لم أكن حين شرعت في التوجه للمسجد القريب من بيتي، والأشهر بين مساجد مدينة بنها لآداء صلاة الجمعة أمس الاول، مؤهلا نفسيا لسماع "خطبة" معدومة التاثير والتواصل بين المصلين وخطيب المسجد، أعدت سلفا للأخير، ليقرأها بقرار وزاري عليهم في الخطبة. كان ذلك العالم الأزهري الشاب، امام وخطيب مسجد ناصر، يعيد شحن بطاقة الإيمان فينا بتوازن مرغوب، وخطاب ناصع الرؤية، محبب ومطلوب، يبتعد بشبابنا عن نعرات الغلو والاستمالتة لإستعداء الدولة باسم الدين دون تعليمات او ورق، فإذا به اليوم يخطب فينا مما اعد له سلفا ليقرا منه. شيء طيب ألا يتجاوز زمن الخطبة والصلاة معا، مدة عشرين دقيقة، لكن أن ينعدم التواصل بين الخطيب والمصلين، حين يضطر الأول للالتزام بما سطر له ليقرأه علي الناس، وكأنها نشرة أخبار، مكتومة التأثير-إذا جاز التعبير- وهي بالفعل كانت الي ذلك اقرب منها الي شحنة دينية ايمانية، رغم ان موضوعها كان حيويا جدا، معني بالأمنين الغذائي والمجتمعي، غير ان صاحب قرار "الورقة"، وأهني هنا الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف اخطأ التقدير، من حيث انها أرسلت الي عوام الناس، رسالة مفادها ان الدولة ضد الدين، وهو أمر وإن كان غبر صحيح بالمرة، غير انه كشف بما ليس غريبا،عجز الحكومة وفشلها في التعاطي مع فكر تطويرالخطاب الديني ودعوة الرئيس إليه منذ وقت طويل دون جدوي. تلك هي الرسالة التي وصلت رواد مسجد ناصرببنها، قبل أن ينبه "الخطيب" الي رفضه تعليق أي منهم أو الحديث في امر الخطبه بمكتبه بالمسجد، وهو ماقدره له الكثيرون. ليس معنيأان وزيرالأوقاف قد بدأ بنفسه في إلقاء خطبة لجمعة من ورقة مكتوبة، ان يكون لمافعله مردود ايجابي في مواجهة التطرف، وليس معني أن د ول الخليج تطبق هذا الامر بنجاح في مساجدها و يلتزم بذلك خطباء مصريون أزهريون هناك، أن يكتب له القبول حين يطبق في مصر. وأخيرا، لم يصدق المصريون وزير الأوقاف وقوله انه ليست وراء الخطبة المكتوبة اهداف سياسية، بعد أن كشفت اغلب تعليقات المصلين،عن انه لم يعد لدي الوزير البليد "سياسيا من حل لتطوير الخطاب الديني، إلا تعميم قراءة "الخطبة" من ورقة الحكومة!!" [email protected]