»طلب التأشيرة مرفوض بدون أسباب» هكذا كان الرد من سفارة المجر علي عمر خليفة الذي أراد السفر إلي بودابست للسياحة.. موقف السفارة أزعج عمر كثيرا خاصة انه حصل علي تأشيرة الشنجن الخاصة بالاتحاد الأوروبي أكثر من مرة مع زوجته الألمانية كما أنه يملك شركة في مصر وقدم كل الأوراق المطلوبة للحصول علي التأشيرة، لم تكن قصة عمر الأولي فقد لاحظ عبر تعامله مع أكثر من سفارة المعاملة السيئة التي يلقاها كل من يطلب التأشيرة من المسئولين عن إصدار التأشيرات، ووقوف المواطنين في طوابير طويلة دون مراعاة لكبر سن البعض أو الحاجة لسرعة إصدار التأشيرة للحاق بموعد دورة تدريبية أو الالتحاق بالدراسة أو العمل وربما العلاج، وتحدد بعض السفارات مواعيد المقابلة الشخصية بعد تقديم الطلب بشهر أو شهرين، كما ان نسبة رفض التأشيرات في تزايد مستمر وبدون أسباب،كما تحصل السفارات علي رسوم لا تقل عن 700 جنيه تقوم بعضها بتحصيلها بالدولار أو اليورو. خبرة عمر خليفة في التسويق الالكتروني والموقف السيء الذي تعرض له في سفارة المجر دفعه إلي إنشاء صفحة علي موقف فيسبوك بعنوان » لا لإساءة معاملة المصريين في السفارات الأوروبية » جمعت خلال أسابيع أكثر من 30 ألف متابع، ولخصت مطالبها في 5 نقاط هي دفع التأشيرة بالجنيه المصري وتنظيم مواعيد المقابلة في وقت لا يزيد عن 30 يوما وترجمة كل ورقة مطلوبة إمضاءها داخل السفارة باللغة العربية باعتبار ان أسباب الرفض دائما ما تكون بلغة الدولة ولا يفهمها المواطن ويتم اجباره علي التوقيع للحصول علي جواز سفره، بالإضافة إلي حسن المعاملة تجاه المصريين وكبار السن وتقديم اسباب حقيقية لرفض التأشيرة. ويروي وائل بديع معاناته مع السفارة المجرية للحصول علي التأشيرة، فهو طالب بجامعة كورفينوس في بودابست وبعد عام من دراسة الاقتصاد عاد للقاهرة لتجديد الفيزا وتصريح الإقامة بعدما رفضوا تجديدها هناك،و توجه إلي السفارة المجرية يونيو الماضي والتقي برئيس القسم القنصلي ستيفان سوس الذي عامله بطريقة سيئة وكأنه مجرم علي حد قوله، وكانت تذكرة الطيران الوثيقة الوحيدة الناقصة في أوراقه وحين جاء لتسليمها إلي القنصلية في اليوم التالي رفض الأمن دخوله وأخذوا منه التذكرة لايصالها إلي القنصل، ولكن بعد أسبوعين من الانتظار اكتشف فقدان التذكرة فارسلها لهم بالبريد الالكتروني، ولم يرد أي من أعضاء السفارة علي اتصالاته التلفونية أو رسائله بالبريد الالكتروني، ليخسر التذكرة وقيمة ايجار المنزل الذي يقيم به في بودابست وعدم سداد دفع مصروفات الفصل الدراسي الجديد الذي يتطلب حضوره بنفسه هناك. أما »عمر» فقد طرده القنصل طرده من مكتبه بعدما شكاه إلي الخارجية السلوفينية لتعنته معه في استخراج تأشيرة للدراسة في جامعة ماريبور، وقال له القنصل »انت وقح جدا» وطرده من المكتب بطريقة غير مباشرة بإدخال أحد المتقدمين للتأشيرة معلنا انتهاء المقابلة. ولم تكن الرغبة في القيام برحلة سياحية سببا مقنعا للسفارة الاسبانية لاعطاء التأشيرة إلي سعيد محمد، فبعد تقديم كافة الأوراق المطلوبة والانتظار طويلا للحصول علي التأشيرة اتصل به المسئولون بالسفارة لاخباره بعدم اقتناعهم برغبته في السفر لمجرد السياحة، ما أضاع عليه ثمن تذكرة الطيران وحجز الفنادق هناك،فيما تكرر الرفض بدون أسباب واضحة من سفارة ألمانيا مع محمد يونس المتزوج من سورية حصلت علي حق اللجوء إلي ألمانيا، رغم تقديمه أوراقا تثبت امتلاكه عقارات وحسابات بنكية. كشف النائب طارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تلقي اللجنة الكثير من شكاوي استخراج التأشيرات خاصة من سفارات الدول الاوروبية والولايات المتحدة،سواء من حيث سوء المعاملة،والطوابير وتعنت من السفارات باعطائهم مواعيد للمقابلة الشخصية للحصول علي التأشيرة بعد شهر او شهرين، ليتم بعدها رفض نسبة كبيرة من طلبات التأشيرات دون اسباب واضحة،ويشير إلي ان اللجنة رصدت تيسير تلك السفارات اجراءات الحصول علي التأشيرة لبعض العاملين في المنظمات الحقوقية والمنتمين لجماعة الاخوان وهو ما يحمل مدلولا سياسيا حول توجهات تلك الدول، ويدل علي وجود »خيار وفاقوس» في تعامل السفارات علي حد قوله. واعلن الخولي ان لجنة العلاقات الخارجية سترسل خطابات إلي السفارات المختلفة لاطلاعهم علي موقف اللجنة الرافض لاسلوب التعامل غير اللائق مع المواطنين طالبي التأشيرة، ولمطالبتهم بالتوقف عن التعنت واعطاء مبررات واهية لرفض طلبات التأشيرات، موضحا ان اللجنة ستبدأ في ارسال الخطابات إلي السفارات في دور الانعقاد التشريعي الثاني الذي يبدأ أكتوبر المقبل حتي يمكن تلقي ردود مباشرة من السفارات،ولفت إلي ان اللجنة ناقشت تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول التي تتعنت في منح التأشيرات للمصريين إلا ان الرغبة الحالية في تشجيع الاستثمار الأجنبي وتنشيط السياحة منعت اللجنة من التوصية بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل. تواصلت» الأخبار» مع عدة سفارات للرد علي شكاوي تأخير ورفض إصدار التأشيرات، وهو ما قوبل بالتسويف من معظم السفارات وكانت السفارة الإيطالية الوحيدة التي أرسلتردها ونفت فيه ارتفاع نسبة رفض طلبات التأشيرات من المواطنين المصريين، وقال مسئول القسم القنصلي عبر البريد الالكتروني أن نسبة رفض طلبات التأشيرات خلال الأعوام 2012 إلي 2015 تراوحت بين 6% و10% وفي المقابل ازداد معدل قبول طلبات الحصول علي التأشيرة بمعدل حوالي 28%، كما ازدادت طلبات الحصول علي التأشيرة من المواطنين المصريين 30% خلال نفس الفترة، كما تأثرت الخدمات القنصلية في فترة ما بعد تفجير القنصلية الإيطالية في 11 يوليو 2015 حيث تم تعليق الخدمات القنصلية ثم استعادتها تدريجيا خلال شهرين، وهو ما أثر علي نسبة قبول طلبات التأشيرات،كما اوضح أن الشهور الأولي من العام الحالي شهدت ارتفاعا في طلبات الحصول علي التأشيرة بمقدار 23٪ وارتفاع 27٪ بالنسبة للتأشيرات المقبولة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي،وأوضح أن الأسباب الرئيسية لرفض منح التأشيرة هي تقديم مستندات غير مكتملة او غير صحيحة، ويتم ابلاغ مقدم الطلب بأسباب الرفض الطلب عن طريق نموذج ثابت والمواعيد المقررة لتقديم طعن علي رفض التأشيرة.