رحب خبراء الزراعة وأمراض النبات بقرار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي د.عصام فايد بوقف استيراد اي شحنات قمح مصابة بأي نسبة من فطر الارجوت، حيث أكدوا أن القرار يصب في صالح الزراعة المصرية، ويحمي المحاصيل خاصة الأرز والقمح والذرة من مشاكل لا حصر لها كانت ستحدث إذا ما دخلت هذه الشحنات المصابة وتوطنت في التربة المصرية. وأضاف الخبراء أن وزير الزراعة استجاب في النهاية لصوت العقل والعلم منعا لحدوث أي أزمات في المحاصيل الزراعية خلال السنوات المقبلة. في البداية أكد د.نادر نور الدين، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، أن وقف استيراد القمح المصاب هو الخطوة الأهم والقرار الأصلح لوزير الزراعة منذ توليه مهام منصبه، مشيرا إلي أنه لم يكن هناك أي داع منذ البداية في إثارة هذا الأمر الذي لم يكن ليجلب إلا الأزمات له ولمن سيقوم بالاستمرارفيه. وأوضح أن دخول فطر الأرجوت إلي مصر هو أحد خطايا وزير التموين المستقيل خالدحنفي، حيث قامت وزارة التموين باستيراد أول شحنة مصابة بالفطر في مارس الماضي، حين نجح التجار في الضغط علي الوزير لتحقيق مصالحهم الشخصية، حيث ادعي الوزيرأن منظمة الفاو تسمح بهذه النسبة وهو أمر مغلوط، حيث أن الفاو لا تحدد صلاحية أي سلعة غذائية وتترك هذا الأمر لكل دولة علي حدة. وأضاف أن المشكلة ليست في الفطر نفسه لأنه يموت في النار، ولكن المشكلة الأساسية تكمن في السموم الثابتة الناتجة عنه والتي لا تتأثر بأي معاملات حرارية أو ضوئية أو كيماوية، وهذه السموم تسبب أمراضا متعددة من بينها الهلوسة وإجهاض الحوامل سواء السيدات أو الماشية وتقليل وصول الدم إلي الأطراف وصولا إلي حالات الغرغرينة وما يتبعها من بتر للأطراف. وأكد أن فطر الإرجوت دمَّر محصول القمح في اليمن وإيران والسودان منذ عشرسنوات، وهو فطر قادر علي النمو والاستيطان في درجات حرارة منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن مصر لم تستورد قمحا مصابا بالفطر منذ أكثر من 60 عاما وبالتالي هوغير موجود ومن حقنا منع دخوله وحماية القمح المصري من مرض جديد غير موجود في التربة المصرية، مؤكدا أن أضراره علي النبات تمتد لتصيب 22 محصولا آخر علي رأسها الأرز والشعير والذرة. وأوضح أن أوروبا حددت نسبة ال 0.05 % علي أساس أن استهلاك الفرد من القمح سنويا لا يزيد علي 60 كيلو جراما، أما في مصر فمعدل الاستهلاك 3 أضعاف الاستهلاك في أوروبا أي حوالي 180 كيلوجرام قمح في السنة، مشيرا إلي أن أكثر من 100 دولة في العالم ومن بينها مصر تمنع دخول القمح المصاب بأي نسبة منه، وأكد أن القانون الدولي يعطي الحق لأي دولة في حماية البيئة الزراعية الخاصة بها وهوما جعل دولة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية ترفض دخول القمح بأكثر من 0.01 % أي خمس ما يصدر لمصر. وأوضح نور الدين، أن الفطريات تختلف عن البكتيريا، وليس لها القدرة علي التحوصل، كما أنها عبارة عن خيوط وهيفات ضعيفة جدا، وفي حالة وصول درجة الحرارة إلي صفر تتجمد السوائل في خيوط الفطر ويموت فورا، مؤكدا أن فطر الأرجوت ينتعش وينمو فيما بين 5 درجات إلي 17 درجة مئوية، مما يؤدي إلي توطن الفطر في مصر. بينما قال د.ماجد طاهر، أستاذ أمراض النبات بجامعة المنوفية، إنه يجب العمل علي تفعيل دور الحجر الزراعي باعتباره حائط الصد الأول لمنع دخول أي شحنات مستوردة تعاني من أي أمراض أو أوبئة، وبالتالي يجب أن يتم إمداده بكل ما يحتاجه من خبراء ومتخصصين لإنجاز عمله بالشكل المطلوب. وأضاف أنه لا وجود لفطر الأرجوت علي الإطلاق بمصر وبالتالي لا يوجد ما يستدعي استيراد أقماح مصابه به لأن ذلك من شأنه التسبب في توطينه في زراعة القمح المصري وهو ما قد يؤدي في النهاية إلي اغتيال حلم تحقيق الاكتفاء الذاتي منه وهي الخطة التي تعمل عليها الدولة منذ سنوات. وأوضح أن دخول الأرجوت كان سيهدد بتدمير أكثر من 20 محصولاً، لأن الفطر يظل حياً ونشطاً في التربة لمدة تتراوح بين 8 و12 عاماً، مؤكداً أن للفطر 4 أصناف قاتلة وينتج ملايين الجراثيم، ويمكنه تدمير زراعة القمح في مصر، وأوضح أن التغذية علي القمح المصاب بالأرجوت تؤدي إلي تدمير الصحة العامة للمواطنين.