بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر علي وصول سفينة الإبرار والقيادة الميسترال جمال عبدالناصر، إلي مدينة الإسكندرية، رُفع العلم المصري بفرنسا علي حاملة المروحيات الميسترال »أنور السادات» إيذاناً بدخولها الخدمة بالقوات البحرية المصرية، لتشهد منظومة التسليح بالقوات البحرية تطوراً عالمياً بدخول ثاني حاملة طائرات ضمن القطع البحرية التي تؤمن المياه الإقليمية المصرية، والتي تأتي في إطار الصفقة التي أبرمتها مصر مع فرنسا في أكتوبر 2015، وتقضي بتسليم مصر حاملتي مروحيات من طراز ميسترال التي بموجبها انضمت حاملة الطائرات الأولي جمال عبد الناصر، للقوات البحرية في يونيو الماضي. كشفت مصادر عسكرية أن رفع العلم المصري فوق حاملة الطائرات المصرية الثانية، ميسترال أنور السادات، يعد حدثا تاريخيا بعد ثلاثة شهور من استلام الحاملة الأولي التي حملت اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مشيرة إلي أن ميسترال أنور السادات هي ثاني قاطرات النقل التعبوي الاستراتيجي خارج حدود مصر، ومركز للقيادة العائمة، مما يسمح لمصر أن تكون في مقدمة الدول العربية والإسلامية والشرق الأوسط في البحرية والحاملة يبلغ طولها 199 مترا وعرضها 32 مترا وسرعتها فاق 19 عقدة وارتفاعها 58 مترا ومدي إبحارها 30 يوما بمدي 10 أميال بالإضافة إلي طاقمها الذي يتعدي 170 فردا. وأوضحت المصادر أن ميسترال ستسمح بتوسيع مدي العمليات والانتقال من بحرية تأمين الشواطئ، إلي بحرية أعالي البحار القادرة علي ارتياد المحيطات، لأنها يمكنها نقل أكثر من مروحية ثقيلة وخفيفة و70 مركبة قتالية و4 مركبات إنزال برمائي متخصصة وتنقل الأفراد والمركبات من السفينة إلي الشاطئ والعكس وتنقسم إلي 12 سطحا منها5 أسطح لتحميل الطائرات ومركبات القتال. وأكدت المصادر، أن امتلاك القوات البحرية لحاملتي الطائرات الميسترال جمال عبد الناصر وانور السادات مهم لأننا نمتلك سواحل علي البحرين الأحمر والمتوسط من الممرات المائية »باب المندب» بجانب المجري الملاحي العالمي قناة السويس بالإضافة إلي الاكتشافات الجديدة للغاز التي سوف تحقق طفرة نوعية كبيرة بالاقتصاد المصري في المدي القصير مما يتطلب حماية هذه الحقول، أما البحر الأحمر فهو شريان لحركة الملاحة العالمية، ويمثل شريانا حيويا لمصر، توأي تهديد ولو بسيطا يؤثر علي الأمن القومي فهو الممر الآمن لقناة السويس بعد ظهور محاولات من بعض الدول لوصولها لباب المندب وفرض سيطرتها والتحكم فيه لذا وجب أن تكون لمصر الذراع الطولي من خلال تواجد حاملتي الطائرات ميسترال. كما أن منطقة الشرق الأوسط الآن أصبحت مليئة بالجماعات الإرهابية التي تمتلك قدرات تسليح عال مستغلة التنقل بين الدول لتحقيق أهدافها العدائية ودعمها اللوجيستي التي تتم من خلال البحر فهذا يتطلب للسيطرة علي سواحلنا. وقال الفريق أسامة منير، قائد القوات البحرية، إن ما نشهده هو امتداد للاهتمام الذي قدمه لنا الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إيمانا منهما بدور مصر المحوري في ريادة الأمة العربية، مشيرا إلي أننا نسعي لحماية مواردنا الاقتصادية وسواحلنا ومياهنا الاقتصادية وأمننا القومي لننطلق نحو التقدم بخطي سريعة وثابتة وليؤكد ريادة مصر في جميع المجالات، مشددًا علي أن الأخطار المختلفة في منطقة الشرق الأوسط استوجبت امتلاك مصر القدرات اللازمة لحماية مواردها وأمنها القومي. وأوضح أن تزامن استلام الميسترال مع قرب احتفالات مصر بنصر أكتوبر، يأتي تقديرا وإعزازا لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات ووفاء من مصر وقواتها المسلحة لبطل تحرير الأرض وواضع أسس سلام عادل في المنطقة. وأشار الفريق أسامة إلي أنه بعد استلام الفرقاطة »تحيا مصر» وحاملة المروحيات »جمال عبد الناصر» تتأكد قدرة المقاتل المصري الذي أثبت منذ فجر التاريخ مرورا بالحروب المعاصرة وانتهاء بحرب أكتوبر 1973 أنه يمثل خير أجناد الأرض. وقال اللواء يسري قنديل، الخبير العسكري، إن حاملة الطائرات الفرنسية ميسترال هي تتويج للعلاقات الثنائية والعسكرية بين مصر وفرنسا، مشيرا إلي أنها تتميز بقدرات عالية من حيث القدرة علي تحقيق الأهداف والسيطرة التي لا تتوافر في مثيلاتها التي دخلت كل الأساطيل البحرية العالمية، مشيرا إلي أن الأوضاع المصرية تحتاج إلي سلاح ردع مثل حاملتي الطائرات لمجابهة كافة التحديات التي تواجه المنطقة العربية بصفة خاصة وحفاظا علي الأمن القومي المصري، سوف تحمي المجال الحيوي بالبحر الأحمر عند مضيق باب المندب وكل الحدود والشواطئ المصرية من التهديدات مما دفع مصر للإقبال عليها حتي تتمكن من القيام بمسئوليتها العربية لمواجهة التهديدات التي تواجه أمننا القومي. وعن مدي أهمية قيمة الصفقة في تصنيف القوات البحرية وميزان القوي في الشرق الأوسط قال اللواء دكتور محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن الهدف هو تحديث منظومة التسليح وتنويع مصادرها وهما ركيزتان في سياسية التسليح مؤخرا. إن سبب حصولنا علي حاملتي المروحيات لأن حدودنا طويلة تمتد عبر البحرين الأحمر والمتوسط بهدف حماية أهدافنا الأستراتيجية خارج حدود الدولة فلدينا استكشافات بترولية خارج حدودنا وتقع في المياه الإقليمية ومن هنا تتطلب الحاجة الماسة لوجود ميسترال لحماية مصالحنا الحيوية في كل الاتجاهات. وأوضح الغباري، أن سبب شراء حاملتي الطائرات في هذا الوقت الراهن الموقع الفريد لمصر الذي جعلها محط أنظار للصراعات والأطماع ولهذا يجب عليها امتلاك قوات مسلحة لديها أحدث منظومة في التسليح عالميا. وأكد اللواء هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن حاملة المروحيات ميسترال أنور السادات، تعد من أحدث حاملات الطائرات عالميا، ولها قدرة عالية علي القيادة والسيطرة، مشيرا إلي أنها تحتوي علي مركز عمليات متكامل ولها القدرة علي تحميل طائرات الهليكوبتر والدبابات والمركبات والأفراد المقاتلين بمعداتهم مع وجود سطح طيران مجهز لاستقبال الطائرات ليلاً ونهاراً، بالإضافة إلي احتوائها علي أجهزة اتصالات حديثة ويمكنها القيام بعمليات الإنزال البحري وأعمال النقل البحري الإستراتيجي، والقيام بمهام الإخلاء وتقديم أعمال الدعم اللوجيستي للمناطق المنكوبة وتقديم العلاج الطبي المؤهل لقوات التشكيل والعمل كمركز قيادة مشترك بالبحر وإدارة أعمال البحث والإنقاذ للأرواح بالبحر.