علي صوت كوكب الشرق وهي تغني »يا ليلة العيد آنستينا»، تجلس السيدات والفتيات علي كرسي الكوافير لاستقبال عيد الأضحي المبارك. هذا العام، امتلأت صالونات التجميل بحكاياتهن وضحكاتهن المتعالية وأصوات أبنائهن وهم يلهون لحين انتهاء الأمهات من الزينة، وتشهد صالونات السيدات زحامها الموسمي منذ ليلة وقفة العيد، حيث تقبل السيدات والبنات من مختلف الأعمار والمستويات إلي عمل »نيو لوك» احتفالا بالعيد، ويلعب المال والمستوي الاجتماعي فارقا كبيرا، ما بين زحام في بعض الصالونات الراقية لا يعرف الملل، وعذاب من سخونة الجو ومرارة الانتظار في صالونات الأحياء الشعبية من أجل تصفيف شعرهن وما يلزم من مانيكير وباديكير والذي منه. في محافظة الجيزة حي الدقي، ذهبنا إلي أحد صالونات التجميل الشهيرة في شارع محمد خلف، حيث قابلنا عاطف فاروق، صاحب الصالون، الذي أكد أن العيد بالنسبة إليه يعتبر »موسم» وعلي الرغم من أن الإقبال دائمًا يكون أكبر في عيد الفطر، إلا أن الإقبال في عيد الأضحي علي حد وصفه »مش بطال».. فاروق الذي عمل في صالونات التجميل لمدة لم تقل عن 40 عامًا، وقف يمشط »الباروكات» المتواجدة بالصالون ويعتني بها ويجهزها لاستقبال الزبائن وبيعها، أكد أن لديه أنواعا هي من الشعر الطبيعي الذي يتم استيرادها من الهند، ورغم ارتفاع أسعارها مقارنة بالشعر الصناعي إلا أنها تشهد إقبالا كبيرًا. أما »شمس» هي إحدي زبائنه، وهي أوكرانية الجنسية، فقد اعتادت الذهاب إلي هذا الصالون للوثوق به وبعمله، مؤكدة أنها تستمتع كثيرًا بالتواجد في مصر والعيش فيها، حتي اعتادت اللهجة المصرية بشكل كبير، وقد أتت من أجل عمل تسريحة مخصوصة لها اعتادت عليها، قائلة »مصر حلوة كتير.. أنا حبيتها وبحب الصحافة المصرية». »سيشوار وصبغة وكيرياتين» أكثر ما يقبل عليه النساء هذا العام بحسب ما أكدته نيرمين، عاملة ثلاثينية، بأحد صالونات التجميل بمنطقة حدائق القبة، حيث أكدت أن معظم زبائنها يقبلن عليها للوثوق بها خاصة في تلك الليلة المهمة حيث يتجمع الأقارب والأصدقاء للاحتفال سواء بالتنزه أو بالزيارات المنزلية وغيرها. »الأسعار بقت نار» هذا ما عبرت عنه حياة خيرت، وهي إحدي المترددات علي المحل، حيث أكدت أن الأسعار أصبحت غالية للغاية فقص الشعر أصبح ب 30 جنيها ويختلف من كوافير لآخر بحسب المحيط السكني، والصبغة ب 150 جنيها والسيشوار ب 35 ويصل في بعض المناطق ل 50 جنيها ويتعداها، وتضطر إلي دفع إكرامية للكوافيرة في نهاية الشغل. رصدنا المشهد في الزمالك والدقي، حيث يوجد عامل كل مهمته فتح الباب لزبونات الكوافير الشهير، وبمجرد أن تمشي خطوتين يفتح لها باب الصالون شاب أسمر اللون يرتدي ملابس كحراس السلطان، وتستقبلها روائح الزهور والعطور، وتداعب أذنها الموسيقي الهادئة. وفي المقابل تختلف الصورة في صالون الكوافير في الأحياء الشعبية، ولا يمكن أن تشعر أن باب ذلك الكوافير في السيدة زينب يضم كل ذلك العدد من السيدات، وبمجرد دخوله، ستري عينك وكأنها مظاهرة من الجنس الناعم، وستسمع أذنك أصواتا متداخلة لأصوات الزبونات وأطفالهن، تقطعه ضحكات عالية رنانة ولا يخلو المشهد من وجود سيدة تبحث عن طفلتها وسط الزحام وثالثة تغني علي أنغام المهرجانات وآخريات يتشاجرن علي أولوية الوصول لمقعد الكوافير.