انتهت الهدنة السارية في سوريا منذ أسبوع بموجب اتفاق »روسي-أمريكي» مساء أمس الأول دون اعلان فوري عن تمديدها. في الوقت نفسه، اعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المسلحين الاكراد السوريين الذين تدعمهم انقرة قد يوسعون عملياتهم علي الأرض ويتوغلون جنوبا داخل سوريا في مسعي لهزيمة تنظيم »داعش». وبعد ساعات من انقضاء الهدنة، اعلن متحدث باسم الأممالمتحدة أن قافلتي مساعدات تضم كل منهما 20 شاحنة وتحملان إمدادات تكفي لإطعام 185 ألف شخص في شرق حلب لمدة شهر لا تزالان عالقتين في تركيا. وذكرت المنظمة الدولية أنها لم تحصل علي الضمانات الأمنية الكافية من كل أطراف الصراع الذي دخل عامه السادس حتي تتمكن من توصيل المساعدات إلي منطقة شرق حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة. وأعرب مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ستيفن أوبراين عن أسفه لأن المساعدات العالقة علي الحدود التركية السورية منذ أسبوع لم تصل بعد إلي منطقة شرق حلب المحاصرة. وقال إن ما يصل إلي 275 ألف شخص لا يزالون محاصرين في شرق حلب دون غذاء أو ماء أو مأوي ملائم أو رعاية طبية. وشدد علي أن »المساعدة الانسانية يجب أن تبقي حيادية وغير منحازة وخارجة عن أي أجندة سياسية أو عسكرية». من جهة اخري، أعلنت بريطانيا أنها شاركت في ضربات جوية قادتها الولاياتالمتحدة في سوريا هذا الأسبوع أسفرت عن مقتل جنود سوريين.وقالت وزارة الدفاع في بيان »نحن نتعاون بالكامل في التحقيق الذي يجريه التحالف» مضيفة انه »لا يمكن أن تتعمد بريطانيا استهداف وحدات الجيش السوري». كما شاركت استراليا في الضربات وقدمت وزارة الدفاع الاسترالية تعازيها لأسر الجنود السوريين الذين قتلوا أو أصيبوا في الواقعة. من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه ينبغي علي روسيا أن تكون أكثر جدية في جعل الحكومة السورية تلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أنه يتعين علي الرئيس السوري بشار الأسد كذلك أن يكون أكثر مسئولية. تأتي تصريحات كيري بعد أن طالبت روسياالولاياتالمتحدة بإعلان توضيح شامل عن غارات جوية »خاطئة» للتحالف الدولي في سوريا أسفرت عن مقتل 90 جنديا سوريا. في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تري أنه »لا معني» لالتزام القوات السورية بوقف إطلاق النار من جانب واحد بينما تتعرض للهجوم من مسلحين لا يمكن للولايات المتحدة كبح جماحهم. ووصف الرئيس السوري بشار الأسد الضربات علي مواقع الجيش قرب دير الزور بأنها »عدوان سافر» مضيفا انها أظهرت دعم »الدول المعادية لسوريا للتنظيمات الإرهابية». من جانب آخر، أرجأ الجيش السوري تنفيذ خطة إجلاء مسلحي الفصائل السورية من حي الوعر بمحافظة حمص وسط البلاد، إلي اليوم بدلا من أمس. وكان محافظ حمص قد اعلن امس الاول إنه من المتوقع أن يغادر حي الوعر ما بين 250 و300 مسلح بموجب اتفاق مع الحكومة السورية، بحيث يغادرون إلي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. علي صعيد آخر، اعلن الجيش التركي في بيان ان طائراته قصفت ثلاثة اهداف كان تنظيم داعش يستخدمها كملجأ وكمخزن للذخيرة وكمقر عسكري في شمال سوريا. وفي مؤتمر صحفي بأسطنبول، اعلن الرئيس التركي إن فصائل ما يطلق عليه »الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا يستهدفون الآن بلدة الباب التي يسيطر عليها داعش. وأضاف انهم لا يرغبون في تدخل قوات خاصة امريكية ملقيا باللوم علي »سلوك» المسئولين الامريكيين في تزايد التوتر مع الفصائل المسلحة. واكد اردوغان أن »المنطقة الآمنة» التي تقيمها تركيا علي الحدود يمكن في النهاية ان تمتد إلي 5000 كيلومتر مربع.وأوضح انه في اطار عملية »درع الفرات» التي بدأتها انقرة الشهر الماضي، تم »تطهير» 900 كيلومتر مربع من الإرهاب حتي الآن.