عندما يأتي عيد الأضحي المبارك ترتفع سحابات الشواء إلي السماء وتملأ الصدور،وبطبيعة الحال فلا شواء بدون فحم، والفحم الجيد يعطيك مشويات جيدة، ويتضاعف الطلب علي هذه القطع السوداء من الفحم النباتي هذه الأيام حيث تتجمع علي حفلات الشي »الباربيبكيو» الكثير من الاسر سواء في الحدائق والبلكونات وأسطح المنازل أو علي الشواطئ. والفحم له أسرار لا يعرفها كثيرون،وربما يندب البعض حظه بعد أن ضاعت اللحوم واحترقت نتيجة استخدام نوع سيئ من الفحم،ويكشف لنا أسرارها تجاره وأصحاب المكامير التي يتم صناعته فيها، ويقول لنا أحد تجاره أحمد محمود عبدالمجيد إن أجود أنواع الفحم هو فحم الفاكهة ويليه الجازورين ثم البلدي،ويشير إلي أن البعض يفضل فحم الفاكهة مثل البرتقال واليوسفي والتفاح والعنب دائماً ويبلغ سعر الكيلو منه 8 جنيهات ويعطي أفضل طعم للحم الشي وسعر الشيكارة التي تحتوي علي ما يتراوح بين 15 إلي 18 كيلو جراما تصل إلي 90 جنيها،أما سعر فحم الجازورين فالكيلو ب 6 جنيهات والبلدي من فحم شجر التوت والبأس والكافور فسعر الكيلو5 جنيهات،ويوضح أن المطاعم تشتري الجازورين لاعتدال سعره،كما أنه يوفر الحرارة المعتدلة والطعم المظبوط للحوم. ويشير أحمد إلي أن عيد الأضحي يعد موسماً تجارياً لنا حيث تنشط حركة الشراء والبيع لديهم ويكون الاقبال عليهم في تزايد عن الايام العادية في عيد الاضحي لان الشواء يحقق أجمل لمة للعائلة فيما يكون اللحم علي الفحم المتقد،ويشير إلي أن من يقف علي الشواية هو الذي يتحكم في شواء اللحم عن طرق ادارة حرارة الفحم واختيار التوقيت المناسب للتهوية أو تحديد فترة الشواء. كما يشير احمد حمدي تاجر فحم وصاحب احد مفارش البيع إلي أنه يحصل علي الفحم من انتاج المكامير بسعر 1500 جنيه للطن ونتولي بعد ذلك تنقيته من الشوائب ثم تعبئته في شكائر،مشيرا إلي أن معظم الكمية لدينا تذهب للتصدير في الخارج، من البيع. وأشار إلي أن الزيادة في طلب الفحم تكون قبل العيد ب8 أيام لسد احتياجات الزبائن. أما دولة مكامير الفحم الموجودة في القليوبية فهي في حالة توقف عن العمل حاليا بعد قرار محافظ القليوبية بوقف العمل 3 أشهر بمكامير الفحم ابتداء من سبتمبر الحالي وحتي نوفمبر القادم وتقع غالبية تلك المكامير في قرية أجهور الكبري مركز طوخ بالقليوبية،حيث توجد 200 مكمورة منتشرة بالقرية بخلاف المفارش التي تشتري انتاج الفحم منها وتقوم بتصديره للخارج عن طريق شاحنات كبيرة » كونتنر» يحمل كمية الانتاج حتي يصل بها إلي سفاجا كما يوجد 6 مكامير فقط تغطي السوق المحلي ويدفع العميل 4 آلاف جنيه علي الفور لصاحب المفرش وزن 25 للشيكارة الواحدة، يتم خصم 20 الف جنيه من قيمة حمولة الكونتنر في حال وجود عيوب بالفحم. ويشير سعيد اسماعيل صاحب مكمورة فحم إلي أنه يعمل بالمهنة منذ 38 سنة وهو طفل ويوضح أنه يوجد أكثر من 40 شابا وفتاة من عمر 12 وحتي 20 سنة وكذلك رجال في عمر الخمسين يعملون في المكمورة من أجل لقمة العيش موضحاً ان عملية انتاج الفحم تعتمد علي الأخشاب التي يتم الحصول عليها من حدائق الموالح والأراضي الشاسعة من الأشجار كالجازورين والذي يبلغ سعره 450 جنيها للطن والذي يتم تصديره أما أشجار المانجو فهي للانتاج المحلي والبرتقال ب600 جنيه للطن، ونقوم ببيع الطن الواحد »22 شيكارة» لصاحب المفرش بمبلغ 1500 جنيه،والذي يتولي بدوره تعبئتها في شكائر بعد تنقيتها من الشوائب.