ميت رومني منافس باراك أوباما في انتخابات عام 2012، قال في حفل عشاء بحضرة عدد من الصحفيين: " أنا واثق أن 47 % فقط سيصوتون لأوباما، إنهم تلك الفئة التي تتهرب من دفع الضرائب"، وكانت كلمات رومني سبباً مباشراً في فوز أوباما بفترة رئاسية ثانية بعدما اتهم ما يقرب من نصف الأمريكيين ضمنا بأنهم لصوص يتهربون من دفع الضرائب. - في 1976 أطلق جيرالد فورد تصريحاً غريباً لا يصدر إلا عن شخص جاهل سياسياً في خضم حملته الانتخابية أمام منافسه جيمي كارتر، وكان مفاده : " لا يمكن القول بأي حال من الأحوال إن أوروبا الشرقية واقعة تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي". وكانت النتيجة الطبيعية أن كارتر أصبح سيد البيت الأبيض. - أما اليوم فإن دونالد ترامب يتحدث أمام عدسات القنوات عن الجنس، ويحتقر النساء وتحاوره مذيعة فيشير للجمهور بأنها تعيش فترة الحيض، ويطلق بذاءاته علي الأمريكيين السود وذوي الأصول اللاتينية وعلي الكتاب والصحفيين والمفكرين، ويتفاخر بسادية بغيضة بأنه يمكنه انتزاع الأجهزة التناسلية لأي امرأة يضاجعها دون ملاحقة قانونية - هيلاري تفوقت علي ترامب في المناظرات التلفزيونية بينهما وظهرت أكثر اقتداراً.. هذا صحيح فعلا، ولكن بمعيار الساسة والمثقفين، ولكن هيلاري تستخدم تقريباً نفس خطاب زوجها في التسعينيات: يجب توسيع الطبقة المتوسطة بشكل أفقي وبالتالي نقلل من مستويات الفقر. غير أنها لا تدرك أن التسعينيات كانت بداية عصر العولمة التي لم تُفد سوي الصين فعلياً، وفي ذلك الوقت كانت فرص الاستثمار عظيمة جدا بالنسبة للولايات المتحدة في دول أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وهو ما لم يعد قائماً. أما ترامب فيستخدم خطاباً مفهوماً بشكل أكبر عند رجل الشارع: اتفاقيات التجارة الحرة التي وقع عليها بيل زوج هيلاري مع المكسيك وكندا هي سبب تدني أجرك، وبسبب سياسة الضرائب المرتفعة لذلك الأسود (أوباما) علي أصحاب رءوس الأموال فإن الشركات تفتح في المكسيك وكندا والعامل والموظف المكسيكي هو المستفيد وليس أنت أيها المواطن الأمريكي، وأول ما سأفعله هو إلغاء هذه الاتفاقيات وبالتالي سوف يمتلئ جيبك بالورقة الخضراء.