تحدثت الأسبوع الماضي عن مرارة الهزيمة وحلاوة النصر، وكيف وصل بنا الحال إلي درجة أن الزعيم خرج ليعلن مسئوليته عما حدث وأنه سيتنحي وينضم لصفوف الجماهير، إلي أن استيقظنا صباح يوم علي صوت القراء يدوي في مساجد مصر ليعلنوا نبأ وفاة الزعيم، لدرجة أننا ظللنا نبكي الزعيم حتي في المدارس علت ذراعنا الشارة السوداء ورددنا (ابكي ابكي ياعروبة علي اللي بناكي طوبة طوبة) وسقفي سقفي يا سادات علي اللي بنا السد ومات، وما أن استيقظ الشعب بعد وداع زعيمه أحس بالمرارة أكثر لأن في كل يوم يتسرب إليهم أنباء ما فعله العدو بجنودنا وقتل أسرانا احياء فيغلي الدم في عروقه كلما أرادت إسرائيل أن ترسل لهم برسائل بأنها الجيش الذي لايقهر وتبدأ بمناوشات جنودنا والاعتداء علي أهلنا في فلسطين والتنكيل بهم، ويثور الشباب في وجه القائد متي نرفع رؤوسنا وتخرج المظاهرات تطالب بالثأر، وحكمة القائد أن يجلس لأبنائه ويتحاور معهم وينقلها لنا تليفزيوننا المصري لأنه قال ننسي الماضي وأعاهدكم علي المكاشفة والصراحة، وكانت حالة اللا سلم واللا حرب ظل القائد يخطط ويدرب أبنائه ويبث فيهم الأمل ويعلنها صراحه أن يدي وحدها لاتستطيع فعل شيء، وما أن حانت اللحظة حتي نال عدونا مايريح صدورنا لسنا كمصريين وحدنا بل كعرب لأننا ايقنا أن وحدتنا سر رعب عدونا وجاء النصر مع الإيمان بالله والتخطيط والعمل فتحية لشهدائنا جميعا وتحية لجنود وطن عربي أعطي لعدوه درسا لن ينساه وتحية لقائد تحمل شعبه وآمن بربه وبقضيته حتي أتاه نصر الله، فيارب تعود لنا وحدتنا حتي نرهب أعداءنا وان كانوا كثيرا أما عن إطلاقه لكلمة العدو اللدود التي يستخدمها الكل لأنه يعرف أن أطماعه كبيرة وأنه يعد عدته ليوم يستطيع فيه إبادة كل العرب، وإن كان بدأ الحرب من زمن ببث الفرقة بالتعاون مع البعض وإيجاد مصالح مشتركة وتجارة متبادلة بينه وبين بعض الشعوب العربية، إلا أننا نخشي ما نخشاه أن يأتي جيل يري العدو صديقا وينسي أرضه وعرضه ودم شهدائه، هم لاينسون ويعدون جيلا زرعوا فيه الكراهية لكل ما هو عربي، أدركتم لماذا حلاوة النصر؟