انتقلت معركة حلب السورية إلي مجلس الأمن، حيث ربطت فرنسا والولايات المتحدة استئناف محادثات جنيف بإيصال المساعدات للمدنيين في حين أصرت موسكو علي عدم وضع أي شرط مسبق لبدء المفاوضات التي ترغب الأممالمتحدة في أن تعقد جولتها الجديدة قبل نهاية أغسطس الجاري. وقالت السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة سامنتا باور للصحفيين في ختام اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي بنيويورك، إن استئناف مفاوضات جنيف أمر ملح »ولكن الإطار الذي تجري فيه المفاوضات يجب أن يكون صحيحا أيضا»، مشيرة إلي القتال في حلب وحصار المدينة. وفي حين أكد المندوب الفرنسي أليكسيس لاميك استحالة إجراء مفاوضات في حال عدم توفر »المناخ الملائم لذلك»، جدد منسق شئون المساعدات الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفان أوبراين دعوته إلي هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة في حلب. في المقابل، شددت روسيا علي أن الجولة التالية من محادثات السلام يجب ألا تتوقف علي وقف للقتال بحلب، وقال مبعوثها في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين »كلما تراجع مستوي العنف كان ذلك أفضل للمحادثات.. لكن يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة للمحادثات». وطالب تشوركين الدول ذات التأثير علي الفصائل المسلحة أن تتأكد من استعدادها للمحادثات في المستقبل، مشيرا إلي أنهم »يأتون إلي المحادثات دون أن يقولوا أي شيء إذ يكتفون بالقول إن الأسد يجب أن يرحل.. وهذا ليس موقفا تفاوضيا». من جهة أخري، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تبني »آلية قوية» مع روسيا في مسعي لإنهاء الحرب التي تمزّق سوريا منذ أكثر من 5 سنوات. وقال أوغلو إن وفدا يضم مسئولين من وزارة الخارجية والجيش والمخابرات سيتوجه إلي روسيا خلال ساعات لإجراء محادثات بشأن الأزمة السورية. وأكد أن مواقف تركياوروسيا متطابقة فيما يخص التسوية السياسية في سوريا، بما في ذلك ضمان وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية، ومواصلة العملية السياسية في جنيف. علي صعيد آخر، وصل وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج إلي حلب لمتابعة الأوضاع ميدانيا. يأتي ذلك في وقت يخوض فيه الجيش السوري والفصائل المسلحة معركة شرسة في حلب. وقصفت القوات السورية مواقع للفصائل المسلحة جنوب غربي حلب بالقرب من الممر الذي فتحه المسلحون مؤخرا إلي داخل القطاع الشرقي من المدينة.