شعرت الفنانة زوزو ماضي بالموت يحاصرها من كل مكان، وهي تستقل أحد سيارات التاكسي، متوجهة إلي الأستوديو لتصوير أحد أعمالها. علت وجهها علامات الدهشة والاشمئزاز عندما نفذت رائحة غريبة إلى أنفها، وقبل أن تثقل رأسها بالتساؤلات فوجئت بدخان كثيف كاد أن يصيبها بالاختناق، وفي لمح البصر أطلقت صرخات مدوية، بعد أن وقعت عيناها على النيران تلتهم المقعد الذي تجلس عليه خلف السائق وامتدت إلى ملابسها، وأصبحت بين قاب قوسين أو أدنى من موت محقق، حاولت فتح باب التاكسي الذي يقوده السائق بسرعة خاطفة، ولم ينتبه لصرخاتها حيث الحاجز الزجاجي بينها وبين السائق كان مغلقاً. ازدادت دقات قلبها وعلت صرخاتها، وأمسكت بمقبض الباب في محاولة للقفز، بعد أن تطايرت ألسنة اللهب والدخان خارج السيارة، تنبه السائق إلى إشارات المارة الذين علت وجوههم الدهشة أيضاً، ووقف في الحال. هرول الجميع وسارعوا في إنقاذها وإطفاء النار المشتعلة في ملابسها، وفقدت النطق ولم تشعر بشيء ووقعت مغشياً عليها. تصادف وجود أحد الأطباء الذي نجح في إفاقتها، وأخذت تتحسس جسدها خشية أن تكون أصيبت بتشوهات، وطلبت من المارة إطلاق صراح السائق الذي تحفظوا عليه، وقامت بإعطائه 25 قرشاً، ورفضت إبلاغ الشرطة وتحرير محضر بالواقعة، وتطوع سائق آخر بتوصيلها إلى الأستوديو، وأشعلت سيجارتها وبلسان حال تقول "الحمد لله لقد خشيت أن يتشوه جسدي". الأخبار في 15/9/1955