في بيت أبي لم أجد الأمان، حضنه كان أشواكا تؤذي إنسانيتي وتهدد كرامتي! صديقة أمي حاولت استغلالي لإرضاء اشقائها وأصدقائهم، لم أجد غير الشارع أمامي، فلم أنجو ايضا من الطامعين في جسدي!.. هذه سطور من مأساة دينا التي تبدو شابة ناضجة لكنها في عرف القانون لاتزال طفلة او قاصرة.. اخبار الحوادث التقت دينا في أحد شوارع القاهرة القريبة من ميدان التحرير واستمعت الي تفاصيل وأسرار كثيرة تحتاج الي كثير من التأمل والحذر من الجميع في التعامل مع اطفالهم وأقاربهم. عندما بدأت دينا كلامها نفت ان تكون علي معرفة بعمرها ولكن من ينظر اليها يستطيع ان يحدد ان عمرها فهي في طور المراهقة صارت تعرف انها بدأت تدخل طور المراهقة بعد تغيرات بيولوجية علي جسدها. دينا كل ما تتذكره ان والدتها توفيت من 6 سنوات تقريبا والتاريخ معلوم لها لارتباطه بحدث رياضي حيث كانت مصر تنظم كأس الأمم وقتها كان حسب علمها ان عمرها في ذلك الوقت يقارب تسع سنوات يعني في النهاية نكتشف ان عمرها يقارب الخامسة عشرة وشقيقها الأكبر المحبوس حاليا في ادارة الاحداث يكبرها بثلاث سنوات. ومن بعد وفاة والدتها أصبح الشارع هو المأوي ، وأصبح جسدها النحيل فرصة للذئاب البشرية الجائعة للفوز بلحظة متعة وجسدها نهبا لذئاب الشوارع. ولان دينا تعيش بعقلية الطفلة كانت تبحث عن حضن دافئ فقد اصبحت تتردد علي جارة لهم، كانت تجد طعاما غير ملوث بتراب الشارع تعرف ان تدخل الحمام تحصل علي حمام مثل غيرها من البنات في عمرها، وكانت صديقة والدتها فعلا حنونة عليها ولكن ظهر الشياطين الذين لم يرحموا الصغيرة فقد لاحظوا ان جسدها صار يتشكل وتتفجر انوثتها. فكانت التحرشات بها ولكنها رفضت الاعتراف بها قالت مع نفسها ربما انهم يمزحون هم أكبر منها وبررت بأنها ترجمت حركاتهم بأسلوب خاطئ. ولكن ظنونها تبددت بعد ان أصبح الشك يقينا فقد كانت نائمة ذات ليلة في منزل صديقتها اثناء نومها كان الكابوس بعد ان وجدت شقيق صديقة والدتها يشاركها الفراش ويتحسس جسدها، في البداية ظنت انه يريد شيئا بسيطا ويرحل إلا انه اراد ممارسة المتعة معها حاولت ان تقاوم ولكنه استطاع السيطرة عليها ونجح في الفوز بساعة المتعة لم تفلح دموعها في ان يتراجع عن سلوكه الشيطاني.. في الصباح خرجت والدموع تتساقط من بين اهداب عيونها وتحاول أن تخفي سرها، وليس هناك شخص تروي له حقيقة ماحدث. دخلت الي حمام كنسية في شارع 26 يوليو كانت تستحم فيها باستمرار وتجردت من ملابسها وأصبحت تنظر إلي جسدها وتتذكر ماحدث في الليلة السابقة. ولان عمرها صغير لم يترجم الحقيقة التي حدثت فعلا اردت ان تنسي، في ذلك اليوم قابلها شقيق صديقة والدتها واعتذر لها وقال انه لم يعرف لماذا حدث منه هذا السلوك ووعدها بعدم تكرار ماحدث مرة أخري. في نفس الوقت طلب اخفاء السر وعدم أخبار شقيقته بما حدث، ورغم اعتذار الشيطان لها إلا انها لم تذهب الي منزل صديقة والدتها لانها كانت لديها المفاجأة ان والدها حسب كلامها يختلف كثيرا عن الذئاب الطامعة في جسدها، في أول ليلة تقضيها معه وجدته يتحسس جسدها، لمساته لم يكن هدفها ان يشعرها بحنانه بل كان الهدف منها ان يفوز بلحظة متعة من جسدها النحيل! دموعها نجحت ان تجعل والدها يتراجع عن سلوكه الشيطاني ومع اول ضوء من صباح اليوم الجديد كانت بالقاهرة مرة اخري وهي لاتصدق مايحدث لها في ذلك اليوم التقت مع صديقة والدتها التي اصرت علي ان تذهب معها لم تعرف الهروب وبالفعل اقامت عدة ايام وكانت خلالها لم تعرف النوم ليلا. وتكرر ماحدث معها سابقا مرة اخري ولكن لم يكن واحد بل اعتدي عليها الاشقاء معا كانوا يقفون في طابور ومطلوب منها عدم الكلام هددوها بانها ممكن ان تقتل او تصاب لو فتحت فمها وصرخت صرخة استغاثة. وتكمل دينا انها في ذلك اليوم لم تعرف هل كانت مستسلمة ام تريد ان تجرب نفسها كامرأة ناضجة هكذا كان ينظر إليها مغتصبوها. وفي الصباح الباكر اخبرت احد الباعة الذي كان يجاور والدتها في شارع 26 يوليو فوالدتها كانت ماسحة احذية مشهورة بوسط البلد معظم زبائنها من المحامين والصحفيين أصر. وأصر البائع علي ان يذهب بها الي قسم الشرطة لتحرير محضر ولكن قسم الازبكية رفض تحرير محضر وهي تقسم للضباط بانها اغتصبت شعرت بإهانة كرامتها. لم يعد امامها سوي الشارع وراحت له واقسمت بأن تحمي نفسها بنفسها وعدم الثقة في أي شخص مهما كان: تعمل نهارا في بيع مناديل في الاشارات أو مساعدة بائع جائل وبعد العصر تحمل بعض ملابسها من حقيبة في أحد الاكشاك وتذهب إلي كنيسة قريبة لتحصل علي حمام ساخن يجعلها تشعر بانها تعيش في الكون كإنسانة. من أنا ؟! عندما طلبت من دينا ان تحدد مطالبها قالت لاتريد مالا لانها لا تشعر بأهميته قالت نفسي اعرف انا من ليس معي اي اثبات انا فتاة بلا ورق لو حصل لي أي مكروه لن تتحرك اي جهة للدفاع عني ارغب ان تكون لي بطاقة شخصية حتي اسم والدي أصبحت لا أعرفه ولا أريد! وتضيف الحلم والأمل في خروج شقيقي المحبوس لأعيش معه تحت سقف واحد ربما يكون هو الشخص الوحيد الذي أكون معه في أمان. الحلم الآخر ان اتعلم حرفة أعيش منها لا أود أن أكون متسولة أو إنسانة يتحكم الشارع في سلوكها.