54 جنيها توقف قرارات »التشميع» في الإسكندرية.. والمنازل تتحول إلي »أوكار» في الوادي الجديد وبني سويف علي الرغم من إعلان 17 محافظة خالية من مراكز الدروس الخصوصية، إلا أنه مع الساعات الأولي للعام الدراسي الجديد، تحول هذا الإعلان إلي حبر علي ورق، فقد عادت العديد من تلك المراكز إلي العمل واستقبلت آلاف الطلاب، سواء بموافقة المحافظين الذين رضخوا لضغوط أولياء الأمور، أو بشكل غير رسمي من خلال افتتاح مراكز غير مرخصة بعيداً عن أعين الرقابة. في المقابل شهدت نسب الغياب بالمدارس ارتفاعا ملحوظا خلال الأيام الأولي للعام الدراسي، وبدت الفصول خاوية علي عروشها، بينما عاد الإقبال إلي العديد من مراكز الدروس الخصوصية. الغريب أن وزير التعليم شهد واقعة حضور 3 طالبات فقط في مدرسة المعادي الثانوية بنات بالمعادي خلال زيارته الميدانية لمتابعة أول أيام الدراسة بمحافظة القاهرة، واكتفي بالتحذير من الفصل. »الأخبار» رصدت المشهد من داخل الفصول وهي خاوية علي عروشها، وعلي الجانب الآخر رصدت عددا من سنترات الدروس الخصوصية في القاهرة وهي كاملة العدد، وتعمل منذ التاسعة صباحا وحتي التاسعة ليلا، وتشهد زحاما شديدا، وحرصا غريبا من الطلاب علي تلقي العلم وسط كل هذا الحشد الذي يتجاوز 200 طالب في القاعة الواحدة، بلا أي شكوي من الزحام . حالات غياب كثيرة في مدارس القاهرة والجيزة، خاصة في المعادي والخليفة وعين شمس والهرم، حيث خلت المقاعد من طلابها في اليوم الثالث للدراسة إلا من القليل، واشتكي الطلاب من غياب المدرسين . وزارة التعليم من جانبها أطلقت مبادرة »محافظة خالية من الدروس الخصوصية»، وشارك المحافظون في تفعيلها، إلا أن العمل مازال علي غير المستوي المرجو منه، ورجال الضبطية القضائية في وزارة التعليم وكل مديرياتها في المحافظات يصطدمون بأكبر العقبات وهي وجود سنترات دروس خصوصية مرخصة من وزارة التضامن الاجتماعي عن طريق الالتفاف علي القانون، وإنشاء جمعيات خيرية تسمح بتأسيس مراكز تدريب ثم تتحول إلي سنترات دروس خصوصية ضد القانون. ومن أمام سنتر التيسير في آخر شارع الهرم بالجيزة، يقول محمد السيد طالب في الثانوية العامة: »نعم» لم أذهب للمدرسة وجئت إلي السنتر لأن الفصل ليس به مدرس واحد يراعي الشرح الجيد للطالب، وكل المدرسين يعملون في الدروس الخصوصية طوال اليوم ويذهبون للمدارس »تقضية واجب»، وبالتالي فكل الطلاب يبحثون عن السنترات لفهم الدروس »بفلوسنا»، لأن وزارة التعليم غير قادرة علي ضبط أداء المعلمين داخل المدارس . كما رصدت الأخبار واقع مراكز الدروس الخصوصية في العديد من المحافظات، وتباين ردود الفعل بشأن قرارات إغلاقها، وتفاعل أولياء الأمور مع البدائل التي تم طرحها لتلك المراكز. ففي الفيوم، شهدت المحافظة تراجعا رسميا عن قرار إغلاق مراكز الدروس الخصوصية، فقد تم تنفيذ القرار لبضعة أيام قبل أن يرحل المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم عن المحافظة في حركة المحافظين الأخيرة وتم إغلاق نحو 40 مركزا للدروس الخصوصية بالفيوم، وهو ما اثار غضب أولياء أمور الطلاب الذين أكدوا ان هذا القرار تم بدون دراسة وبدون ايجاد البديل، وبدأت اعتراضات من أولياء الأمور والطلاب علي القرار، حتي اجتماع المحافظ الجديد د. جمال سامي مع المعلمين وأولياء الأمور وتم الاتفاق علي عمل تلك المراكز المرخصة فقط بعد انتهاء اليوم الدراسي، وحذر المحافظ من العمل فيها وقت اليوم الدراسي لحين التوصل إلي آلية لإغلاقها أو تسييرها بشكل مقنن. ولم يختلف الوضع كثيرا في محافظة الغربية، التي عادت فيها مراكز الدروس الخصوصية إلي العمل، وبخاصة المراكز الخاصة بالثانوية العامة، في الوقت الذي تصاعدت فيه مطالب أولياء الأمور والطلاب بإعادة النظر في قرار إغلاق تلك المراكز حرصا علي مصلحة الطلاب، مؤكدين أن المدرسة لم تعد تقدم أية خدمة تعليمية تذكر، وأن مراكز الدرس الخصوصية حلت محلها في العملية التعليمية، وأن المدرسين لا يهتمون بتقديم الشرح في الحصص المدرسية علي عكس أدائهم في مراكز الدروس الخصوصية. من جانبها أكدت فريدة مجاهد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، أن المديرية قامت بتنفيذ الضبطية القضائية لمحاربة ظاهرة الدروس الخصوصية، والقضاء عليها قبل بداية العام الدراسي الجديد. وأشارت إلي انه تم بالفعل إغلاق 23 مركزا للدروس الخصوصية بدائرة حي ثان مدينة طنطا، وتم حصر 20 مركزا بمدينة المحلة الكبري، وجار اتخاذ اللازم قانونيا لغلقهم، كما أنه جار حصر المراكز بالتنسيق مع الأحياء والمدن. وفي المنوفية بدأت مديرية التربية والتعليم بالتنسيق مع الاجهزة الأمنية حصر أهم تجمعات مراكز الدروس الخصوصية بمراكز المحافظة تمهيدا لاغلاقها وتشجيع المجموعات المدرسية للطلبة والطالبات. وأكد د. هشام عبدالباسط محافظ المنوفية انه شدد علي ضرورة المرور الأسبوعي علي المدارس وعدم التواني في غلق مراكز الدروس الخصوصية.. ومن جانبه اشار الدكتور عبد الله عمارة وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية إلي أن المحافظة بدأت في تنفيذ مبادرة » محافظتي خالية من الدروس الخصوصية» مشيرا إلي أن مجموعات التقوية ستكون بجميع مدارس المحافظة والبالغ عددها 2116 مدرسة. وفي بني سويف فوجيء الأهالي بتصريح وزير التعليم اثناء زيارته باعلان المحافظة خالية من الدروس الخصوصية مؤكدين أن هذا الكلام يخالف الحقيقة تماما حيث ان مراكز الدروس الخصوصية منتشرة بجميع مراكز المحافظة التي تحتوي علي أكثر من 200 مركز للدروس الخصوصية من بينها 100 مركز بمدينة بني سويف والباقي موزع علي كافة مراكز المحافظة السبعة فضلا عن المدرسين الذين يعطون الدروس بمنازلهم او بمنازل تلاميذهم وذلك بأسعار تصل الي 100 جنيه للمادة والدفع يتم مقدما من جانبه قال اللواء محمد كساب، عضو مجلس النواب إن تصريحات وزير التربية والتعليم عن أن محافظة بني سويف خالية من الدروس الخصوصية غير صحيح أو واقعي والحملة التي اطلقتها المحافظة من الممكن أن تكون بدأت في النجاح بشكل نسبي داخل »البندر» ولكن في القري والمراكز لا تلاقي أي نجاح. وفي الوادي الجديد تحولت منازل المواطنين والمدرسين إلي »أوكار» جديدة للدروس الخصوصية بعيدا عن أعين الرقابة، إذ تحايل المواطنون والمدرسون علي قرار إغلاق مراكز الدروس الخصوصية بتكوين مجموعات صغيرة لا يزيد عدد كل منها عن 6 طلاب يحصلون علي الدرس الخصوصي في المنازل، وهو ما يجعل مسألة الضبط والملاحقة أمراً مستحيلاً. من جانب اخر اكد مدير عام التعليم بالوادي الجديد ناصف انيس أن المحافظة خالية من (مراكز الدروس الخصوصية) وان تلك الظاهرة سيتم اعتبارا من الاسبوع القادم مواجهتها من خلال مجموعات التقوية للطلاب بالمدارس موضحا ان الطلاب سيختارون مدرس المادة لاعطائهم مجموعة تقوية فيها داخل مدارسهم. وفي الإسكندرية بدأت مديرية التربية والتعليم تنفيذ القرار مع اليوم الأول للعام الدراسي دون تهاون، الأمر الذي تسبب في حالة من الجدل بين أولياء الأمور. وفي سياق متصل أشار جمعة أنصاري ذكري وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية إلي أنه تم غلق 109مراكز تعليمية غير مرخص بمختلف أنحاء المحافظة منذ بداية العام الدراسي .. مؤكداً علي استمرار حملات المديرية المكثفة لغلق باقي مراكز الدروس تنفيذا لقرارات إغلاق 278 سنترا ومركز دروس خصوصية حتي الآن. وأشار ذكري إلي تحايل مسئولي مراكز الدروس الخصوصية علي القانون لإعادة فتحها مرة ثانية بعد تشميعها حيث يقومون بدفع 54 جنيهاً فقط في المحكمة مقابل إعادة فض الأحراز والشمع» .. بالرغم من أن فض الأحراز يجب ألا يتم دون معرفة الجهة الغالقة. وهي مديرية التربية والتعليم .. وقام العشرات من طلاب المدارس بالبحيرة أمس بالتظاهر أمام مبني المحافظة احتجاجا علي غلق مراكز الدروس الخصوصية، ردد الطلاب الهتافات المنددة بالقرار مطالبين المحافظ بوقف عمل اللجنة المشكلة من التربية والتعليم والمحافظة وأمن البحيرة، كما طالبوا بإيجاد حلول بديلة حرصا علي مستقبلهم. في المقابل نجحت محافظة البحر الاحمر في ان تكون من اولي المحافظات التي تنجح في السيطرة علي الدروس الخصوصية رغم الضغط الذي مارسة المدرسون بالامتناع عن إعطاء مجموعات مدرسية ومطالبة الاهالي بعدم منع الدروس الخصوصية الا ان اللواء احمد عبدالله محافظ البحر الاحمر نجح في انهاء تلك الازمة.. وأكد محمد الشيمي وكيل اول وزراة التربية والتعليم بالشرقية انه تم حصر جميع مراكز الدروس الخصوصية بالمحافظة وجار عرضها علي اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية لاصدار قرار بإغلاقها ومنح الضبطية القضائية لعدد من العاملين بالتربية والتعليم لتنفيذ هذا القرار.