داخل أروقة محكمة الأسرة بمدينة نصر وقفت إحدى الفتيات تنظر إلى شاب يجلس أمامها بعيون حانقة وكأنها تريد أن تلتهمه حتى صرخت بأعلى صوتها : "حسبي الله ونعم الوكيل .. مش هسيب حقي .. منك لله" وبالاقتراب منها وسؤالها عن سبب وجودها بالمحكمة أكدت أن زوجها خدعها بكلام الحب المعسول حتى سلب منها كل أموالها. بدأت "داليا. ي"، 27 عامًا، مقيمة الدعوى تروي تفاصيل وجودها في محكمة الأسرة قائلة : " مثل أي بنت أردت أن يكون لي كيان مستقل بعيدًا عن عائلتي وخاصة بعد تخرجي ، وفكرت في أن أعمل بمؤهلي العلمي واستفيد من سنين سهري وتعبي في المذاكرة والتمتع بحصيلة نجاحي وتميزي، بالإضافة إلى مساعدة عائلتي في مصاريف المنزل ". واستطردت قائلة : "خرجت للعمل في شركة استيراد وتصدير وبدأت أتميز في عملي وأتفوق على زملاء سبقوني في الخبرة ، وجميع هذه العلامات حولت أبصار الجميع إلي خاصة بعد ترقيتي في العمل والتنقل بين المناصب ". "كل هذا جعل أحد الزملاء ويدعى مدحت. ر، 33 عامًا، لعاملين يبدي رغبته في التقرب مني والتعرف علي ، وعلى الرغم من أنني كنت أمانع في البداية، وأشعر ناحيته بالاستفزاز، لكنه نجح في كسب مودتي وإقناعي بفكرة الارتباط خاصة وأنه كان يعلم أنني أريد أن استقل للتميز والعمل فقط " حسب أقوالها. وقالت الفتاة بشيء من الندم والحسرة أنه بالفعل وافقت على الارتباط به واتفقت مع عائلتها على استقباله للإتفاق على أمور الزواج، مضيفة أنه وجد ترحيب كبير من العائلة التي باركت الزواج ولم يكونوا مبالغين في طلباتهم . وأضافت "داليا" أنه كان يتجاهل في كل المناسبات تقديم هديه لي بحجة توفير الأموال لشراء شقة الزوجية، وعلى الرغم من ذلك كنت أقنع نفسي بأنه يعمل ذلك من أجلي ومن أجل تتويج حبنا، وكانت والدتي تقدم له دائما الحجج والبراهين . وأوضحت أنه طلب منها بيع مشغولاتها الذهبية حتى يتمكنوا من الزواج سريعا والتخلص من مشاكلهم وأنه سيعوضني بخير منها فور إتمام مراسم الزواج حتى قبلت على أن ينهي فرش مسكن الزوجية في أقرب وقت، ووجدته يشتري ذهب صيني بديلًا قائلا : "علشان الشكل العام أمام زملائنا". "أنا المغفلة وافقت بحسن نية وحرمت نفسي من التنزه والخروج مع أصدقائي في العمل حتى أوفر الأموال من أجل لم الشمل ولكن مع شخص ندل أناني معقد نفسيًا".. هكذا وصفت الفتاة شريكها. "وكانت الحياة وردية أمامي مستنية ليلة العمر بفراغ الصبر لحصد تعبي وشعرت أن هذه الحياة ستكون مليئة بالحب لأننا تفاهمنا وتشاركنا في تكوين عش الزوجية ، لكن كانت الصدمة عندما قال لي أحد جيرانه بالصدفة أن خطيبي السابق اشترى سيارة مرسيدس ومن المقرر أن يتزوج من ابنة خالته التي كان دائم التنزه معها في الفترة الأخيرة". وقالت الفتاة إنها لم تستطع استيعاب الحديث فطلبت منه التوضيح لأنها لم تترك خطيبها كما أنهما معقود قرانهما فكيف يتزوج من أخرى حتى شعر الشاب بالإحراج وانسحب من أمامي ولكني لم أستطع التخلي عن الحديث الذي دار فقررت مواجهته. وعندما توجهت إليه أراد الاستخفاف بي والكذب علي واستكمال مسلسله الدرامي منكرًا كل الحديث لكنها لم تستسلم لكلامه المعسول طالبة منه أموالها التي أخذها من سابق ولكنه رفض فطلبت منه الطلاق وذلك قبل إتمام الزواج ب 4 شهور قائلًا لها : "هسيبك متعلقة .. مش هطلقك، وملكيش عندي فلوس ". واضافت قائلة:"أنا كل إللي مزعلني إني انخدعت فيه ، مش مصدقه أنه يعمل كل ده طبعا أنا فرحي كان متحدد بعد 4 شهور". واختتمت "داليا" حديثها : "لم أجد أمامي غير رفع دعوى خلع حتى أخلص منه نهائيا وفعلا تقدمت بالدعوى أمام محكمة مدينة نصر وحملت رقم 27 لسنة 2016 ، ولن أتنازل عن حقي أبدا وسوف أحرر محضر له واتهمه بالنصب والتزييف وسرقة أموالي".