أوقاف الفيوم تعقد 150 ندوة علمية في "مجالس الذاكرين" على مستوى المحافظة.. صور    وصول عدد مرشحى النظام الفردى لإنتخابات مجلس النواب الى 1733 شخصًا    رسميًا.. موعد بداية فصل الشتاء 2025 في مصر وانخفاض درجات الحرارة (تفاصيل)    تراجع حاد للذهب العالمي بسبب عمليات جني الأرباح    رئيس فولكس فاجن: حظر محركات الاحتراق في 2035 غير واقعي    الرئيس الكيني يلتقى رئيس الوزراء لبحث مجالات التعاون المشترك بين البلدين    "أ ف ب": إسرائيل وافقت على اتفاق إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح المحتجزين    الحية: حماس تعتبر حرب غزة انتهت    الشروق تنشر الصيغة الرسمية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد عرضها على الحكومة الإسرائيلية    منتخب هولندا يكتسح مالطا برباعية في تصفيات أوروبا لكأس العالم    خالد الغندور: إدارة الاتحاد السكندري تصرف مقدم عقود لاعبي زعيم الثغر    الأهلي: لم يكن هناك خلافا على سوروب    النيابة تصدر قرارًا ضد سائق وعامل بتهمة هتك عرض طالب وتصويره في الجيزة    بالأسماء.. إصابة 6 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالبحيرة    حبس سائق نقل ذكي متهم بالتحرش بفتاة في النزهة والنيابة تطلب صحيفته الجنائية    محافظ شمال سيناء: اتفاق وقف الحرب لحظة تاريخية ومستشفياتنا جاهزة منذ 7 أكتوبر    "كارمن" تعود إلى مسرح الطليعة بعد 103 ليلة من النجاح الجماهيري.. صور    ردود فعل واسعة في المجر والعالم بعد فوز لاسلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل في الأدب لعام 2025    مستشارة الاتحاد الأوروبى: يجب منح الفرصة لاستعادة الحياة الطبيعية فى غزة    كيف يحافظ المسلم على صلاته مع ضغط العمل؟.. أمين الفتوى يجيب    عشان تحافظي عليها.. طريقة تنظيف المكواة من الرواسب    وزير الصحة يفتتح أقسامًا ووحدات طبية متطورة بمستشفى مبرة مصر القديمة    رئيس جامعة سوهاج: تنفيذ الأحكام القضائية لصالح الإداريين بالمستشفى الجامعي التزام ثابت باحترام القانون    3 مباريات في ختام منافسات الجولة الثامنة بدوري المحترفين    ارتفاع كبير للأخضر عالميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 10-10-2025    فلسطين.. تجدد القصف الإسرائيلي شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر قواته في غزة: "اليقظة واجبة.. العدو لم يختفِ"    مصرع شخص وإصابة 3 في حادث تصادم توكتوك وسيارة ملاكي بشربين    الأمطار تضرب بقوة هذه المحافظات .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : «توخوا الحذر»    عبدالمنعم سعيد: زيارة ترامب للخليج كانت نقطة فاصلة في إنهاء حرب غزة    وزير العدل الفلسطيني : ننوي إطلاق اسم مصر على أكبر ميادين غزة بعد إعمار القطاع    سعر الموز والتفاح والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    نقابة أطباء الأسنان بالدقهلية توضح ملابسات وفاة شاب داخل عيادة أسنان بالمنصورة    3 أبراج «حضورهم قوي» .. صادقون نجاحاتهم تتحدث عنهم ويؤثرون في الآخرين    أميرة أديب ترد على الانتقادات: «جالي اكتئاب وفكرت أسيب الفن وأتستت»    بيفكروا قبل ما يطلعوا الجنيه من جيبهم.. 5 أبراج بتخاف على فلوسها    داليا عبد الرحيم تهنيء الزميلة أميرة الرفاعي لحصولها على درجة الماجستير    مباشر مباراة المغرب ضد كوريا الجنوبية الآن في كأس العالم للشباب 2025    طولان يقرر عودة عمر جابر وكريم حافظ ثنائي المنتخب بعد تعرضهم للإصابة    «لازم تراجعوا نفسكم».. نجم الزمالك السابق يوجه رسائل للاعبي الأبيض    ويتكوف ل رئيس المخابرات المصرية: أشكرك بدونك ما كنا لنحقق ما حققناه (فيديو)    جدول مواقيت الصلاة غدًا الجمعة 10 أكتوبر بمحافظات الصعيد    إصابة 3 أشخاص في تصادم سيارتين أعلى محور 26 يوليو بالشيخ زايد    عملوا له كمين بالصوت والصورة، تفاصيل القبض على مسؤول كبير بحي العمرانية متلبسا بالرشوة    المغرب يفوز على البحرين بلدغة جواد ياميق وديا    نصائح للأمهات، طرق المذاكرة بهدوء لابنك العنيد    تعرف علي موعد أول أيام شهر رمضان 2026 فى مصر والدول العربية فلكيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-10-2025 في محافظة الأقصر    على أنغام السمسمية.. مسرح المواجهة والتجوال يحتفل بانتصارات أكتوبر فى جنوب سيناء    جهاز تنمية المشروعات ينظم معسكر للابتكار ضمن معرض «تراثنا 2025»    بيت الزكاة والصدقات يثمّن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة    محافظ كفر الشيخ: تجربة مصر في زراعة الأرز نموذج يُحتذى إفريقيا    جامعة قناة السويس ضمن تصنيف التايمز البريطاني لعام 2026    بتكليف من السيسي.. وزير الصحة يزور الكابتن حسن شحاتة للاطمئنان على حالته الصحية    الثلاثاء المقبل.. أولى جلسات اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب    كوارث يومية فى زمن الانقلاب…حريق محل مراتب بالموسكي ومصرع أمين شرطة فى حادث بسوهاج    محافظ البحيرة تشهد ورشة نقل وتبادل الخبرات بالإدارة المحلية    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير محمد إدريس مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية:التحرك الإسرائيلي تجاه أفريقيا لا يقلقنا
نشر في أخبار الحوادث يوم 02 - 08 - 2016

تحقيق التكامل والاندماج الاقتصادي كان هدفًا رئيسيًا للعمل الأفريقي المشترك منذ بداية انطلاقه علي يد الآباء المؤسسين، ومن بينهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، منذ إعلان قيام منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو 1963 بأديس أبابا، وهو الهدف الذي ظل يلازم فكر وبال قادة وزعماء القارة السمراء علي مدار هذه السنوات.
وأخيرًا تم الإعلان من خلال قمة كيجالي عن قرب إنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية الموحدة لتحقيق الأمل الأفريقي المنشود، والتي سعت مصر من خلال حرصها علي دعم انتمائها الأفريقي علي تحقيقه من أجل حياة أفضل للشعوب الأفريقية وصوت مسموع لدولها في النظام الدولي الجديد.
حول العمل الأفريقي المشترك، والنتائج الإيجابية لقمة كيجالي الأفريقية، والتي شاركت مصر في أعمالها بوفد رسمي رفيع المستوي، دار حوارنا مع السفير محمد إدريس، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية.
كيف تري النتائج التي تمخضت عنها قمة كيجالي الأفريقية الأخيرة؟
- لقد كانت هناك موضوعات رئيسية علي جدول أعمال قمة الاتحاد الأفريقي في كيجالي العاصمة الرواندية أولها موضوعات خاصة بالاتحاد نفسه من حيث العمل علي توفير مصادر تمويل إضافية لمواجهة الأعباء المنوطة به وموضوعات خاصة بالإدارة وبرئاسة مفوضية الاتحاد وقد تم بالفعل إجراء الانتخابات الخاصة برئاسة المفوضية ولكن لم يستطع أي من المرشحين الحصول علي عدد الأصوات الكافية ومن ثم تم إرجاء هذه المسألة إلي القمة المقبلة في أديس أبابا والتي تعقد في شهر يناير القادم.
كما جاء موضوع التكامل والاندماج الاقتصادي الأفريقي علي قمة الموضوعات التي بحثها الزعماء والقادة الأفارقة في القمة وكان لإطلاق جواز السفر الأفريقي الموحد خلال القمة أثره الإيجابي حيث إنه يساعد علي تيسير حركة انتقال الأفراد وحركة نقل البضائع ودفع حركة التجارة.
وهناك مفاوضات تجري حاليا تستهدف الوصول إلي إنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية الموحدة خلال عام 2017 ولكن هناك احتمال بأن تستغرق المفاوضات وقتا زمنيا أكثر من ذلك ولكن هناك إرادة أفريقية بالعمل علي الإسراع بالتوصل إلي هذا الهدف الأفريقي المنشود.
وماذا بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين التكتلات الاقتصادية الأفريقية الكبري الثلاث التي تم توقيعها العام الماضي بشرم الشيخ؟
- هدف العمل الأفريقي المشترك منذ بداية إطلاقه عندما أعلن الآباء المؤسسون ومن بينهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في 25 مايو 1963 في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا قيام منظمة الوحدة الأفريقية هو تحقيق التكامل والاندماج الأفريقي.
وبالطبع فإن تحقيق هذا الهدف استغرق رحلة طويلة لها جوانب متعددة جزء منها يتعلق بالتكامل الاقتصادي والاندماج التجاري ومن ثم السعي للتكامل في كافة المجالات، وإذا نظرنا لمعدلات التجارة البينية بين دول القارة الأفريقية سوف نجده حوالي 11% وهو معدل منخفض للغاية إذا ما تمت مقارنته بمعدل التجارة البينية بين دول الاتحاد الأوروبي الذي يصل لمعدل 60٪ وبالتالي هناك إدراك بأهمية تعزيز التبادل التجاري لأنه بدون تعزيز حركة نقل الأفراد والبضائع بين الدول الأفريقية يصبح التكامل الأفريقي شعارا بلا مضمون وحلما بلا واقع.
ولذلك فإن قيام منطقة التجارة الأفريقية الحرة الكبري مستهدف التوصل إليها في عام 2017 إلا أنه ربما تستغرق المفاوضات أكثر من ذلك وأن كنا نأمل أن يتم الانتهاء منها في العام القادم ولذلك ووفقا لما أشار إليه مساعد وزير الخارجية ل »آخر ساعة»‬ فإنه في ضوء حرص مصر علي تعزيز هذا الهدف كان الدفع في اتجاه اتفاقية التجارة الحرة بين التكتلات الأفريقية الكبري الثلاث الكوميسا والساديك وشرق أفريقيا حيث استضافت مصر في ديسمبر 2015 في شرم الشيخ هذه الاجتماعات تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وتم توقيع هذه الاتفاقية بين هذه التكتلات الاقتصادية الثلاث كخطوة هامة تدفع إلي تحقيق الهدف الأشمل وهو شمول هذه الاتفاقية لكافة أقاليم القارة الأفريقية بقيام الجماعة الاقتصادية الأفريقية الموحدة.
ومع التحول من منظمة الوحدة الأفريقية لقيام الاتحاد الأفريقي ومع التطورات المتلاحقة علي الصعيد الدولي اتسعت أجندة العمل الأفريقي المشترك ونشاطه لتشمل موضوعات كثيرة مثل المرأة والشباب وحقوق الإنسان والديمقراطية والبنية الأساسية والعلوم والتكنولوجيا وتم إنشاء محافل أفريقية عديدة للتعامل مع كافة هذه الجوانب. وقد كان شعار قمة كيجالي يرتكز علي حقوق الإنسان وإعلان العام الحالي عام حقوق المرأة وسوف يكون شعار القمة في العام القادم »‬تعظيم المزايا الديموجرافية في القارة الأفريقية بالتركيز علي دور الشباب».
وكل هذه المجالات تستلزم دورا مصريا يتواكب معها وينخرط في هذه القضايا في كل هذه الجهات وعلي كافة الأصعدة ومن هنا يأتي الدور الهام لمصر من خلال قيادتها للجنة الرئاسية الخاصة بالتغير المناخي ومن ثم قيادتها للموقف الأفريقي من هذه القضية الهامة في قمة التغير المناخي بباريس في ديسمبر 2015.
ماذا عن توسيع العضوية في مجلس الأمن وإعادة هيكلته والمطالبة بمقاعد أفريقية بالمجلس؟
- هناك لجنة أفريقية من عشرة أعضاء بالاتحاد الأفريقي ترأسها سيراليون قامت بتقديم تقرير حول هذه المسألة والتي تتعلق بإعادة هيكلة الأمم المتحدة وتوسيع العضوية في مجلس الأمن وأهم شيء في هذا النطاق كان هو الالتزام بالموقف الأفريقي المعلن طبقا لتوافق »‬إيزولويني» في سوازيلاند عام 2005 الذي أكد علي اتفاق أفريقي عام حول مطالبة الدول الأفريقية بمقعدين لها يتمتعان بكافة الصلاحيات بما في ذلك حق الفيتو وبخمس مقاعد أفريقية غير دائمة في إطار المجلس.
وماذا بشأن التنافس بين الدول الأفريقية للحصول علي هذه المقاعد؟
- هذا الأمر مفترض أن يأتي لاحقا وذلك بعد أن يتم بالفعل الاتفاق فيما بين دول المجتمع الدولي علي توسيع عضوية مجلس الأمن ، عندئذ يتم الاتفاق الأفريقي علي من يمثل القارة، وفي هذا النطاق فإن مصر تدفع في اتجاه التركيز علي القواسم المشتركة وعدم التركيز علي التناقس والاختلاف لأن ذلك يصب في مصلحة القارة والعكس صحيح حيث يحاول البعض استغلال الخلافات وإذكاء روح التنافس بين الدول الأفريقية بما يتخذ منحي غير بناء ويضر بمصالح وأهداف دول القارة السمراء.
ماذا عن الدور المصري للاستفادة من ثروات القارة من خلال التعاون الثنائي والإقليمي مع دولها؟
- لمصر أهداف واضحة تسعي لتحقيقها من خلال إيمانها بانتمائها الأفريقي وهو السعي لدعم الاستقرار والسلام والتنمية حيث إنه أمر ضروري لأن استتباب السلم والأمن له علاقة قوية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنمية ولذلك فإن مصر تتحرك بصفة إيجابية في هذا الاتجاه سواء علي الصعيد الثنائي أو في المحافل الاقليمية ومتعددة الأطراف.
وتسعي مصر لايجاد حلول سياسية للصراعات والنزاعات الأفريقية وعلي المستوي الثنائي تسعي لتسوية النزاعات بشكل سلمي دون الانحياز لفريق علي حساب فريق آخر وفي نفس الوقت تدرك مصر أهمية القارة التي تنتمي إليها ومابها من ثروات وقدرات بشرية ومادية كبيرة ومن ثم تؤمن بأهمية دعم الاستقرار السياسي لكي يتحقق المناخ الملائم للاستقرار الاقتصادي والتنمية بما يحقق مصالح وشعوب دول القارة.
ولا ننسي أن مصر تبذل جهودا مكثفة لتحقيق هذه الأهداف من خلال عضويتها في مجلس الأمن وفي مجلس السلم والأمن الأفريقي كما أننا شركاء في التنمية مع دول القارة السمراء من خلال الجهود التي تبذلها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي تم استحداثها في شهر يوليو 2014 لتحل محل الصندوق المصري الفني للتعاون الأفريقي في إطار السعي للتطوير مع الدول الأفريقية الشقيقة كما وكيفا.
ماذا بشأن استراتيجية دول القارة لمواجهة خطر الإرهاب؟
- الإرهاب لم يعد ظاهرة تهدد الدول الأفريقية فحسب بل أصبح تهديدا عالميا، وهناك إدراك من قبل دول القارة السمراء علي أهمية التعاون لدحر هذه الظاهرة لأنه ليس في مقدور دولة واحدة بمفردها تحقيق نجاح في هذا المضمار بل إن الأمر يتطلب تعاونا إقليميا ودوليا في نفس الوقت.
وفي الوقت الذي تدرك فيه دول القارة أن هناك تعاونا وتنسيقا بين الجماعات الإرهابية المختلفة علي أرض القارة ومن ثم كان يستلزم ذلك تحركا مضادا من دول الاتحاد الأفريقي، فهناك استراتيجية أفريقية لمكافحة الإرهاب، وهناك اجتماعات تنسيقية علي مستوي دول الاتحاد، كما تم اعتماد قرار بإنشاء صندوق لمكافحة التطرف والإرهاب وذلك بخلاف التعاون الأمني بين مصر والدول الأفريقية، في إطار تبادل المعلومات بشأن هذه الظاهرة ، وهناك محافل إقليمية للتعامل مع هذه الظاهرة والقضاء عليها وإدراك بأهمية التعامل المتعدد الجوانب علي المستوي الأمني والفكري والديني والثقافي أي التعامل علي مسارات متضافرة في آن واحد.
أصبحت القارة السمراء تشكل مطمعا للكثير من القوي الدولية والإقليمية ورأينا أخيرا جولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي في عدد من دول حوض النيل، فكيف يمكن مواجهة هذه المخاطر التي تشكلها هذه التحركات؟
- أفريقيا أصبحت مطمعا بالفعل للكثير من الأطراف الدولية ويكفي أن نذكر بأن القارة تربطها الآن مشاركات مؤسسية مع تسع قوي أو تكتلات دولية ما بين أمريكا والاتحاد الأوروبي والصين واليابان والهند وأمريكا الجنوبية وتركيا والدول العربية بخلاف سعي دول أخري لدعم علاقاتها مع دول القارة مثل إسرائيل وإيران دون إبرام مشاركات مؤسسية.
بالطبع إسرائيل متواجدة تسعي لتطوير علاقاتها مع الدول الأفريقية وهي علاقات ليست بجديدة أو مستحدثة وهي تقوم علي المصالح المتبادلة ولا داعي أن تستعجب من ذلك، فالدول الأفريقية لديها مصالحها واحتياجاتها الأمنية والتنموية والتكنولوجية وإسرائيل لديها ميزات في مجال التقدم التكنولوجي وغيره تستطيع أن تقدمها للقارة أي أن هناك مصالح متبادلة ولكن ما يجب أن نهتم به ليس تحركات الآخرين بل تحركاتنا نحن فيجب أن يكون لنا دور هام ومرحب به في القارة ونزيد من تواجدنا وارتباطنا في كافة المجالات مع دول القارة بحيث لا نترك فراغا يملؤه الآخرون وأن نعمل علي التواجد في الوقت والمكان المناسب وحماية مصالحنا وبالتالي علينا ألا ننزعج من تحرك الآخرين لأن تحركهم لا يعني بالضرورة أنه موجه بالأساس ضد مصر ولكن التوازن الإقليمي يستلزم أن نتواجد وأن تكون تحركاتنا بالقدر الكافي للحفاظ علي مصالحنا في القارة السمراء.
ماذا بشأن التعاون العربي الأفريقي الذي هو بحاجة لمزيد من التفعيل والتطوير لمواجهة تحركات القوي الأخري؟
- إطار التعاون العربي الأفريقي قائم بالفعل ولكنه في حاجة لمزيد من التطوير والتفعيل وقد انعقدت القمة العربية الأفريقية الأخيرة في الكويت في نوفمبر 2013 وأصدرت قرارات هامة لدفع سبل التعاون العربي الأفريقي بعضها تم تنفيذه والآخر مازال في طور التنفيذ، ومن المتوقع أن تستضيف »‬مالابو» عاصمة غينيا الاستوائية في نوفمبر من العام الحالي القمة العربية الأفريقية القادمة حيث إنها تنعقد كل ثلاث سنوات ومن ثم فإن إطار التعاون متواجد وهو يدخل في إطار المشاركات المؤسسية بين أفريقيا والقوي الدولية والإقليمية في العالم ونحن نعد بمثابة دول جوار، وهناك دول عربية ذات انتماء أفريقي مثل مصر والجزائر وتونس والمغرب وتربطنا مصالح كبيرة وحيوية اقتصادية وسياسية وأمنية ومصالح استراتيجية مع القارة وكل طرف بحاجة للآخر في هذه المعادلة ومن المهم أن نفعل وندفع بهذا الإطار ونتطلع لأن تكون قمة »‬مالابو» القادمة بمثابة إضافة وقوة دفع جديدة لإطار التعاون العربي الأفريقي.
كيف تري قلق الرأي العام المصري جراء بناء أثيوبيا لسد النهضة؟
- المخاوف والقلق لدي الرأي العام المصري بشأن قضية سد النهضة هو أمر مفهوم ومشروع ومبرر لأن النيل هو شريان الحياة لكل مصري ولكنني أود أن أوضح بأن ما هو مطروح في الإعلام ليس كل شيء لأن هناك الكثير من الجهود التي تبذل بين الأطراف الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا للتوصل إلي تفاهمات تحقق مصالح كافة الأطراف، وهناك توافق سياسي بين الدول الثلاث علي أعلي المستويات لتحقيق المكسب المشترك وعدم الإضرار بأي طرف من الأطراف وكل طرف يدرك أن هذه مسألة حيوية وجوهرية لا تحتمل التهاون ومن ثم فنحن نحتاج للنظر للأمور بدون تهويل وبدون تهوين.
وكافة الأطراف المصرية والسودانية والأثيوبية تدرك تماما أن الحلول المستدامة للمشكلات المعقدة تكون علي أساس حل منصف وعادل يحقق المصالح المشتركة للجميع وأن شعوب المنطقة تحتاج للتنمية التي لا تتحقق في إطار من التوتر والنزاع ولكن العلاقات التعاونية هي التي تدفع بهذه الأمور للأمام.
ونحن ندرك أن للشعب الأثيوبي الحق في التنمية وهم يدركون أن لأشقائهم في مصر الحق في الحياة وهذا أمر واضح ومفهوم للجميع وترجمة هذه المتوافقات السياسية لخطة عمل فنية علي أرض الواقع هو أمر معقد في مثل هذه المشروعات الكبيرة ذات الجوانب الفنية المتعددة والمعقدة، ومن هنا فالدول الثلاث تبذل جهودا مكثفة في سبيل الوصول إلي الهدف المنشود، ويجب أن ندرك أن ملف المياه لا يمكن التعامل معه بمعزل عن مجمل العلاقات بين الدول بل هو جزء منها وإذا قصرنا العلاقات علي ملف المياه والدفع به بمفرده تكون مثل من يدفع بالعربة من الداخل وليس من خارجها.
وهذا أمر متعلق بالعلاقات مع دول حوض النيل بأسره بحيث نعمل علي دعم كافة العلاقات في إطار منظومة متكاملة من تجارة واستثمار وثقافة والعلاقات الدينية والبرلمانية أي منظومة العلاقات ككل. هذه العلاقات عملية بنائية مستمرة تحتاج لرعاية مستمرة وهي بمثابة استثمار في المستقبل نبدأها اليوم لكي نربح مكاسبها غدا.
وفي النهاية، أود أن أؤكد أن اهتمامنا بالقارة السمراء لابد أن يبدأ من اهتمامنا بهويتنا الأفريقية والتركيز عليها وإبرازها والافتخار بها لأن مصر دولة في هويتها مكونات عديدة ولا يجب أن يغيب عنا ضمن هذه المكونات المكون الأفريقي العميق وفي نفس الوقت يجب أن ندرك بأن القارة تغيرت تضاريسها وأولوياتها السياسية والاقتصادية والمجتمعية وبالتالي يجب أن تتطور نظرتنا وسياستنا تجاه القارة لتتواكب مع هذه التطورات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.