنّها تعكس فهمها للمشروع، لكنها منعت من التداول في حينها. ربّما يكون العنوان إشارة إلي عجزنا عن استيعاب عمانا. صديقي كيو. فيفيان داركبلوم. سيرة (أو ربّما رواية؟) مادة غير مُحددة، مع أنّ عنوانها يصوِّب أنظارنا بصورة جذّابة تجاه ثيمة رفيق المؤلِّفة، رجل غريب، كيو، غالبًا ما يزورها ولديه ميل نحو النساء الصغيرات. من المغري معرفة المزيد من التفاصيل عن حياة كيو، خاصة وأنّ الدليل الوحيد الّذي نمتلكه علي ما مارسه من نشاط كتبه كيو نفسه. (ما يكتبه الناس عن نفسهم، حتّي في أفضل الأحوال، موضع شكّ ولو بسيط، وفي حالة كيو فهو شكّ كبير.) المثير للفضول أنّ حروف اسم فيفيان داركبلوم، يُمكن إعادة تهجئتها لتصبح، فلاديمير نابوكوف. جلد. شيللي جاكسون. رواية قصيرة نشرتها جاكسون من خلال وشم كلماتها فوق الأجساد البشرية(مِمَن اتيح لهم قراءة النصّ كاملًا حصريًّا.) عمل قراءته بالغة الصعوبة تحت أي ظرف، لكنه أيضًا عمل إلي فناء ولد عام 2002، ومقدّر له الزوال والضياع بمرور الزمن. من غير الواضح ما إذا كان قد اكتمل، وإن كان، فمن غير الواضح أيضًا ما إذا كان أحد المشاركين قد كفّ عن القيام بدوره كأحد حملة الحكاية، حتّي النهاية. كوّة. خوسيه ساراماجو. أولي روايات ساراماجو، كتبها في الأربعينات واعتبرت مفقودة حوالي أربعين عامًا، إلي أن عُثر عليها أخيرًا بين أوراق ناشر كان ساراماجو قد دفع بها إليه منذ زمن بعيد. بعد العثور علي الرواية بعد فترة كبيرة من تحوّل ساراماجو إلي كاتب عالمي واسع الشهرة، اختار ساراماجو عدم نشرها، فمكثت الرواية في الأدراج عشرين عامًا أخري. أحيانًا كان يُطلب من المؤلّف نشرها، لكنه كان يكتفي بالردّ: لن تنشر خلال حياتي. كان علي حقّ، فبعد وفاته بأربع سنوات، خرج الكتاب إلي النور، وسرعان ما تُرجم إلي الكثير من اللغات. عن ليتراري هب ولوس أنجلوس ريفيو أوف بوكس.