تقترب قضية إقالة الرئيسة البرازيلية المعلقة مهامها ديلما روسيف من نهايتها، بجلسة مناقشات أخيرة ثم تصويت تاريخي سيؤدي - ما لم تحدث مفاجأة - إلي إقصاء اليسار عن الحكم في أكبر بلد في أمريكا اللاتينية. وسيستمع أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 81 - الذين بدأوا التحقيق في هذه القضية منذ الخميس الماضي برئاسة رئيس المحكمة الفيدرالية العليا ريكاردو ليواندوسكي - للمرة الأخيرة لحجج محامي الطرفين الذين سيمهلون ساعات للتحدث والمناقشة. وعلي بعد كيلومترات من القصر الرئاسي دافعت روسيف (68 عاما) عن نفسها في مجلس الشيوخ، وقالت »نحن علي بعد خطوة من انهيار مؤسساتي خطير وتكريس انقلاب حقيقي». وتحدثت بانفعال عن تعرضها للسجن والتعذيب خلال الحكم العسكري الديكتاتوري. وقالت »كنت أشعر بالخوف من الموت ومن آثار التعذيب لكنني لم استسلم واليوم أخشي موت الديموقراطية». ولحوالي 12 ساعة واجهت روسيف سيلا من أسئلة أعضاء المجلس وترجح كل التقديرات أن يوافق أكثر من ثلثي أعضاء المجلس ، الحد الأدني المطلوب - علي إقالتها. وفي نظر الإدعاء فإن روسيف وهي أول سيدة تنتخب لرئاسة البلاد ارتكبت »جريمة مسئولية» تبرر إقالتها عبر التلاعب بحسابات عامة لإخفاء حجم العجز. وفي نظر الدفاع فإن كل الرؤساء السابقين فعلوا الأمر نفسه وما يحدث هو »انقلاب» مؤسساتي دبرته المعارضة اليمينية بقيادة نائب روسيف السابق ميشال تامر (75 عاما) الذي تولي الرئاسة بالوكالة. وأصدر تامر بيانا شدد فيه علي كذب الإدعاءات التي وردت بشأنه خلال الأشهر الماضية. وأثناء مشاركة روسيف في جلسة مجلس الشيوخ أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين من أنصارروسيف في منطقة باوليستا بمدينة ساوباولو بعدما أغلقوا الشوارع وأحرقوا سلات نفايات. وفي برازيليا تجمع ألفا مؤيد لروسيف أمام مقر مجلس الشيوخ وهم يهتفون »تامر ارحل وديلما عودي!» وتجمع بضع مئات في ريو دي جانيرو. وخلال استقباله 60 رياضيا مثلوا البرازيل في الأولمبياد أكد تامر أنه »مطمئن تماما». وينتظر تامر - الذي يفتقد إلي الشعبية - إقالة روسيف ليتوجه إلي الصين لحضور قمة مجموعة العشرين.