أليس غريبا أن يختلف المصريون والإسرائيليون على كل شيئ ويتفقون على شيئ واحد إسمه "كمال الجنزورى"؟؟؟ فإذا كان الجنزورى قد اجتذب إعجاب قطاعات واسعة من الشعب المصري بما شاع عنه من شخصية قوية رفضت الخضوع الذى كان أول صفة لابد أن تتوافر فى رئيس الوزراء فى عهد الطاغية مبارك، فإن الشخص ذاته يثير الكثير من الشبهات، إذا علمنا أنه أيضا يعد من الشخصيات المحترمة داخل ... الكيان الصهيونى..! والسبب يرجع - بحسب ما كشفته مذكرات أحد سفراء الكيان الصهيونى بالقاهرة ويدعى "ديفيد سلطان" والذى أكد فيها أن الجنزورى كان على نقيض سلفه الدكتور عاطف صدقى، الذى وعلى الرغم من كونه مكروها لدى المصريين، إلا أنه كانت له مواقفه المضادة للتطبيع مع "إسرائيل"، لدرجة أن زوجته قد غرف عنها رفضها مصافحة أى مسئول إسرائيلي، فى تحد منها لقواعد البروتوكول الرسمى، بينما شجع الجنزورى العديد من وزراء حكومته على المضى قدما فى طريق التطبيع مع الكيان الصهيونى، ومنهم المهندس ماهر أباظة، الذى وضع – برعاية الجنزورى - الجنزورى اللبنة الأولى فى مشروع التبادل المشترك لمصادر الطاقة (الغاز لاحقا) .. كما كان للجنزورى تصريحاته المشهودة - بحسب "سلطان" فى سبيل تفعيل ملف التطبيع، منها ما قاله فى حضور نائب الرئيس الأميريكى "آل جور" فى يناير 1996 بما يفيد أهمية توطيد العلاقات بين القاهرة و"إسرائيل"..! جدير بالذكر وفى سياق مختلف فإنه معروف أن الدكتور كمال الجنزورى هو الذى رشح حبيب العادلى لحسنى مبارك لتولى وزارة الداخلية عقب حادث الأقصر الشهير، وفور تولى العادلى للوزارة، أصدر الجنزورى والعادلى وكمال الشاذلى قانون الشرطة الجديد بإخراج الضباط من رتبة عقيد للمعاش حتى يتم ترتيب قيادات وزارة الداخلية وفقا لأهوائهم، أى أن الجنزورى هو أول من وضع اللبنة الأولى فى إفساد وزارة الداخلية.