اشتهرت مصر، وبخاصة في العصور الرومانية بأنها سلة الغلال في العالم، فقد كان إنتاج مصر من القمح هو الغذاء الرئيسي للإمبراطورية الرومانية كلها، لذلك ارتبطت العديد من الآثار الرومانية في مصر بتخزين الغلال، ومن هذه الآثار المهمة مدينة »أم الأثل» بمحافظة الفيوم، التي بناها الرومان في القرن الثالث قبل الميلاد، وتعاقبت عليها العصور، لكن المدينة ظلت محافظة علي أهميتها التاريخية حتي أعاد الايطاليون اكتشافها ضمن إحدي البعثات العلمية. تقع مدينة »أم الأثل» في الركن الشمالي الشرقي من محافظة الفيوم مساحتها 119 فدانًا، وازدهرت في العصر اليوناني الروماني، وبها معبد للإله سوبك الذي كان يرمز له بالتمساح وتم العثور بها علي بعض المنازل بحالة جيدة، والمدينة انشئت في القرن الثالث قبل الميلاد، وعثرت البعثات التي عملت بها علي أوراق من البردي باللغة اليونانية كما اكتشف بها مخازن للغلال وبقايا منزل يعود للعصر البطلمي وبقايا معابد في مدينة باكخياس القديمة الموجودة في أم الأثل. يقول أحمد عبدالعال مدير عام منطقة آثار الفيوم السابق إن المدينة اسمها الحقيقي باكخياس ويرجع سبب تسميتها بأم الأثل إلي وجود نبات طبيعي بكثرة بهذا الاسم فسميت باسمه وتقع في قرية جرين بمركز طامية ويلقبها الأهالي بقرية جرين أم الأتل بالتاء علي الرغم من أنها أم الأثل بالثاء، وتضم معبدا من الطوب اللبن وتبعد 8 كم شرق كرانيس بكوم أوشيم وبها بقايا معبد يوناني قديم كانوا يعتبرونه مركزًا للوحي والنبوة . ويشير عبدالعال إلي أنه تم اكتشاف مخازن للغلال ترجع للعصر اليوناني الروماني بالإضافة إلي منزل يرجع للعصر البطلمي وذلك أثناء أعمال المسح الأثري التي قامت بها بعثة جامعة بولونيا الإيطالية في المدينة، لافتا إلي أن نتائج أعمال التنقيب الأثري والدراسات المبدئية لمخازن الغلال أوضحت أن المخرن الأول الذي يرتفع عن مستوي سطح البحر حوالي 22.5 م ويقع في أقصي الجانب الشرقي لكوم أم الأثل في اتجاه المقابر الحديثة للمسلمين يرجع للعصر الروماني »30 ق. م- 337م» وهو عبارة عن مبني رباعي الأضلاع يبلغ طوله 35 متراً وعرضه 32 متراً أما سمك حوائطه فيبلغ 140 سنتميتراً ويحتوي المبني من الداخل علي مجموعة من صناديق التخزين صفت في صفوف متوازية. ويضيف عبدالعال أن هذه المدينة تعتبر أفضل المواقع الأثرية في مدخل مدينة الفيوم ومن المرجح أن هذه المدينة كانت في طي الكتمان حتي قامت بعثة أثرية في عام 1896 برئاسة جرانفيل وهونت وهوجارت بعمل حفائر بها ثم تعرضت للتخريب حتي قام المجلس الأعلي للآثار بضمها عام 1970.. ويوجد عليها حراسة مشددة لقربها من موقع السكان.