أوصى التقرير الفنى الذى أعدته اللجنة العلمية المكونة من خبراء أمراض القمح بمعهد بحوث أمراض النبات بوزارة الزراعة، والذى تلقى كل من وزير الزراعة الدكتور عصام فايد ورئيس هيئة المواصفات والجودة بوزارة التجارة، نسخة منه، بعدم السماح نهائيا بدخول أقماح بها أى نسبة إصابة بفطر «الارجوت» حفاظا على الصحة العامة والصحة النباتية بمصر ودوام خلوها من هذا المرض الخطير، مشددين على أن تظل نسبة الارجوت بالقمح المستورد «صفر». وأشار التقرير الذى أعدته اللجنة العلمية المشكلة بناء على قرار مدير المعهد بتاريخ 8 فبراير 2016، وحصلت – روزاليوسف – على نسخه منه، من كل من «الدكتور أشرف السعيد خليل – وكيل معهد بحوث أمراض النبات وقت إعداد التقرير، والمدير الحالى للمعهد، والدكتور منياس السيد سلام رئيس قسم بحوث أمراض القمح، والدكتور محمد عبدالحليم أبوزيد الباحث بقسم أمراض القمح، والدكتور إبراهيم أحمد إمبابى – الأستاذ بقسم أمراض القمح وقت إعداد التقرير ورئيس إدارة الحجر الزراعى الحالى»، إلى أنه من المعلوم إن مرض «الارجوت» غير مسجل فى مصر حتى تاريخه وبالتالى فهو مرض حجري، يصيب العديد من أجناس العائلة النجيلية مما يمهد له الاستيطان وإحداث وباء، فضلا عن أنه يسبب 10% خسارة بمحصول القمح كما أنه يسبب أمراضا خطيرة مثل التسمم وإجهاض للإنسان والحيوان والثروة الداجنة. وأوضح تقرير اللجنة العلمية أن اللجنة استقرت على عرض الحقائق العلمية مدعومة بمراجع عالمية حديثة، خاصة أن فطر «الارجوت» ينتشر فى العديد من دول العالم بجميع القارات، مثل «السودان والجزائر، وتركيا، وإيران» كما أنه تسبب فى خسائر وصلت ل10% من محصول القمح بشمال الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهى الأمور التى تؤكد إمكانية توطن وانتشار هذا الفطر على المحاصيل النجيلية فى مصر. وأشارت اللجنة العلمية فى تقريرها إلى أن دول الاتحاد الأوروبى ترفض استلام درنات البطاطس المصابة بمرض العفن البنى – للاستهلاك الآدمى – بالرغم من أن هذا المرض متوطن فى هذه الدول، لذا يجب علينا منع دخول هذا المرض للمحافظة على مصر كمنطقة خالية من الارجوت. وأوضحت اللجنة فى تقريرها العلمى أن مرض «الارجوت» مدرج بالجدول رقم «1» من التشريعات الحجرية وفقا للقرار الوزارى رقم 3007 لسنة 2001، كما أن المرض يصيب العديد من النباتات الاقتصادية مثل القمح بأنواعه المختلفة، والشعير والشوفان والشليم والترتيكال ومئات من الأعشاب البرية النجيلية 400 نوع من العائلة النجيلية. وأشارت اللجنة فى تقريرها إلى أنه تأكيدا لرأى اللجنة فقد سبق وأن شاركت أعضاء اللجنة الإدارة المركزية للحجر الزراعى بالرأى العلمى فى 3 فبراير 2010 بعدم السماح بأى نسب تلوث تصاحب شحنات القمح المستوردة حيث كان يتبع دائما اتمام عمليات النظافة والغربلة فى دول المنشأ فيسمح بالأقماح الخالية تماما من الأجسام الحجرية للمرض. وبالرغم من استلام وزير الزراعة نسخة من تقرير اللجنة، إلا أن وزير الزراعة استجاب لضغوط وزارتى التجارة والتموين، وقرر الاستعانة بخبيرة من منظمة «الفاو» وهى من دولة «تشيلى» وتشكيل فريق مشترك بموجب قراره الوزارى رقم 376ل من خبراء الزراعة» الدكتور إبراهيم إمبابى - رئيس الحجر الزراعى، والدكتور على سليمان – رئيس لجنة الصحة والصحة النباتية والدكتور أشرف خليل – مدير معهد بحوث أمراض النبات، والدكتور إيهاب عيسوى – مدير معهد بحوث تكنولوجيا التغذية، بالإضافة لكل من رئيس هيئة المواصفات والجودة، وممثل عن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، ورئيس إدارة المعامل بوزارة الصحة، وممثل عن هيئة السلع التموينية، لعقد ورشة عمل بهدف تحليل مخاطر فطر «الارجوت» واعداد تقرير علمى جديد، لاعتماده بشكل نهائي، لاقرار السماح بدخول القمح المصاب بالفطر بنسبة 0.05% أو اعتماد التقرير العلمى السابق لخبراء معهد أمراض النبات وعدم السماح نهائيا بدخول أى شحنات قمح مستورده بها إصابة بالفطر. وفى سياق متصل قال مصدر حكومى رفيع المستوي، إن سبب هذه الأزمة هو إصرار هيئة السلع التموينية على استيراد كميات من القمح بها نسبة من «الارجوت» لا تتجاوز 0.05% وذلك لأنه أرخص من الأقماح الأخرى بحوالى 16 دولارا للطن. وأضاف المصدر إن خبراء وزارة الزراعة يصرون على رفض دخول أى أقماح بها أى نسبة من فطر الارجوت لخطورته على الزراعة المصرية، لافتا إلى أن وزارة الصحة أبدت موافقتها على دخول شحنات قمح بها نسبة لا تزيد على 0.05%.