نجح الأهلي في أن يسترد درع الدوري.. وفشل الزمالك في الاحتفاظ بالدرع. انفض المولد.. وأوشك الموسم الكروي أن ينتهي، وعندما تسير التوقعات إلي جوار الواقع، تصبح هذه هي الحقيقة.. فقد كانت معظم التوقعات تشير إلي أن الأهلي سيفوز باللقب، وكانت المستويات والنتائج نسبياً تميل إليه.. لذلك لم يكن من الصعب علي أي أحد أن يتكهن بغير ما انتهت إليه البطولة. وكالعادة.. كان الزمالك عاملاً مساعداً للأهلي بالإصرار علي عدم الاستقرار الفني.. فكم من جهاز تولي قيادة الفريق، وكم من تغييرات وتبديلات بين أفراد هذه الأجهزة.. إضافة إلي أمور أخري داخل الفريق أدت إلي سوء النتائج في بعض الفترات.. والمدهش أنه في الوقت الذي أدرك أنصار ميت عقبة أن الحلم قد يتحقق، إذا بالتعادل مع المصري الذي قضي علي الأمل. عموماً.. المحصلة العامة.. الأهلي أفضل، ويستحق الفوز بالدوري.. صحيح لم تكن لمارتن يول البصمات التي يمكن أن يشار إليها، ولكنه الأهلي الذي يستطيع أن يصنع اسماً لأي مدرب يأتي إليه. ولعل إدارة المهندس محمو طاهر.. وطاهر نفسه له نصيب كبير في هذا الإنجاز الأهلاوي، عندما ساند الفريق وجهازه، وحرص في كل الأوقات أن يستعيد بالكوادر الفنية التي يري أنها الأفضل للمرحلة.. ونجح في ذلك بدرجة كبيرة. مبروك للأهلي وجماهيره.. لم تغب الفرحة عنهم طويلاً وسرعان ما استردوا درعهم.. المفضل عندهم.. والحقيقة أن هذا هو الأهلي عبر كل العصور.. يعرف طريقه إلي منصات التتويج.. وإذا تعثر بعض الوقت سرعان ما يعود ويقف علي قدميه.. ثم يسرع الخطي ليعوض خسارة أو ضياع لقب. إذا تعلم الزمالك من الأخطاء التي وقع فيها في الدوري سيلحق بالركب سريعاً، وسينافس بقوة علي كأس مصر ودوري أبطال افريقيا.. وأغلب الظن أن الإدارة تعرف هذه السلبيات، وعليها أن تناقشها بموضوعية، ودون مكابرة. ربما ينفخ في صورة المنتخب الوطني الكروي »ويعمل حاجة».. لأن الصورة أصبحت سيئة مع كأس العالم.. وبات من الضروري أن يعمل الجميع لأجل هدف الوصول إلي موسكو العام القادم. تمت القرعة.. وأصبح كل منتخب يعرف رأسه من رجليه جيداً، ولا أبالغ إذا قلت إن معظم أو كل المنتخبات التي ستخوض التصفيات ستعمل بضمير، أو سيحلو عملها من »شغل الأونطة» المدمر. بالطبع.. لن يستمر الحديث عن قضية التصنيف التي شغلت الرأي العام، وبدا وكأنها هي مصدر أي خطر يهدد التأهل للونديال. الكاميرون والمغرب وجنوب افريقيا الذين تواجدوا مرات عديدة في نهائيات المونديال كانوا تصنيف ثالث، ولم تسمع لهم صوتاً لأنهم يثقون في أنفسهم.. زامبيا وبوركينا فاسو اللذين يصدران لمصر لاعبين في الدوري الممتاز.. مستوي رابع. نحن لا نلعب الكرة.. ولا نعرف نفكر فيها. عموماً.. المجموعة المنافسة التي وقع فيها منتخب مصر مقبولة.. علي رأسها غانا.. وتضم الكونغو وأوغندا.. دون الدخول في مقارنات مع مجموعات أخري، فإن من يطمح إلي التأهل عليه أن يكون علي مستوي المسئولية.. ورب ضارة نافعة.. فقد يكون وجود منتخب غانا مع أحفاد الفراعنة فرصة للتأهب لإقصاء هؤلاء الذين أساءوا إلي سمعة مصر الكروية بالستة إياهم. الطريق إلي موسكو لن يكون صعباً إذا خلصت النوايا.. وابتعد »الفهلوية» عن المشهد.. كل شيء بعد ذلك سهل. مصائب قوم عند قوم فوائد. كانت »الخناقات» علي وشك أن تدب بسبب موعد مباراة الأهلي والزمالك، التي كان الأهلي يريد أن يؤجلها حتي يشارك فيها رمضان صبحي الذي يرتبط بلقاء مع منتخب الشباب.. وقصة كده »ملعبكة». الآن.. لن يكون الأهلي بحاجة إلي صبحي. كل عام وأنتم بخير. عيد الفطر المبارك علي الأبواب.. يارب يسعد كل بيت، ويفرح كل أسرة، ويحمي مصر الغالية من الغدارين والكدابين والمنافقين.