شنت القوات العراقية والمقاتلون الأكراد (البشمركة) أمس هجوما جديدا علي مناطق يسيطر عليها تنظيم »داعش» في محيط الموصل، في إطار الحملة لاستعادة ثاني مدن العراق من التنظيم. وهاجمت القوات الكردية مدعومة بضربات من التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة قري بالقرب من بعشيقة. وقال قائد عسكري عراقي إن قوات مكافحة الإرهاب شنت هجوما لاستعادة السيطرة علي ناحية برطلة التي تبعد 15 كلم من حدود مركز مدينة الموصل التي شهدت مقاومة شرسة من قبل التنظيم. وأعلنت العمليات المشتركة »مقتل 18 إرهابيا بينهم القائد العسكري لمنطقة بطنايا ضمن المحور الجنوبي، بواسطة مدفعية الفرقة 16». من جهتها، أعلنت قيادة عمليات تحرير نينوي »تحرير قرية الخالدية وعين مرمية وطوقت قرية الصلاحية في المحور الجنوبي في الجانب الشرقي لنهر دجلة». كما تمكنت قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية من الوصول إلي تقاطع ناحية الشوري من القاطع الجنوبي للموصل وفرضت سيطرتها عليه. وقالت العمليات المشتركة: إن »القوات تمكنت من قتل 37 إرهابيا وفجرت أربعة سيارات يقودها انتحاريون، وأزالت أربعين عبوة ناسفة». وأكدت قيادة البشمركة في بيان إن »عملية واسعة النطاق أطلقت شمال وشمال شرق الموصل».. وقال الجنرال عزيز ويسي، قائد القوة الخاصة للبشمركة »زيرفاني» أن الهدف المباشر للعملية هو قطع بعشيقة عن الموصل. من جانبها، قالت القوات الكردية أن العملية تجري علي ثلاث جبهات »وتهدف إلي إحكام الطوق» حول التنظيم في الموصل. وفي المحور الجنوبي هرب عشرات من الرجال والنساء والأطفال من قرية المدراج الواقعة جنوب الموصل قسما منهم علي الأقدام وآخرون علي متن سيارات، وتدقق قوات الأمن وثائق النازحين عندما يصلون إلي خطوط التماس ويبدأون بعمليات تفتيش للتأكد من أنهم لا يحملون متفجرات. ويتوقع العميد الركن قصي كاظم حميد قائد فرقة التدخل السريع أن يزداد عدد النازحين بالتزامن مع اقتراب القوات العراقية أكثر إلي المناطق المأهولة بالسكان. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أن القوات العراقية تتقدم »بأسرع مما هو متوقع» في معركة استعادة مدينة الموصل من »داعش». وقال العبادي عبر الفيديو من بغداد بمناسبة افتتاح اجتماع في باريس تشارك فيه دول عدة حول المستقبل السياسي لثاني مدن العراق، إن القوات العراقية »تتقدم بأسرع مما كنا نتوقع ومما خططنا له» في اتجاه الموصل، بينما حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند من فرار عناصر التنظيم من الموصل في العراق إلي الرقة في سوريا في ظل الهجوم الذي تشنه القوات العراقية. وقال أولاند لدي افتتاح اجتماع رفيع المستوي في باريس لدرس مستقبل الموصل السياسي »علينا أن نتحرك علي أفضل وجه علي صعيد ملاحقة الإرهابيين الذين بدأوا مغادرة الموصل للوصول إلي الرقة»، مضيفا: »لا يمكن أن نقبل بانتشار الذين كانوا في الموصل».