وائل آبو السعود منذ قيام ثورة 25 يناير.. ونحن لانسمع من رجال الشرطة سوي جملة واحدة: هناك شرفاء في الداخلية! تنسحب قوات الأمن المركزي في معركة جمعة الغضب بعدما لقيت هزيمة ساحقة علي ايدي الثوار.. ويختفي رجال الشرطة من الشارع طيلة 3 شهور.. ويؤكدون ان هناك شرفاء في وزارة الداخلية.! اللجان الشعبية التي تشكلت بارادة الناس لتحمي الثورة وتسقط نظام الفساد.. أدت دورها علي اكمل وجه في ظل غياب رجال الشرطة.. وكنا نسمع ايضاً ان هناك شرفاء في وزارة الداخلية.! العجب العجاب.. ان تقود وزارة الداخلية الثورة المضادة بامتناع رجالها عن تنفيذ أوامر الوزير منصور العيسوي في القضاء علي الانفلات الأمني.. ثم نسمع من رجال الداخلية ان هناك شرفاء في الوزارة! الأعجب ان يغض الشعب الطرف عن تجاوزات عدد من رجال الشرطة بحجة إعادة هيبة رجل الأمن في الشارع فيزداد غيٌّ هؤلاء الذين يدعون الشرف ويبدأون في استعادة جبروتهم وظلمهم ويحاولون الانتقام من الشعب.. ثم يسمون أنفسهم شرفاء الشرطة. والاكثر عجباً.. ان ينقاد وزير الداخلية للوبي العادلي داخل الوزارة ويؤيد القيام بعملية وحشية بدأت في ميدان التحرير ضد 200 معتصم ولتنتهي في شارع عيون الحرية - محمد محمود »سابقاً« - بهزيمة جديدة للداخلية وعار سيلاحق كل من شارك في هذه المذبحة من رجال الوزارة حتي باب قبره.. ثم يدعون أن هناك شرفاء في الداخلية! الدكتور كمال الجنزوري الذي جاء رئيسا للوزراء في حكومة إنقاذ رغم انف الثوار ورغم انف الشعب لانه أحد رموز عهد مبارك البائد وكان رئيساً للوزراء ايضا في عهد المخلوع امضي أياما طويلة في تشكيل حكومته الجديدة. اختار الدكتور الجنزوري كل وزرائه من خلال الترشيحات التي عرضت عليه أو لمعرفته الشخصية بهؤلاء الوزراء وكفاءتهم وقدرتهم علي اجتياز ظروف البلاد الصعبة.. ولكن الدكتور الجنزوري فشل في العثور علي وزير جديد للداخلية حتي حسم قراره! لماذا لم يعثر د. الجنزوري علي رجل مناسب يقود وزارة الداخلية طيلة هذه الأيام؟ د. الجنزوري التقي مع اثنين من كبار رجال الشرطة وتم استبعادهما علي الفور.. وراح الرجل يفتش من جديد. وأخذ يفتش ويفتش.. في حين أن هذا الأمر لا يحتاج كل هذه الأيام طالما شرفاء الشرطة كثيرون كما »صدعوا دماغنا« بهذه النغمة والاسطوانة المشروخة! اذا كان شرفاء الشرطة كثر.. فهل العيب في الدكتور الجنزوري؟ أم ان الدكتور الجنزوري كشف الوجه الحقيقي لوزارة الداخلية واحرج رجالها بعدما اكتشف مدي تغلغل لوبي حبيب العادلي في هذه الوزارة التي يتباهي رجالها الآن بانهم احباء حبيبهم حبيب العادلي ويصرون بمنتهي الجهل ان يتصدروا قائمة اعداء الشعب؟