عام مضى، على رحيل السائحون الروس من المنتجعات السياحية بمدينة الغردقة وباقى مدن البحر الأحمر السياحية، عقب حادث سقوط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ، ومنذ ذلك الوقت بدت المنتجعات السياحية بالبحر الأحمر، خاصة الغردقة، شبه خالية من السائحين، كون السياحة الروسية تمثل أكثر من 60% من السائحون الذين يفدون إلى المدينة الساحلية، التى تعتبر المقصد السياحى الأول للسائحين الروس فى الشرق الأوسط. وكان مغادرة السائحين الروس بعد قرار الحكومة الروسية بحظر سفر سائحيها إلى مصر بمثابة ضربة قاضية للسياحة فى الغردقة، وتم إغلاق أكثر من 60 فندق سياحى وتسريح ألاف العاملين، بل امتدت الأثار السلبية إلى المحلات السياحية، والبازارات، ومراكز الغوص ورحلات السفارى والرحلات البحرية. وتجسد قصة الطفل يوروسلاف التى حدثت عام 2014 عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً فقط، قصة الحب الكبير للسائحين الروس وعشقهم لمدينة الغردقة، والذى جاء إلى الغردقة بصحبة والدته وشقيقه، للمرة الأولى وعند اقتراب نهاية رحلتهم، والعودة مرة أخرى، رفض (يوروسلاف) السفر وأجهش فى البكاء، ولم يجد وسيلة للبقاء بالغردقة سوى الهروب مع شقيقه (فيدسلاف) 10 سنوات، بعد مشادة مع والدتهما لرغبتهما فى عدم العودة الى بلادهم. وتوجهت الأم إلى العميد هشام فهمى مفتش مباحث السياحة بالغردقة أنذاك، للإبلاغ عن هروب طفليها، وتحرير محضر 2 أحوال شرطة السياحة، وفور تلقي اليلاغ، تم نشر صور الطفل بالملاهى الليلية والمنشآت السياحية، وشوارع الغردقة، وعقب تحرير السائحة الروسية للبلاغ، فوجئت بعودة ابنها الأصغر إلى مقر إقامتهم بأحد فنادق الغردقة، وأفاد بان شقيقه تعرف على أحد أصحاب (الجمال) واتفق على العمل معه (جمال) مقابل 300 دولار شهرياً، وتمكن فريق البحث من العثور على الطفل بشارع الشيراتون السياحي، وتم تسليمه إلى والدته، التى تقدمت بالشكر لرجال الشرطة، وأكدت على عودتها مرة أخرى بصحبة طفليها إلى الغردقة العام القادم. وبذلت الحكومة المصرية واللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، مجهودات كبيرة للعمل على عودة الصديق الروسى مرة أخرى، ولم تكن الرئاسة بمنأى عن ذلك حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى بنظيره الروسى بوتين، واتفقا على اتخاذ خطوات للتمهيد لعودة السياحة مرة أخرى. كما طالبت الجالية الروسية بالغردقة، من حكومتها والرئيس بوتين بإعادة رحلات الطيران إلى مصر بصفة عامة والغردقة على وجه الخصوص، وأكدوا أنهم يعيشون فى الغردقة منذ سنوات ويشعرون يتوافر جميع وسائل الأمن. وقال عصام على المتحدث باسم أصحاب البازارات السياحية بالبحر الأحمر، أن السياحة الروسية تمثل عصب السياحة بالغردقة و بدون السائحين الروس لاتوجد سياحة بالمدينة السياحية، مشيرًا إلى ان الجالية الروسية بالغردقة تعتبر أكبر جالية لدولة أجنبية بالمدينة ويعيش ألاف الروس فى المدينة ورفضوا السفر عقب قرار الحكومة الروسية بتعليق الرحلات إلى مصر، وأضاف أن السياح الروس كانوا يفدون إلى الغردقة خلال الفترة الماضية عن طريق تركيا واوكرانيا وبيلاروسيا. ويؤكد ماجد القاضى الخبير السياحى، أن وصول الوفود الأمنية الروسية خلال الفترة الماضية وأخرها الوفد الذى وصل اليوم، يشير إلى اقتراب عودة الصديق الروسى مرة أخرى، مشيرًا إلى التأثير الكبير على قطاع السياحة عقب قرار إيقاف الرحلات الروسية إلى مصر. من جانبه أكد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة المصرية، ووزارة السياحة بذلوا قصارى جهدهم لإقناع الحكومة الروسية بإلغاء قرار حظر السفر إلى مصر، مشيرًا إلى اقتراب افتتاح قنصلية روسية فى الغردقة، كما التقى وعدد كبير من أصحاب شركات السياحة الروسية خلال الفترة الماضية، كما التقى وخبراء من هيئة تنشيط السياحة الروسية. وأضاف عبد الله أن مطار الغردقة استقبل خلال الأشهر الماضية عدة لجان من خبراء الأمن الروس اللذين أبدوا رضاهم التام عن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية مشيرًا إلى أن البحر الأحمر تستعد لاستقبال الصديق الروسى خلال الفترة القادمة. .