أن توجد مدارس علي أرض مصر لاتخضع للمناهج المصرية ولا سيطرة لوزارة التعليم عليها..أمر غير مقبول.. ولكن لأننا نعاني من الضعف والتخاذل والتراجع في مستوي التعليم فقد أصبح لدينا سوق مفتوح لكل أنواع التعليم في العالم.. أمريكي،إنجليزي،فرنسي،ألماني،ياباني،هندي،باكستاني.. ومن كل شكل ولون.. دون أي صبغة وطنية ودون إشراف مصري ودون حتي مراجعة للمناهج ولو من باب العلم بالشئ والنتيجة الطبيعية أن نجد مناهج مدرسية يتم تدريسها علي أراضينا ولأطفالنا تؤكد علي انتصار إسرائيل في حرب أكتوبر !! بما يهدم كل الثوابت الوطنية وكل ماتعلمناه وعلمناه لأبنائنا عن الحرب والنصر والكرامة التي ضاعت في 67 واسترددناها في 73 وبطولات الجنود والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم.. والشعب الذي تحمل وعاني حتي تحقق النصر واسترددنا الأرض والعرض والشرف والكرامة. إن كانت مناهج مثل هذه المدارس تمثل مصيبة وكارثة.. فالمصيبة الأكبر هي تبادل الاتهامات بين التعليم والخارجية بمن له الولاية عليها فبينما يؤكد المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية أن التربية والتعليم هي المختصة وإن المدارس التي تتبع السفارات الأجنبية كالأمريكية والفرنسية تعتبر جزءا من السفارة الأجنبية، وأنهم بدأوا يبحثون في مسألة مناهجها بشكل تفصيلي. ولكن الخارجية لا تملك أي ولاية علي المناهج لأنها تخضع لقواعد عامة منظمة لها، مطالبا جميع أولياء أمور المدرسة التي زعم فيها أن إسرائيل هي التي انتصرت بحرب أكتوبر بتقديم شكوي وسوف يتم بحثها وأنه لا يوجد توثيق لهذه المزاعم حتي الآن.؟! أما التربية والتعليم ممثلة في بشير حسن، المتحدث باسم الوزارة والذي أقدر صراحته وشجاعته فيقول إن المدرسة تتبع السفارة الأمريكية ولا توجد وصاية أو إشراف لنا عليها وهي لا تدرس المناهج المصرية وربما يكون بها طلاب مصريون لكنهم يحملون الجنسية الأمريكية.. ولا علاقة لهم بالإدارة التعليمية في مصر ولا يحق لهم الالتحاق بالجامعات المصرية..وهو يعترف بأن لدينا أزمة في المدارس التجريبية وأن هناك 15 ألف تلميذ »كي جي» بلا أماكن..وأن الأزمة ستزول مع بداية العام الدارسي القادم،وهو تصريح نقرأه كل عام.. ويظل أولياء الأمور حائرين بأبنائهم ولاتوجد أمامهم أي فرصة سوي سوق التعليم المفتوح.. والذي تتزايد أسعاره عاما بعد عام ويلجأون إليه مضطرين لذلك فهذه المدارس يوجد بها أطفالنا من المصريين.. وليس أبناء الجاليات الأجنبية فقط.. وحتي لو كانت مخصصة لهم فمن حقنا أن يحترموا ثوابتنا.. إلي متي سيظل تاريخنا حائرا بين الخارجية والتعليم؟